الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إقليم على صفيح ساخن.. القمة العربية تلتئم في البحرين على أصوات الرصاص وأزمات تعصف بأعضائها

القمة العربية في
تقارير وتحقيقات
القمة العربية في البحرين
الثلاثاء 14/مايو/2024 - 12:41 م

لأول مرة في تاريخها تستضيف المملكة البحرينية القمة العربية في دورتها العادية الـ33، في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية في مقدمتها الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، الأمر الذي صوب الأنظار العربية والعربية إلى العاصمة البحرينية المنامة في انتظار ما يمكن أن تفضي إليه القمة التي يمكن وصفها بأنها قمة الملفات الصعبة، إذ ينتظر قادة العرب على طاولة المنامة العديد من القضايا الساخنة عربيًا على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي.

البحرين تنهي استعداداتها لاستضافة القمة العربية

 

ويصل قطار المنامة محطته قبل الأخيرة اليوم الثلاثاء بعقد اجتماعات تحضيرية لوزراء الخارجية العرب، إذ تلتئم القمة بعد غدٍ الخميس، وسط أوضاع كارثية في عدد من الدول العربية التي تفوح منها رائحة الدم والنار، بداية من قطاع غزة المدمر وصولًا إلى السودان المنكوب بأيدي أبنائه المتصارعين فيما بينهم لأكثر من عام، والعديد من الأزمات الأخرى، فيما انتهت مملكة البحرين من استعداداتها لاستضافة القمة.

غزة في صدارة ملفات طاولة القمة العربية

قطاع غزة المكلوم.. واحدا من أبرز القضايا التي تتصدر طاولة القمة العربية المكتظة، إلا أن الملف الفلسطيني يأتي في القمة الحالية وسط أنين فلسطيني وعربي بعدما أودت الحرب الإسرائيلي الغاشمة منذ السابع من أكتوبر الماضي بحياة نحو 35 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 100 ألف جريح ومفقود، وما زاد الطين بلة، ما شهدته الأراضي الفلسطينية هلال الأسبوع الماضي، وتحديدًا جنوب القطاع بإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام جزئي لمدينة رفح الفلسطينية واحتلال معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني، ما أسفر عن غلقه كليًا أمام حركة المساعدات، وهو المعبر الذي مثل منذ بدء العدوان شريان الحياة المعطوب جراء التعنت الإسرائيلي المتواصل أمام يد العون الممدودة ليس من مصر فقط ولكن من باقي الدول العربية وغيرها عبر بوابات المعبر لإدخال ما يمكن إدخاله إلى النازحين الفلسطينيين.

جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة 

 

وفي الجنوب العربي، تأتي اليمن على طاولة القادة العرب في قمتهم الـ 33 العادية المرتقبة بالمنامة، وسط صراعات وانقسامات مستمرة منذ سنوات ما بين الحكومة الشرعية والمدعومة دوليًا، ومليشيات أنصار الله الحوثي المدعومة من قبل طهران، إلا أن ما زاد الملف اليمني تأزمًا ما تسبب فيه الأخيرة من تفاقم للأزمة اليمنية بعدما أقدمت على الدخول في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي امتثالا لأوامر إيران، وقيامها باعتراض خطوط الملاحة البحرية العالمية وتوجيه ضربات إلى السفن البحرية التي تقول إنها تابعة لإسرائيل أو متجهة إليها، ما دفع القوات الأمريكية والبريطانية وغيرها من شن هجمات جوية على الأراضي اليمنية لمهاجمة الحوثي، فيما يطرق الجوع منازل اليمنيين منذ سنوات، وسط تحذيرات دولية من تعرض البلاد لمجاعة يد تودي بالأخضر واليابس فيما تبقى من اليمن الذي كان سعيدًا.

الحرب السودانية تبحث عن حل في القمة العربية

وبالقرب من اليمن يأتي السودان المنقسم على نفسه أيضًا على طاولة القمة العربية الحزينة على أرواح أبناء أقطارها، إذ تأتي القمة وسط تسارع للصراع المستمر منذ أكثر من عام بين أبنائه المتمثلين في القوات المسلحة السودانية ( الجيش النظامي للبلاد) برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، وقوات الدعم السريع التي يترأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي) مخلفًا عشرات الآلاف من القتلى ونزوح ملايين السودانيين، ووضع البلاد على حافة الهاوية والمجاعة والفقر المتقع.

الأزمة في السودان 

 

وبالقرب من السودان جهة الجنوب قليلا، تقف الصومال في حالة الترقب لما يمكن أن تصل إليه البلاد على خلفية التحركات الإثيوبية الأخيرة الطامحة في الحصول على منفذ على البحر الأحمر من خلال تأجيج الانقسام بين الحكومة الصومالية وما يعرف بإقليم أرض الصومال الانفصالي، إذ تتجه أنظار الصوماليين للحصول على تأييد ودعم عربي كامل في مواجهة التدخلات الخارجية الساعية إلى تقسيم البلاد.

ليبيا وأزمة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية

وبالاتجاه إلى الشمال وتحديدًا بلاد أحفاد عمر المختار، تأتي ليبيا كملف دائم على طاولة القمم العربية المنعقدة خلال السنوات العشر الماضية، إذ لا تزال ليبيا تطمح إلى أجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية منذ سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، دون توافق بين أبنائها المنقسمين فيما بينهم بحكومتين أحدهما في الشرق تحظى بتأييد من قبل مجلس النواب الليبي، والأخرى في الغرب منتهية الولاية بقرار من مجلس النواب ذاته.

وفي لبنان الحزين، يتوجس أبنائه من تطورات التراشقات العسكرية بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني جنوب البلاد، فيما لا يزال المواطنون في انتظار انتخاب رئيس للبلاد للاقتراب من دائرة الاستقرار السياسي والاقتصادي.

تأكيد عربي على دعم مصر في سد النهضة ومفاوضات غزة

 

وفي ذات السياق، تعقد اليوم اجتماعات لوزراء الخارجية العرب لوضع اللمسات الأخيرة لقمة الملفات الصعبة عربيًا وإقليمًا، تمهيدًا لرفه الأجندة النهائية لطرحها أمام القادة العرب بعد غدٍ الخميس، إذ من المرتقب أن تتضمن الأجندة تأكيد عربي للجهود المصرية القطرية الساعية إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، والتأكيد على الموقف المصري بعدم تصفية القضية الفلسطينية وتهجير مواطني قطاع غزة والضفة الغربية من أراضيهم، إلى جانب التأكيدات على التعاضد العربي في مواجهة العديد من القضايا من بينها التدخلات الخارجية، واحتلال إيران للجزر الإماراتية، تأكيد الدعم العربي الكامل لمصر والسودان في حقوقهم المائية بنهر النيل، ورفض كافة الإجراءات الأحادية الإثيوبية في سد النهضة، وكذلك بحث التطورات السورية.

وكل ذلك يأتي وسط تفاؤل بأن تصل القمة التي تأتي في وقت حساس للغاية في التاريخ العربي الحديث بنتائج من شانها أن تضفي المزيد من القومية العربية، ووضع مسار عربي جديد لمنظومة العمل المشترك، على طريق تعزيز العلاقات البينية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، لمواجهة كافة التحديات.

وقبيل اجتماعات اليوم بين وزراء الخارجية العرب، عقدت أمس اجتماعات تحضيرية لمجلس جامعة العرب على مستوى المندوبين، بحضور الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، الذي أكد في كلمته أن القضية الفلسطينية تعد إحدى القضايا المحورية الرئيسية على جدول أعمال القمم، وأن قمة البحرين ستتناول القضية الفلسطينية من كافة جوانبها خاصة في ظل المستجدات الحالية المرتبطة باستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن ما القمة المرتقبة بعد غدٍ، ستصدر عنها مواقف عربية قوية تؤيد الحقوق الفلسطينية وتدعو المجتمع الدولي لعدم التخلي عن مسؤولياته إزاء هذه الحقوق التي من الضروري استعادتها لمصلحة الشعب الفلسطيني.

تابع مواقعنا