الأربعاء 13 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المساعدات العسكرية في مواجهة الخلافات السياسية

الجمعة 10/مايو/2024 - 04:28 م

ليس خفيا على أحد اتساع الفجوة بين وجهة النظر الإسرائيلية وبين الإدارة الأمريكية بشأن الحرب في غزة وتحديدا فيما يتعلق بأي عملية عسكرية كبرى في رفح، لكن من المهم إدراك أن هذه ليست خلافات إسرائيلية أمريكية بشكل عام، وإنما خلافات إسرائيلية مع الإدارة الموجودة حاليا داخل البيت الأبيض.

المساعدات الأمنية سواء العسكرية أو العملياتية التي تقدمها الولايات المتحدة لحليفتها الأهم في الشرق الأوسط لا يجب النظر إليها كجزء من أعمال خيرية تقوم بها الولايات المتحدة على حساب دافعي الضرائب الأمريكيين، وإنما هي جزء من استراتيجية الأمن القومي الأمريكي المرتكزة على إبقاء المواطنين الأمريكيين في أمن وأمان، إلى جانب تعزيز أهداف السياسة الخارجية الأمريكية في جميع أنحاء العالم عبر دعم حلفاء موثوقين والحفاظ على جاهزيتهم أمام القوى المعادية للولايات المتحدة.

وبالرغم من الضغوط المتزايدة التي تواجهها الإدارة الأمريكية سواء من الجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي أو من خلال التظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية وانعكاساتها على شعبية المرشح بايدن بين أوساط الشباب، إلا أن صناع القرار في الولايات المتحدة يدركون جيدا أن هناك فوائد أهم وأكبر تتحصل عليها واشنطن من خلال الحفاظ على استمرارية المساعدات الأمنية لإسرائيل، ويدركون أيضا ما لدى تل أبيب من قاعدة صناعية دفاعية مكنتها من ترقية وتحسين الكثير من المنظومات الدفاعية التي يتبناها الجيش الأمريكي وكذلك بعض الجيوش الأوروبية لاحقا، مثل منظومة القبة الحديدية ومنظومات تروفي للدفاع النشط وغيرها، إلى جانب أن الولايات المتحدة تمكنت من اختبار الكثير من منظوماتها القتالية بشكل منهجي ومنتظم في ميادين وجبهات متعددة على أيدي القوات الإسرائيلية، وهو ما مكنها من رسم استنتاجات ميدانية لمدى كفاءة منظوماتها القتالية عبر ساحة اختبار مجانية يقدمها الجانب الإسرائيلي لنظيره الأمريكي.

بالإضافة إلى ذلك يلتزم الجانب الإسرائيلي وفقا لاتفاقية المساعدات التي تشكل حوالي 20% من إجمالي الإنفاق الدفاعي لإسرائيل بإعادة استثمار جزء كبير من أموال هذه المساعدات في الاقتصاد الأمريكي عبر الشراء المباشر للمنظومات الأمريكية، كما أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تحصل على مساعدات أمريكية تستطيع إنفاق أكثر من 25% منها على المشتريات المحلية للحفاظ على تفوقها العسكري النوعي وتعزيز جيشها من خلال شراء معدات مبتكرة من الولايات المتحدة إلى جانب تمويل وتطوير وشراء المعدات العسكرية المتقدمة من شركات تصنيع الأسلحة الإسرائيلية.

وفي ظل ارتفاع الأصوات المطالبة بإعادة تقييم هذه المساعدات والعلاقات العسكرية بين واشنطن وتل أبيب داخل بعض الأوساط السياسية في الولايات المتحدة، من الضروري أن ندرك أن العلاقة بين الجانبين متبادلة وتعود بالنفع على كلا البلدين، كما يبدو مؤكدا أن المساعدات الأمريكية السخية التي حظيت بها إسرائيل لعقود ستستمر رغم الخلافات في الرأي بين البلدين، وربما يدرك المتفاوضون مع الجانب الإسرائيلي هذه الحقائق حتى لا يتمسكوا برهانات خاسرة لن تؤدي سوى للمزيد من سفك دماء الأبرياء في غزة.

تابع مواقعنا