هل يجوز للمعتمر والحاج؟.. طريقة التيمم الصحيحة والتطهر من الجنابة
لاشك أن معرفة كل مسلم طريقة التيمم الصحيحة واجب ديني تحتمه الظروف التي قد يقع فيها الإنسان وتمنعه عن أداء الصلاة في وقتها، سواء المرض أو فقدان الماء، لذلك نعرض عبر القاهرة 24 طريقة التيمم الصحيحة بالتراب وبالحجر وبالحائط. كما نعرض أحكام التيمم وهل يجوز للمعتمر أو الحاج أو في البرد الشديد؟.
طريقة التيمم الصحيحة
قال الشيخ عصام شاكر عضو لجنة الفتوى بالمركز العالمي للأزهر، إن طريقة التيمم الصحيحة تحدثت عنها السنة النبوية بوضوح لا يدع مجالًا للتأويل، كما أن التيمم من الخصائص التي فضَّل اللهُ تعالى بها النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم على سائر الأنبياء، وامتنَّ به على أمته من بين الأمم.
واستدل شاكر في تصريح لـ القاهرة 24، بما ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ" أخرجه البخاري ومسلم.
وأوضح شاكر أن معنى "طَهُورًا" في الحديث، أي ما يتطهر به الإنسان من ماء أو تيمم، فللمسلم أن يتوضأ ويصلي في أي بقعة على الأرض، بل وله أن يتيمم إن لم يجد الماء فلا تفوته الصلاة أبدًا.
وحول طريقة التيمم الصحيحة بين شاكر أنها تكون بالتراب الذي له غبار كالتالي:
- يستحضر المحدث النية للتيمم.
- يضرب المُحدِث بباطن كفيه على الصعيد الطاهر ضربة يمسح بها وجهه.
- ثم يضرب على نفس الصعيد ضربة أخرى يمسح بها يديه إلى المرفقين؛ اليمنى باليسرى، واليسرى باليمنى.
هل التيمم بضربة واحدة أم ضربتين؟
أجاب عضو لجنة الفتوى بمركز الأزهر العالمي، عن سؤال هل التيمم بضربة واحدة أم ضربتين؟، فقال إن ما نقلته صحيح السنة النبوية يستدل منه بأن التيمم يكون بضربتين لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "التَّيَمُّمُ ضَرْبَتَانِ: ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ، وَضَرْبَةٌ لِلْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ".
وأوضح أن ابن بطال في "شرحه على صحيح البخاري" قال "هو ضربتان: ضربة للوجه يمسح بها وجهه، وضربة لليدين يمسحهما إلى المرفقين اليمنى باليسرى، واليسرى باليمنى، روى هذا عن ابن عمر رضي الله عنهما، وهو قول مالك، وأبى حنيفة وأصحابه، والشافعي، وهؤلاء كلهم لا يجزئه عندهم المسح دون المرفقين".
هل يجوز التيمم عند كل صلاة؟
حول هل يجوز التيمم عند كل صلاة؟، بيّن شاكر أن حكم التيمم لأكثر من فرض فمسألة خلافية بين الفقهاء:
- فعند الحنفية وقول للإمام أحمد: كالوضوء؛ يجزئ لأداء وقضاء ما شاء المتيمم من الفرائض حتى يُحدث أو يجد الماء.
- وفي معتمد مذهب الشافعية: يتيمم لكل فرضٍ على حدة.
- وعند المالكية وظاهر مذهب الحنابلة: يتيمم لوقت كل صلاة، ويجزئه هذا التيمم ما دام وقت الصلاة باقيًا، فإن خرج الوقت الذي تيمم له أو دخل غيره بطل تيممه.
وفي المسائل الخلافية يستحب الخروج من الخلاف، فمن أراد الخروج من الخلاف ولم يجد ماء، فلا حرج من أن يتيمم عند كل صلاة إن لم يجد صعوبة في ذلك.
ما هي الحالات التي لا يجوز فيها التيمم؟
أوضحت الشريعة الإسلامية الحالات التي لا يجوز فيها التيمم، ولخصتها في جملة واحدة "لا يشرع التيمم إلا لمن لم يجد الماء أو يتعذر عليه استعماله" لذلك لا يجوز التيمم في حالة وجود الماء أو إمكانية الوصول إليها أو امكانية استخدامها للمرضى الذين لا يضرهم الماء.
وحول إمكانية استعانة الحاج أو المعتمر بالتيمم بدلا من الوضوء بسبب الزحام وصعوبة الوصول إلى مواضع الوضوء، قالت دار الإفتاء المصرية، إن الفقهاء اختلفوا في حكم من أحدث أثناء الطواف، وخروجًا من هذا الخلاف فإن على من أحدث أثناء الطواف أن يعيد الوضوء ثم يعود ويستأنف طوافه من جديد.
واستأنفت دار الإفتاء: فإن شق عليه ذلك فله أن يبني على ما طافه تقليدًا لمن أجاز ذلك من الفقهاء، فإن أتمّ طوافه من غير طهارة وعاد إلى بلده فطوافه صحيح على مذهب السادة الحنفية ويلزمه ذبح شاة في الحرم.
لكن الشيخ ابن باز رحمه الله، أفتى بعدم جواز التيمم لمن يعتمر أو يحج لوجود الماء حتى مع صعوبة الوصول إليه بسبب الزحام فقال "لا يجوز لهم التيمم، بل يلزمهم الخروج للوضوء من المياه الموجودة، والله يقول: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا، وهؤلاء واجدون للماء".
كيفية التيمم للصلاة للمريض
وقال الأزهر الشريف حول كيفية التيمم للصلاة للمريض، أنها تكون ضربتين على الفراش أو على وسادة أو على الحائط يتيمم بها المريض ويصلي.
وفي رده على سؤال حول التيمم للمريض مع وجود الماء، نشر الأزهر على صفحته الرسمية على فيس بوك، فتوى تؤكد جواز ذلك، فقد نص الرد على أنه "إن المسلم إذا لم يجد ماءًا، أو وجده وكان في استعماله ضرر يلحقه لمرض أو برد شديد، أو نحو ذلك: جاز له أن يتيمم".
وأردفت الفتوى "أما إذا وجد الماء، ولم يلحقه ضرر باستعماله، لم يجز له التيمم، فإن فعل وصلى بالتيمم كانت صلاته باطلة".
هل يجوز التيمم في حالة البرد الشديد؟
ونشرت دار الإفتاء المصرية فتواها للرد على سؤال هل يجوز التيمم في حالة البرد الشديد؟، فقالت "لا حرج على السائل شرعًا في التيمم من الجنابة للصلاة في البرد الشديد عند عدم وجود وسيلة لتسخين الماء؛ خوفًا من حصول الأذى والمرض إذا اغتسل بالماء البارد، مع وجوب الغسل وقت تمكنه منه".