بعد افتتاح مسجد السيدة زينب.. من هو سلطان طائفة البهرة في الهند؟
أثارت زيارة سلطان طائفة البهرة بالهند لمصر واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له في إطار افتتاح مسجد السيدة زينب بعد تطويره، الكثير من التساؤلات حول من هو سلطان البهرة ولماذا حظي بكل هذا الاهتمام؟. ونوضح عبر القاهرة 24 من هو سلطان طائفة البهرة بالهند ومعتقدات هذه الطائفة ولماذا يحرصون على التواجد فيما يخص إعادة افتتاح أو تطوير الآثار الإسلامية.
سلطان طائفة البهرة بالهند يزور مصر
يحرص سلطان طائفة البهرة بالهند على التواجد دائمًا في مصر فيما يخص افتتاح أو إعادة افتتاح المساجد التي يهتم بها الشيعة في مصر، لذلك يتبرع الشيعة لتطوير المساجد في مصر خاصة مسجد السيدة نفيسة والسيدة عائشة والحاكم بأمر الله.
وفي كل زيارة لمصر، يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي سلطان طائفة البهرة في مصر مفضل سيف الدين، والذي يحرص على التبرع لصندوق تحيا مصر وافتتاح المساجد بعد تطويرها.
من هو سلطان طائفة البهرة؟
ولتوضيح من هو سلطان طائفة البهرة، نذكر ما يعتقده أتباع طائفة البهرة بحسب ما يتدارسونه في كتبهم، أن سلطانهم لابد وأن يكون معينًا من السلطان السابق، وهذا ما حدث مع السلطان مفضل سيف الدين، حيث عينه والده محمد برهان الدين واليًا للعهد قبل وفاته بعامين،وتحديدًا في عام 2011.
يحمل السلطان مفضل سيف الدين درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة كراتشي الباكستانية، والتي حصل عليها عام 2015، كما منحته الهند جائزة السلام العالمية في نفس العام، تقديرا لجهوده في إنشاء مشروع توزيع الغذاء وتأمينه في جميع أنحاء العالم -فيض الموائد البرهانية-.
ويطلق على سلطان طائفة البهرة في معتقداتهم الخاصة -الداعي المطلق- وهو المنصب الأول والأهم والمرجع الأول لأتباع طائفة البهرة، ويكون له وكيل في الدول التي تزيد فيها أعداد البهرة عن 100 شخص.
وفي مصر يبلغ عدد البهرة نحو 17 ألف شخص، يفضلون الإقامة بالقرب من مساجد الدولة الفاطمية، أي في القاهرة الخديوية وأنحائها وشارع المعز، وغالبيتهم يعملون في التجارة ويسافرون إلى الهند كثيرًا.
من هو سلطان طائفة البهرة بالهند؟
ويتساءل المصريون من هو سلطان طائفة البهرة بالهند لينال هذا الاهتمام السياسي من الرئيس عبد الفتاح السيسي؟، يستهدف سلطان البهرة من خلال زياراته وتبرعاته إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبور أو أضرحة أو مساجد، ويتبرع بمبالغ ضخمة من أجل إعادة ترميم هذه الآثار والحفاظ عليها.
وقدم سلطان البهرة أموال ضخمة لترميم وتجديد مقامات آل البيت في مصر، منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، والحسين، ومسجد الحاكم بأمر الله، ومسجد الأقمر، كما يمول أنشطة خيرية في مصر.
وفي السنوات الماضية، تبرع سلطان البهرة بالهند بكثير من الأموال لصندوق تحيا مصر، ما حدا بالرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريمه ومنحه وشاح النيل العام الماضي تقديرًا لجهوده في دعم التنمية.
ولم تكن زيارات سلطان البهرة ذات طابع خاص في هذا العصر فقط، بل سبق وأن استقبل الرئيس محمد حسني مبارك الدكتور محمد برهان سلطـان، في لقاء وُصف حينها بالتاريخي في منتجع بمدينة شرم الشيخ عام 2005.
ما هي طائفة البهرة؟
تعني كلمة البهرة -التاجر- بالهندية، وهم يمثلون أشهر الطوائف الشيعية في الهند، وتعود قصة تكوينهم إلى عهد الفاطميين، إذ وقع الخلاف حول أنصار إمامة المستعلي الفاطمي وأنصار إمامة أخيه نزار المصطفى لدين الله، بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله عام 1094.
كان المستنصر قد اختار ابنه المستعلي ليكون واليًا بعده، إلا أن بعد وفاته نشب الخلاف بين الأخوين، ودارت حرب بين جنودهما وأنصارهما، وكانت الغلبة للطائفة المستعلية، ولكن ما لبث المستعلي أن انهزم على يد صلاح الدين الأيوبي، لتنتهي الدولة الفاطمية في مصر وتبدأ الدولة الأيوبية التي طردت من مصر عام 1174، فانتشر البهرة في عدد من دول العالم.
وللبهرة تقويم قمري خاص بهم، ورثوه عن الفاطميين وطوروه وفقًا لحسابات فلكية تحدد بدايات الشهر عندهم بما قد يختلف بيوم أو يومين عن التقويم الهجري المعتمد لدى المسلمين.
وإلى جانب احتفال البهرة بعيدي الفطر والأضحى والمولد النبوي الشريف، يحتفلون أيضًا بيوم خاص بهم في الثامن عشر من شهر ذي الحجة كل عام، يسمونه يوم غدير، كذلك يحيون ذكرى يوم عاشوراء في العاشر من المحرم كل عام، وذلك بعادات وتقاليد خاصة.
ويعتقد البهرة أن مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي في شارع المعز، به بئر مقدسة وأن أباهم مدفون في تلك البئر، لذلك يحرصون على الوضوء في مكان محدد في المسجد والشرب منه للتبارك به وظنًا منهم أن ماؤه من البئر.
من هم طائفة البهرة بالهند؟
طائفة البهرة بالهند هم البهرة الداوودية الذين انتقلوا من اليمن في القرن العاشر الهجري إلى الهند وباكستان وتمركزوا فيها خاصة في مومباي بالهند، ونسبوا أنفسهم إلى داود برهان الدين بن قطب شاه.
ومن الآداب التي يحرص عليها البهرة الداوودية في الهند ألا يدعون أميرهم بالسلطان، بل بالوالي أو المولى، فيقولون مولانا، وسلطانهم هو السلطان مفضل سيف الدين، ولا يقتصر وجود البهرة على الهند وباكستان فقط بل ينتشرون في أكثر من 40 دولة حول العالم.
يهتم البهرة بالتجارة ويضعون لأنفسهم مكانة ظاهرة في التبادل التجاري، وهاجر أول وفد من البهرة إلى مصر في الستينيات وعددهم 750 فردًا، وعملوا بالتجارة، وحاليًا يجتمعون في مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي لأداء صلاتهم الخاصة التي تختلف عن صلاة المسلمين.
افتتاح مسجد السيدة زينب
أمس السبت، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي سلطان البهرة من أجل افتتاح مسجد السيدة زينب بالقاهرة بعد تطويره، واليوم الأحد، ألقى السلطان كلمة يعبر فيها عن حبه للسيدة زينب وتأييده للرئيس عبد الفتاح السيسي في مساعيه التنموية.
وقال السلطان مفضل سيف الدين:
السيدة زينب لها مقام في قلوب المسلمين عامة وفي قلوب أهل مصر خاصة فهي عقيلة بني هاشم وهي العالمة الفاضلة التقية العفيفة الصابرة المحتسبة، وهي التي شهدت في كربلاء جبهة أخيها سيد الشهداء الإمام الحسين، وهي التي بعد شهادته بعون الله اختارت أرض مصر سكنا لها مخبرة بفضل مصر وأهلها، حيث قالت يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل مصيبة مخرجا ومن كل ضيق فرجًا.
ووجه سلطان مفضل سيف الدين الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، أن منحه فرصة حضور هذا الاحتفال، مختتمًا بقوله: أقول بكل فخر واعتزاز إنني أحب رسول الله وأهل بيته الكرام حبًا ثمينًا، وأحب كل من يحبهم وأسأل الله تعالى بحق رسول الله وبحق أهل بيته الكرام أن يتقبل منا.
وكان مسجد السيدة زينب أعيد افتتاحه نهاية مارس الماضي للصلاة بعد تطويره، مع استمرار إغلاق الضريح والمقام والذي تم افتتاحه اليوم بحضور سلطان طائفة البهرة.
وتم تطوير مسجد السيدة زينب بشكل عام حيث تم تطوير ساحته الخارجية وتوسيعها وتجديد جميع مرافقه، وإضافة خدمات جديدة للمصلين والزائرين، فيما تم إنشاء مكتبة ضخمة تضمّ العديد من الكتب الدينية والثقافية، ومركزًا إسلاميًا لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية.