31 هرما وفرع نيل منقرض.. دراسة بحثية تكشف تفاصيل مخطط مصر القديمة
نشر باحثون في عدد من الجامعات الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا ومصر، دراسة بحثية عن اكتشاف خريطة توزيع بناء الأهرامات في مصر القديمة، بقيادة الباحثة الرئيسية المصرية الدكتورة إيمان غنيم الباحثة في قسم علوم الأرض والمحيطات، جامعة نورث كارولينا ويلمنجتون، كارولاينا الشمالية، الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت الدراسة البحثية، أن العمل الحالي في الدراسة مكّن من اكتشاف أجزاء من فرع النيل الرئيسي السابق الذي يعمل في سفوح هضبة الصحراء الغربية، حيث تقع الغالبية العظمى من الأهرامات المصرية القديمة، مؤكدة أن ضخامة هذا الفرع وقربه من المجمعات الهرمية، بالإضافة إلى حقيقة أن جسور الأهرامات تنتهي عند ضفة النهر، كل ذلك يعني أن هذا الفرع كان نشطًا وتشغيليًا خلال مرحلة بناء هذه الأهرامات.
دراسة بحثية دولية عن مخطط الأهرامات في مصر القديمة
وأوضحت صور رادار الفتحة الاصطناعية SAR وبيانات ارتفاع الرادار، الدقة العالية لسهول النيل الفيضية وهوامشها الصحراوية، وتقدم أدلة على وجود أجزاء من فرع نهر قديم رئيسي على الحدود مع 31 هرمًا يرجع تاريخها إلى الفترة المتوسطة الثانية 2686− 1649 قبل الميلاد، وتمتد بين السلالات 3-13.
واصلت الدراسة: من المرجح أن تكون زيادة ترسب الرمال مرتبطة بفترات تصحر الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا، بالإضافة إلى ذلك، يمكن تفسير حركة الفرع باتجاه الشرق وتناقصه من خلال تقليل تصريف النهر، وقدرة القنوات الناجمة عن انخفاض هطول الأمطار وزيادة الجفاف في المنطقة، لا سيما خلال نهاية المملكة القديمة.
أضافت الدراسة: دمج بيانات الأقمار الصناعية الرادارية مع المسح الجيوفيزيائي وحفر التربة، الذي استخدمناه في هذه الدراسة، هو نهج قابل للتكيف للغاية في تحديد مواقع أنظمة الأنهار المدفونة السابقة المماثلة في المناطق القاحلة في جميع أنحاء العالم، مستكملة: سمح لنا رسم خرائط المسار الخفي لفرع الأهرامات، بتجميع صورة أكثر اكتمالًا للمناظر الطبيعية السابقة لمصر القديمة، وطريق نقل المياه المحتمل في الوجه البحري، في المنطقة الواقعة بين ليشت وهضبة الجيزة.
أين يوجد النيل المنقرض؟
وواصلت الدراسة: يمكن أن يوفر الكشف عن فرع النيل المنقرض فكرة أكثر دقة عن مكان وجود المستوطنات القديمة فيما يتعلق به ومنع فقدانها بسبب التحضر السريع، وهذا يمكن أن يحسن تدابير حماية التراث الثقافي المصري، متابعة: نأمل أن تتمكن النتائج التي توصلنا إليها من تحسين تدابير الحفظ وزيادة الوعي بهذه المواقع لتخطيط التنمية الحديثة.
أشارت الدراسة، إلى أن هذا الفرع المنقرض فيما بعد باسم فرع الأهرامات، أي فرع الأهرامات باللغة العربية، على الرغم من إخفاء الحقول المزروعة في السهل الفيضي للنيل، يمكن تتبع التعبيرات الطبوغرافية الدقيقة لهذا الفرع السابق، غير المرئية الآن في بيانات الأقمار الصناعية الضوئية، على سطح الأرض بواسطة بيانات الرادار TanDEM-X TDX ومؤشر الموقع الطبوغرافي TPI.
ويلفت تحليل البيانات إلى أن هذه القناة الموزعة الجانبية تقع بين 2.5 و10.25 كم غربًا من نهر النيل الحديث، يبدو أن الفرع له عمق قناة سطحية بين 2 و8 م، وطول قناة حوالي 64 كم وعرض قناة من 200-700 م، وهو ما يشبه عرض مسار النيل المجاور المعاصر، مؤكدة أن حجم فرع أهرامات واستمراريته الطولية وقربه من جميع الأهرامات في منطقة الدراسة يعني وجود ممر مائي وظيفي له أهمية كبيرة.
تابعت الدراسة: كان من الممكن أن يربط هذا الممر المائي مواقع مهمة في مصر القديمة، بما في ذلك المدن والبلدات، وبالتالي لعب دورًا مهمًا في المشهد الثقافي للمنطقة، مشيرا أنه يمكن أن تُعزى الهجرة نحو الشرق والتخلي عن فرع أهرامات إلى الحركة التدريجية للنهر إلى السهل الفيضي المجاور السفلي أو إمالة سهل فيضان النيل باتجاه الشمال الشرقي نتيجة للنشاط التكتوني، وكذلك التوغل الرملي الذي تهب عليه الرياح بسبب قرب الفرع من هضبة الصحراء الغربية.
كما استطردت الدراسة: من خلال فهم المناظر الطبيعية لسهول النيل الفيضية وتاريخها البيئي، سيكون علماء الآثار مجهزين بشكل أفضل لتحديد أولويات المواقع للتحقيق في العمل الميداني، وبالتالي زيادة الوعي بهذه المواقع لأغراض الحفظ والتخطيط الإنمائي الحديث، مستكملة: لقد ملأ اكتشافنا فجوة المعرفة التي تشتد الحاجة إليها والمتعلقة بالمناظر المائية السائدة في مصر القديمة، والتي يمكن أن تساعد في إعلام وتثقيف مجموعة واسعة من الجماهير العالمية حول كيفية عيش السكان السابقين، والطرق التي دفعت بها التحولات في مناظرهم الطبيعية النشاط البشري في مثل هذه المنطقة الشهيرة.
وتابعت: يتجمع أكبر حقل هرمي في مصر على طول قطاع صحراوي ضيق، ومع ذلك لم يتم تقديم تفسير مقنع لسبب تركيز هذه الأهرامات في هذه المنطقة المحددة حتى الآن، مؤكدة: هنا نستخدم صور الأقمار الصناعية الرادارية، جنبًا إلى جنب مع البيانات الجيوفيزيائية وحفر التربة العميقة، للتحقيق في بنية تحت السطح وعلم الرواسب في وادي النيل بجوار هذه الأهرامات.
وأردفت الدراسة: نحدد أجزاء من فرع النيل المنقرض الرئيسي، والذي نسميه فرع الأهرامات، الذي يمتد عند سفوح هضبة الصحراء الغربية، حيث تقع غالبية الأهرامات، التي يرجع تاريخها إلى المملكتين القديمة والوسطى، لها جسور تؤدي إلى الفرع وتنتهي بمعابد الوادي التي ربما كانت بمثابة موانئ نهرية على طوله في الماضي.
اختتمت: نفترض أن فرع أهرامات لعب دورًا في بناء المعالم الأثرية وأنه كان نشطًا في نفس الوقت واستخدم كممر مائي لنقل العمال ومواد البناء إلى مواقع الأهرامات.