هل يحق لمصر تجميد اتفاقية السلام مع إسرائيل؟.. مفيد شهاب يرد
قال الدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، ردا على سؤال اللواء دكتور سمير فرج المفكر الاستراتيجي حول أحقية مصر بتجميد اتفاقية السلام مع إسرائيل، إن عملية تجميد اتفاقية السلام تحتاج إلى تأمل أكثر، لأن هناك سؤال يطرح نفسه: هل حدث هناك اعتداءً بشكل مباشر.. نعم أم لا؟.
وأضاف أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، خلال تصريحات تليفزيونية، أنه في حالة حدوث اعتداء مباشر؛ فقولا واحدا دون تردد الاتفاقيات المسبقة تكون مجمدة بل تعتبر ملغية، موضحا أن الاعتداء الحالي غير مباشر، وبالتالي لا يمكن أن نتحدث عن تجميد اتفاقية السلام.
اتفاقية السلام
كما أردف أن اتفاقية السلام قائمة، وما حدث لا يعني المساس بالاتفاقية، ولكنه يؤدي سياسيا إلى إحداث توترات في العلاقات، موضحا أن مصر تبذل قصارى جهودها لتصل إلى السلام، ولكنها تواجه عرقلة من جانب إسرائيل.
وأضاف أنه قانونيا لا يمكن أن نعتبر أن الجانب الإسرائيلي مس أو اعتدى على شروط اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
وكشف الدكتور مفيد، عن أن فلسطين أرض محتلة وإسرائيل دولة تقول إنها تدير هذا الإقليم المحتل وتنظم شئونه وتقديم الخدمات لأهله وتضمن الاستقرار فيه.
وشدد أن الأمم المتحدة أصدرت قرارات من قبل تنص على أن فلسطين تحت إدارة إسرائيل ولكن ليس تحت سيادتها.
واستكمل أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، أن عمليات إسرائيل في قطاع غزة غير مشروعة لأنه المفترض حماية الأرض الفلسطينية وفقا للقانون الدولي وليس العدوان عليها.
وأشار الدكتور مفيد شهاب، إلى أن ما تقوم به دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر في غزة محل إدانة من الدولة المصرية.
وأكد على أن ما تقوم به إسرائيل في غزة حاليًا فيه تهديد لأمن المنطقة، ومصر دولة جارة لفلسطين ومرتبطة بها شئنا أو لم نشأ وتم مراعاة هذا منذ اتفاقية السلام، وهو جعل إدارة مباشرة بين مصر وإسرائيل لمعبر كرم أبو سالم.
وأردف أن ما يحدث في فلسطين يؤثر على مصر قولا واحدا، وما يؤثر على مصر يؤثر على المنطقة، والمطلوب من إسرائيل الحرص على سلام المنطقة وفي مقدمتها السلام مع مصر.
وأوضح أن من حق مصر أن تدين ما تقوم به إسرائيل لأنه مخالف لاتفاقية السلام 1979، وهو ليس عدوان على مصر ولكنه تهديد، وطبقا للقانون الدولي يمنع لأي دولة استخدام القوة أو التهديد بها وهو ما قامت به إسرائيل.
وواصل الدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، أن إسرائيل خالفت بنود اتفاقيات التعاون المنصوص عليها في اتفاقية السلام مع مصر.
وشدد على أنه يتم تجميد اتفاقية السلام أو إلغاؤها في حالة وجود اعتداء مباشر على مصر من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي وهو ما لم يحدث، مؤكدا أن اتفاقية السلام قائمة، ولكن ما يحدث يؤدي سياسيا لتوتر في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.
واستطرد أن ما قامت به دولة الاحتلال الإسرائيلي في رفح الفلسطينية ومحور فيلادلفيا هو تهديد غير مباشر لمصر وهو ما يعد مخالفة لاتفاقية السلام، مؤكدا أن هناك مخالفة من جانب إسرائيل.
وأكمل الدكتور مفيد شهاب، أنه إذا قامت إسرائيل باحتلال محور صلاح الدين في رفح الفلسطينية، يعطي مصر الحق بمطالبتها بالتوقف الفوري عن هذا السلوك والعودة لما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة.
وقال إنه لا بد أن تمارس مصر على إسرائيل ضغوطات بالتعاون مع المجتمع الدولي لإنهاء الممارسات الخاطئة في محور فيلادلفيا الفلسطيني، موضحا أن اجتياح تل أبيب لرفح الفلسطينية يعد مخالفة لاتفاقية السلام مع مصر.
واختتم أن أي إجراء إسرائيلي يمس أمن مصر القومي يعد غير قانوني ويمكن إيقافه بأي طريقة ممكنة، ودفع الفلسطينيين نحو التهجير لمصر بمثابة اعتداء مباشر على السيادة المصرية، والحدود المصرية مصانة ومن حق القاهرة ألا تسمح بأي طريقة كانت دخول أي شخص لها من رفح، وفي حال إقدام إسرائيل على هذا يعد اعتداء على مصر.