الإثنين 03 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الدكتور سلامة داوود: الأزهر الشريف بقي شامخًا وثابتًا لا تزحزحه الحوادث ولا تزلزله العواصف

رئيس جامعة الأزهر
دين وفتوى
رئيس جامعة الأزهر
الثلاثاء 14/مايو/2024 - 07:59 م

أشاد فضيلة الدكتور سلامة جمعة داوود، رئيس جامعة الأزهر، بالجهود العلمية لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، واختيارها لعنوان مؤتمرها الدولي الخامس الذي يقام تحت عنوان: دور مشايخ الأزهر الشريف في خدمة العلوم الشرعية والعربية، مثمنًا الأبحاث العلمية التي تقدمت للمؤتمر.

الهجوم على الأزهر 

وأوضح رئيس جامعة الأزهر، أن بحوث المؤتمر تلقى ونيران الهجوم على الأزهر الشريف تشتعل، ولكننا لا نخاف من اشتعالها؛ لأنَّ الله -جل جلاله- هو الذي يطفئها، وكم اشتعلت قبلها نيران فلم تحرق إلا مَن أشعلها وذهبوا وذهبت نيرانهم وبقيت قصصا تُحْكَى للناس وعبرة لأولي الألباب.

وتساءل رئيس الجامعة: أين مَن أقاموا للناس الشبهات التي استهلكت عقولهم وأقضت مضاجعهم؟ لقد بادت وباد معها أصحابها، أين فلان وفلان ممن كان يملأ الدنيا ضجيجًا؟ لقد رحلوا ورحلت معهم شبهاتهم إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.

وأكد الدكتور سلامة داوود، أن الأزهر الشريف بقي ثابتًا لا تزحزحه الحوادث ولا تزلزله العواصف الهوج التي تعصف بعقول من تنطلي عليه هذه الحيل والتهويلات الفارغة الخالية من التحصيل ولا تقف على قدم واحدة عرجاء، وصدقت كلمات ربي: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾ (سورة الرعد).

وبيَّن رئيس الجامعة أن مناهج علمائنا تتميز بأنها يُقَوِّم بعضُها بعضًا، وقد استدركوا على بعض- فاستدرك تلاميذ أئمة المذاهب على أئمتهم- دون أن تقوم من أجل ذلك فتنة ودون أن تنتطح في ذلك عنزان.

وأوضح رئيس الجامعة أن علماء الأزهر الشريف حين يناقش بعضُهم بعضًا يلتزم بأدب العلم وأخلاق المناظرة، ويرون جميعًا أن الهدف هو الوصول إلى الحق والصواب، لا فرق بين أن يكون لك أو عليك، ولم يكن هدفهم إثارة العوام وأشباه العوام، وإشعال نار تمتد لظاها لتأكل أمن الناس وراحتهم واستقرارهم وتمتلئ ساحاتنا ثرثرة تضيع فيها الأوقات والأعمار؛ ويأكل فيها القوي الضعيف، ويشمت الغالب بالمغلوب، وتنقلب حياة الناس بين عشية وضحاها إلى حالة من البلبلة.

المؤتمر الدولي لكلية الدراسات الإسلامية

وبيَّن رئيس الجامعة أنه كان من مناهج علمائنا في الخلاف أنه لا يرد إلا على مَن كان له صواب يؤخذ عنه، أما مَن ليس له صواب يؤخذ عنه فلا يُرَدُّ عليه، وإن ملأ الدنيا ضجيجًا؛ لافتًا إلى أنه قديمًا قالوا: لو سكت مَن لا يدري لاستراح الناس؛ لأنَّ العلم لا يؤخذ بكثرة الضجيج ولا بارتفاع الصوت ولا بكثرة الظهور، وإنما يؤخذ العلم بطول المراجعة والمفاتشة والتحري والتثبت وحسن النظر والإنصات، حتى قال القاضي الباقلاني: إنَّ العلم يحتاج إلى سكون طائر؛ يعني أن المسألة الدقيقة لو زقزق عصفور لطارت الفكرة وشردت وضاعت؛ ولذا كان أصحاب الفكر يستعينون بالظلام على صيد الخواطر وبنات الفكر المهذب، حتى قال أبو تمام بيته المشهور:خذها ابنة الفكر المهذب في الدجى  والليل أسود حالك الجلباب

المؤتمر الدولي لكلية الدراسات الإسلامية

وشدد رئيس الجامعة على أننا اليوم أحوج ما نكون في جامعاتنا إلى إحياء ما كتبه علماؤنا في أدب الخلاف؛ لتتربى الأجيال على هذه الأخلاق السامية والقيم الرفيعة والمضامين السديدة التي تبني ولا تهدم وتصلح ولا تفسد وتقوم المعوج ولا تحطمه، وتعالج الداء دون أن تقضي على المريض.

وبيَّن رئيس الجامعة أنه اطلع على عناوين البحوث المقدمة للمؤتمر فوجدها تدور في مجملها حول فكر الأئمة الكبار الذين تولوا مشيخة الأزهر الشريف، ورأيت من بينها ستة بحوث تدور حول فكر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ تناولت: فكر الإمام بين منابع التكوين المعرفي ومواجهة التطرف الفكري، وجهود الإمام أحمد الطيب في تعزيز قيم الحوار الحضاري والتعايش السلمي، وجهود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في نصرة المستضعفين، والأزهر الشريف وقوته المؤثرة في التفاعلات الدولية في عهد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والإمام الأكبر ودوره التجديدي في التفسير.. قضايا المرأة نموذجًا، وترجمة معاني القرآن الكريم بين الحظر والإباحة والموقف العلمي للشيخ أحمد الطيب في ضوء ذلك.

وأكمل رئيس الجامعة قائلًا: وأحببتُ عدم الاكتفاء في هذا المؤتمر بدور المشاهد؛ فتقدمتُ للمؤتمر ببحثٍ علميٍّ لي كتبته منذ سنوات وقت أن كنتُ عميدًا لكلية اللغة العربية بإيتاي البارود ولم أنشره بعد؛ ليكون هو البحث السابع في هذه السلسلة المباركة وعنوانه: شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيِّب لغةٌ تُصَوِّرُ واقعَ الأُمَّة، وهو قراءة متواضعة في فكر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وخطوة على الطريق يفتح للباحثين الباب لدراسة كلام الإمام- أطال الله تعالى في النعمة والعافية بقاءه- وهي لغة متميزة تستوقف الباحثين؛ لما لها من الأثر المحمود في نفوس الناس وفي التعبير عن الواقع الذي تعيشه الأمة تعبيرًا صادقًا أمينًا، فكلماته في كل محفل درة عقده، وقلادة جيده، تسير مسير الضحى في البلاد، وتملأ الدنيا وتشغل الناس، مشيرًا إلى أن الموضوع أهل لأن تقوم به رسالة عملية تتعمق تفاصيله بصورة أوسع وأرحب.

تابع مواقعنا