رشيد محمد رشيد: لم أندم على تولي وزارة الصناعة بحكومة نظيف.. والقرار كان أشبه بأن تدهسك حافلة
تحدث رشيد محمد رشيد، أحد أبرز وزراء عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك “وزير الصناعة والتجارة الأسبق” عن كواليس انضمامه إلى حكومة رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، ولماذا قرر قبول العمل الحكومي على الرغم من كونه في ذروة عمله المهني في هذه الفترة.
وقال رشيد في مقابلة مع مجلة إينجما العالمية: إذا نظرت إلى حياتي أرى أن حياتي تمر بمراحل.. ويعجبني ذلك، وأضاف الكثير إلى تطوري وقدراتي وأود أن أشجع الشباب على أن يكونوا منفتحين على ذلك، إذا كانت لديك الفرصة كل بضع سنوات للقيام بشيء مختلف، ولكنها خاصية مختلفة أو نشاط مختلف أو قمت بتغيير الوظفية أو شكل المسئوليات هذا مفيد جدا.
وأضاف رشيد محمد رشيد، إذا فعلنا نفس الشيء لفترة طويلة جدا نعتاد عليه، ونمل منه ونشعر أن الاستفادة تتناقص ونتوقف عن التقدم، لكن إذا كان هناك عنصر التغيير فإنك تستخرج كل شيء من التجربة السابقة، ثم تضيف عليه وهذا يمكن أن يخلق شيئا فريدا من نوعه عند الربط بين التجاب.
وأوضح أنه كان يعيش في الإسكندرية ولديه عمله الخاص، يديره أفراد العائلة وهذا العمل تطور بشكل ملحوظ وتم عقد شراكات ناجحة وتوسع من خلال تعاون مع إحدى الشركات، وأصبح متجاوزا للحدود إلى دول أخرى في الشرق المتوسط ومنطقة البحر المتوسط وتركيا.
وذكر أن شيئا غير معتاد قد حدث معه عندما عرضت عليه شركة يونليفير الانضمام للشركة كمدير تنفيذي، وبالتالي ترك عمل العائلة والذهاب للندن، قائلا: في هذا الوقت قلت للرئيس لم أعمل لدى أي شخص في حياتي، ولكنه أقنعني لأن هناك حماسا كبيرا أن تصبح مسؤولا في مؤسسة مهمة جدا على مستوى العالم.
وأكد أن الشركة كانت تتوسع في هذا التوقيت في مجال الأغذية، وكان يشارك في أعمال بقيمة 60 مليار دولار تقريبا في بلدان مختلفة واستمرت تلك التجربة لمدة 4 سنوات.
وكشف أن عرض الانضمام للحكومة المصرية جاء في هذا التوقيت، وهو أمر كان غير متوقع تمامًا ولم يكن لديه استعداد أو ترقب لذلك اتصل بي رئيس الوزراء، وقال يريدون منك التواجد في خلال 24 ساعة، مما يعني أنه يجب علي إسقاط كل شيء قلت لرئيس الوزراء كيف يفترض علي فعل كل هذا، كنت وقتها عضوًا في مجلس إدارة 26 شركة، الأمر أشبه بأن تخرج من منزلك وتدهسك الحافلة، لأنك ببساطة لن تعود ولكنها كانت الحكومة.
وأضاف: عندما تشكل الحكومة فإنها لا تعطيك مهلة شهرًا أو شهرين.. لقد طلبوا مني أن أكون متاحًا خلال 24 ساعة وترددت في البداية واستغرقت بعض الوقت لإقناع نفسي والتحدث مع العائلة حتى أشعر بالراحة تجاه المنصب.. وكان هناك أمر آخر يقلقني.. سأصبح وزيرا في حكومة مصر.. ولم تكن مصر معتاد على أن يكون لديها أشخاص من القطاع الخاص في الحكومة.. كنت أول وزير من القطاع الخاص منذ 1952.
وتابع: اتخذت القرار بنفس الروح المنفتحة لتجربة مرحلة مختلفة في حياتي.. عدت ولعبت دور وزير في الحكومة وأظن أنه كان قرارا ناجحًا.. لم أندم لأنني دائمًا ما قلت لنفسي ولبناتي وعائلتي إنه إذا أردت إحداث تغيير إيجابي في حياة شخص واحد فهذا عظيم.. وخلال فترة عملي في الحكومة شهدت العديد من التطورات والإنجازات الإيجابية.
وتابع بأنه كان يخاطب عقول وقلوب الشباب، مختتما: هذا شيء قريب جدًا من عقلي ليس فقط في منصبي كوزير.. ولكن في مناصبي المختلفة طوال حياتي في الشركات.. لأنه في أعمالي في مصر عندما تركت العمل للانضمام إلى الحكومة المصرية كان هناك 7000 شخص يعملون معي.. وأعتقد 95% منهم كانوا صغار جدًا.. وما زلت أشعر بالرضا عندما ألتقي بعض الناس ويقولون إننا كنا نعمل معًا.. وتلك الفترة تركت لهم تأثيرا في حياتهم.