كعبة الأسرار وشعب الله المختار
إن الظروف التي تعيشها المجتمعات العربية والمسلمة، من تخبط معرفي بمجريات الأحداث وحقيقتها وعدم حكمتها في تحليل الأوضاع، بطريقة تحفظ بيته وأسرته ووطنه وبانحياز تام لهم، كما تفعل المستحيل من أجل خلق حياة كريمة تليق بهم جعلت من المجتمع قابلا للدغات الأفاعي الصهيونية، التي أصبحت تؤثر وقد تصل إلى درجة التحكم في اتجاهاتك وميولك وثقافاتك، وقد تجعلك تنفذ مخططهم وتغتال أبناءك وتهدم وطنك وتقاتل من أجلهم دون أن تشعر.
فعليك عزيز القارئ أن تنتبه جيدا إلى ما سنحلله معًا، لكي ننجو جميعا من لدغات الأفاعي الصهيونية فلقد رأي الأفاعي اليهود الصهاينة أن أنجح وسيلة لتوغلهم وبسط سيطرتهم علي العالم العربي والإسلامي من خلال شيئين هما: وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، فمنذ عام 1869م عبر الحاخام اليهودي "راشورون" خلال خطاب له بمدينة براغ قائلًا: "إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسطيرة علي العالم فإن الصحافة والإعلام ينبغي أن يكونا قوتنا الثانية".
فكان المؤتمر الصهيوني الأول بمدينة بال السويسرية عام 1897م نقطة تحول خطيرة جدا حيث توافق الجميع علي أن مخططهم الدنيء في فصل مكونات الأمة العربية وتفكيك وحدتها ونهب ثرواتها وتطبيق حلمهم الاستدماري داخل الأمة العربية، الذي لا يتحقق إلا بالسيطرة على وسائل الإعلام والصحافة سيطرة كاملة لتقدر اليوم الصحف التي تصدر عن المنظمات اليهودية بأمريكا فقط بـ224 صحيفة إضافة إلى أربعين نشرة سرية يتداولها اليهود الصهاينة فقط فضلا عن السيطرة علي شبكة "A.B.C "، ويسيطر عليها اليهود من خلال رئيسها الملياردير اليهودي "مار روبنشتاين"، ومساعده افران واينشتاين، وشبكة "C.B.C"، وشبكة "N.B.C بالإضافة إلى إذاعات BBC وهذه الشبكات وغيرها الكثير والكثير من الذي سنكتشفه في هذا المقال، تؤثر تأثيرا مباشر علي أكثر من 250 مليون امريكي وملايين الأوروبيين، وبعض دول أمريكا اللاتينية هؤلاء جميعا يتجندون لخدمة هذه المنظمات الصهيونية .
ليقع اختيار الأشخاص خدام أو هذا المشروع وفقا للبروتوكل الثاني لحكماء الذي يقول “أن اختيار الموظفين المتقدمين ذوي المناصب العليا لن يكونوا أشخاصًا عاديين ذوي مواهب خاصة ندفع بهم إلى مراكز القرار ليكونوا بكل سهولة عبارة عن بنادق بأيدينا نحركها كما ينبغي" فربما نتساءل سويا لماذا كل هذا الحشد والأموال والكم الهائل من خدام المشروع الصهيوني؟! فتكمن الإجابة فيك أنت عزيزي القاريء ووطنك بيتك الأكبر وأسرتك وابنك الذي أنجب في هذه الأرض ليكن خير خليفة لأرض ورثها الله لأنبيائه ورسله وأوليائه وعباده الصالحين وآل بيت النبوة ليسكنها خير عباد الله ويحميهم خير جند الله في الأرض، ليكن الصراع هذا بيننا وبين أشر من في الأرض علي حفظ أنوار الله أم نترك هؤلاء يسرقونها ويقتلون وينكلون بخير من خلف عظماء الأرض، فهل تترك الأفاعي الصهيونية بحربهم عليك تفعل ما تشاء بك أم أنك تستفيق للدفاع بأعز ما تملك عن كنزك الذي أمنك الإله عليه.
ولعلنا نتذكر معًا في كلمات أن مصر العظيمة التي نعيش بها هي صورة السماوات علي الأرض، وفقا لما أثبته العالم الفرنسي روبرت بوفال في نظريته بناء الأهرامات وهي تحكي عن حكمة الفراعنة المفقودة والذي جاء في متون هرمس والتي دونها الإغريق "أن مصر هي صورة السماء والتي تعني أن جميع القوي الكونية التي تعمل في السماء علي حفظ الكون أنزلت علي أرض مصر العظيمة، لنكتشف معًا أن أرض الكنانة هي "معبد الكون" وتوحيد الإله وأن جميع قوى الشر والأفاعي التي تحاول التسلل إلى وطنك وتسطير علي فكرك تريد أن تعمينا عن الدفاع عن أرض الإله؛ لذلك كانت أكثر بلاد الأرض ذكرا في كتاب الله القرآن الكريم خمس مرات صراحة وفي أكثر من ثمانين موضعا في وصفها وكانت وصية لرسولنا الكريم، لأنها نبتة آل بيت النبوة فمنها خرجت أم العرب السيدة هاجر ابنة مصر حفيدة نبي الله إدريس عليه السلام فكان نسل المصريين منذ فجر التاريخ لا يصبه الزنا أو الاعتداء علي المحارم، لأنه كان يدين بالديانة الحنفية الصابئة التوحيد فكان أمر الله لنبيه إبراهيم بالزواج من ابنة مصر انتقاء للنسب الشريف فعن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيث يقول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء" فهي مصر من اصطفاها الله ليخرج من رحمها ويعود إليها آل بيت النبوة فهل تعي في أرض تعيش ومن أي رحم ولدت ويولد أبناؤك وعن أي وطن ندافع.
ولعلنا نلاحظ معًا عزيزي القارئ أن وطنك العظيم مصر منذ أن خلق الله الأرض تغير العالم وانقسم إلى قارات وانتهت دول وولدت أخرى وحدودك الجغرافية والتاريخية لم تتغير، ولكن التحدي الأكبر لدي الاعداء هو هدمك أنت لأن الله هو من تكفل بالدفاع عن الأرض المصرية وحمياتها وحفظها ولكن المعضلة الكبري لدي العدو هو السيطرة عليك، فوطنك الذي قد يجهله البعض وقد يساعد البعض في الحروب عليه هو صمام أمان العالم الإسلامي والعربي والإفريقي فهي قوة الجذب الطبيعية والتاريخية وعضو أساسي وبارز في جميع المشكلات التي تواجه الأمة العربية وبالأخص القضية الفلسطينية والعالم الإفريقي فهي الجزء الأصيل من الرقعة الفسيحة للأقاليم العربية والإفريقية فبحكم الانتماء القومي للعروبة التي ولدت ونشأت من رحمه منذ نبي الله إدريس فهي الممثلة لرباط التوحيد في العالم" لله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد".
وهي أقصى الرأس الشمالي للقارة الإفريقية وحلقة الوصل بين أوروبا وآسيا عبر البحر الأحمر إضافة إلى اعتبارها بحرًا عربيًا افريقيا، فهي وطن عذب بنيله الذي اكتشفه القدماء المصريين منذ فجر التاريخ، وأحد الأضلاع الكبري لحوض النيل الممتد إلى البحيرات الاستوائية ومنها بحيرة فيكتوريا فهي التي تتواجد في جوار لصيق مع دول حوض النيل "رواندا الكنغو واوغندا واثيوبيا واريتريا وتنزانيا والسودان" وهي شريكة للقارة الإفريقية دون دعوة من أحد فهي المكون الإقليمي الدائم والفاعل في جميع ما يتم من ترتيبات للمنطقة العربية والقارة الإفريقية فهي صاحبة الأهمية الجيواستراتيجية في التواصل العلمي، والثقافي،والإقتصادي، والأمني، والتاريخي، بدأ من باب المندب وصولا لمعابر القرن الإفريقي، أنه الوطن الذي يسكنه أعظم شعوب الأرض وأعرقهم الذين تمني نبي الله يوسف أن ينال شرف رعاية هذا البلد والإنتماء والإنحياز إلى شعبه، فيحكي لنا القرآن الكريم عن أمنيته من ربه فيقول الله في سورة يوسف "قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم "آية 55 وهنا يأتي السر الأعظم في الشخصية المصرية أن يكون من يأمن على حكمه أو يكون من شعبها الذي يوجد به مواصفات لا يوجد مثلها.
ليظل هذا الموروث الجيني عزيزي القارئ حتي يومنا هذا، ولتؤكد جميع الإحصائيات الحديثة أن نسبة نقاء الجين المصري تصل إلى 99.7%، ويثبت لنا الجين "M87" الموجود حاليا في أكثر من 80% من جينات الشعب المصري وهو الذي اكتشف في مومياء الملك تحتمس الثالث عندما تم فحص الـ"DNA" الخاص به فنحن المصريين لا ننتسب إلا إلى أجدادنا العظماء أهل التوحيد فالمصريين اليوم هم صورة طبق الأصل من أجدادهم، ليثبت عالم التشريح والأنثروبولوجي الاسكتلندي البريطاني" السير آثر كيث، والذي يعتبر من أهم علماء التشريح والأنثروبولوجيا في التاريخ الحديث والذي قضي عمره محاولة منه في تطوير نظرية التطور والنشوء والارتقاء، إلا أنه في كتابه نظرية جديدة للتطور "A New Theory Human Evolution" الصادر في عام 1948م والذي قال فيه نصًا "إن المصريين الذين يؤلفون جسد الأمة المصرية اليوم هم النسل المباشر لمصريين عام 3300 قبل الميلاد، وأن المصريين ليسوا فقط أمة، إنما هم أقدم أمة في التاريخ "وهم جنس بشري مستقل بكل معني الكلمة ليقف واحدا من أهم العلماء الذين حاولوا تطوير نظريات التطور منبهرا أمام التواصل الجيني بين أهل مصر اليوم ومصريين عصور ما قبل الميلاد ليكتب نصا "إن النمط الجنسي المصري قد امتاز بالثبات لا شك"، فأي عظمة هذه وأي رسالة نحملها نحن المصريين وأي أمانة نحملها نحو هذا الوطن العظيم.
وعندما نبحث معًا عزيزي القارئ في سجلات علم الإنسان الحيوي لنقرأ للعالم الأمريكي شارلتون ستيفانس كوون "1904-1981" في كتابه المؤسس أعراق أوروبا الصادر في عام 1939م والذي قال فيه "مصر القديمة أبرز مثال معروف في التاريخ وحتى الآن لمنطقة معزولة طبيعيًا أتيح فيها للجنسية المحلية الأصيلة أن تمضي في طريقها لعدة آلاف من السنين دون أن تتأثر إطلاقًا باتصالات أجنبية "، ليطلق العنان الباحث الأمريكي "لاري اوركت" والذي أصدر ورقة بحثية مهمة في مطلع الالفينيات بعنوان "ما هو جنس القدماء المصريين " ليخرج إلينا مفاجأة اخري تثبت زيف اكذوبة الأفروسنتريك المدفوع من الصهيونية العالمية والذي خلص بحثه إلى أن المصريين في زمن الحضارة القديمة لم يأتوا من القارة الأفريقية كما أنهم لم يكونوا سود البشرة، ما ينفي جميع المزاعم التي تقول إن الشعب المصري أصوله أثيوبية أو إفريقية أو نوبية أو قدم من القبائل والشعوب السودانية، وهذه ليست الدراسة الوحيدة بل يوجد المئات من الدراسات منذ القرن الثامن عشر الميلادي إلى اليوم تكذب جميع المزاعم ضد الشعب المصري العظيم وحضارته وعراقته وأصالته.
ومع التطور العلمي الهائل عزيزي الباحث وسهولة البحث الجيني تخرج اكتشافات أواخر القرن العشرين بالتحديد في عام 1996م، والذي أصدر فيه العالم الأثري الأمريكي فرانك يوركو دراسة بعنوان "An Egyptological Review" والتي تشير إلى أن جينات المصريين اليوم هي 97% علي الأقل من جينات القدماء المصريون في زمن الحضارة القديمة أي منذ 10الآف عام ق.م حتي نهاية الأسرة الثلاثين، وأن كافة حملات الغزو لأرض مصر في المرحلة ما بين سقوط الدولة المصرية القديمة إيذانا بسقوط الأسرة الثلاثين وحتي اليوم لم تشكل أو تؤثر في الجينات بأي نسبة تذكر في الجينيوم المصري.
لتسقط جميع الادعاءات والتزيفات من الصهاينة وغيرهم من الغزاة الذين لا يوجد لهم أصل أو وجود في هذه البقعة المباركة مصر، ففي عام 1999م صدر مجموعة من البحوث الطبية للعالمة الأمريكية "مارجريت كاندل" العالمة في الضفائر الجينية والتي إستمرت في دراستها لخمس سنوات منذ عام 1994وصلا الي عام 1999م وتقول فيها: "أثبتت دراستي عدم نقاء العنصر الألماني الذي يحمل الجنس "الآري" كما تأكد "استحالة التطابق الجيني لليهود "ولكن الذي لم يكن متوقعا أبدا" لقد تماثلت جدائل الجينوم مع العينيات وشرائح البحث من المصريين مسلمين ومسيحيين إلى حد التطابق في أكثر من 97% من الجينات وأن تلك الضفائر الجينية هي ضفائر المصريين القدماء بشكل آري أنه لم يحدث في أي من الدراسات التي تحت أيدينا الآن، كما أن جينيات توت عنخ آمون موجوده في 87.5% من المصريين لتكشف للعالم أجمع أن اليهود لم يأتوا إلى مصر أو يسكنوها وأن جذورهم مبعثرة لم يعرف لها أصل أو إثبات وأنهم غزاة يجب أن يمحي وجودهم لأنهم لقطاء أبناء خطيئة ولم يعرف لهم أصول أو أرض وهذا ما أثبته العالم المصري الراحل دكتور جمال حمدان في كتابه "اليهود أنثروبلوجيا".
ويقول لنا العالم والباحث الأثري المعروف برودريك في كتابه "شجرة التاريخ البشري" من الواضح أنه طوال الستة آلاف عام الأخيرة أو يزيد أنه لم يكن هناك أي تغير ملحوظ في مظهر عموم المصريين، فالبراريون وأهل حضارة نقادة الأولي والثانية ومصريوا الأسرات والفلاحون الذين نراهم يعملون في الحقول اليوم كلهم من نفس النمط القاعدي المتوسط فهل من عراقة بالعالم كعراقتنا فهل تسمح للأفاعي الصهيونية واعوانهم من إخوان ومرتزقة عرب الذين يطمعون في اغتصاب أرض مصر المقدسة، أن ينالوا منها ومن ترابها ويفككوا وحدتنا وألفتنا ويشككوا في وجودنا وقيادتنا وجميع ما نمتلك من جيش مؤلف من كل أسرة مصرية، أو ثقافة، أوعلوم، أو ثوابت، أو فن، أو عادات وتقاليد.
ولعلنا نسلط الضوء معًا علي السخرية التي عكست الثقافة المتردية للمجتمع العربي والمصري والتي أصبحت تمارس في جميع الأوقات لا نفرق بين أخطر مرحلة في نعيشها في تاريخ مصر والمنطقة وبين أشياء يمكن السخرية منها، فهي ليست نوعا من الفكاهة المعهودة عن شعبنا العظيم ولكنه نوع دخيل علينا من الاضمحلال الذي جعلنا نسخر من كل شيء نمتلكه حتى كدنا نفقد وجودنا وهو أمر من سبل التدني الخلقي والحرب النفسية، والتدني الأخلاقي علي الشعوب لنشر الفوضى وصناعة فجوة بين الشعب ومؤسساته ودحر مواقفه النبيلة تجاه قوة وطنه الذي هو حصن دفاع عن الأرض المقدسة والأمة، ومع احتمالية وقوع صدام محتمل بين جيش مصر العظيم والعدو الصهيوني الغادر، لنجد عزيزي القارئ أن الموعد من يحدده أنت، المواطن المصري ويعطي الشارة للعدو فكيف يحدث هذا!؟ فالعدو الذي ينتظر إسقاطك داخليا وتمزيقك قد يتردد في محاربة جيشك العظيم الذي حفل تاريخه العظيم بانتصارات فيما يقرب من 1000 معركة انتصر فيها، فلم يشهد مثله من قبل، فهو الجيش المنتصر قاهر الأعداء، ولكن الأعداء يراهنون عليك أنت من يهزمهم أو ينتصر لهم، ولقد ذكرنا لك باستفاضة في عدة مقالات سابقة حول خطة بونجوريون وهستروغ مؤسس الصهيونية العالمية، عندما سئل عن رأيه حول معاهدة السلام كامب ديفيد قال "إن أمن إسرائيل لا يتحقق بمعاهدة السلام، أو بفك الارتباط مع الجيوش العربية، أو اتفاقات التطبيع، ولكنه يتحقق عندما يصبح كره العربي للعربي والمسلم للمسلم أكثر من كره العربي والمسلم لإسرائيل، حينها تقوم إسرائيل الكبرى من النيل للفرات فهل تسمح لهذا العدو أن ينتصر عليك بخديعة السوشيال أو إعلام عبري من قنوات عربية تتغني بالعروبة، وهي تبث سم الأفاعي في عقل كل مواطن عربي لتنفذ لهم مخططهم؟!.
وبالنظر إلى مقولة أول رئيس وزراء للكيان الإسرائيلي بنجوريون عندما قال في مذكراته: قوتنا ليست في سلاحنا النووي، ولكن قوتنا في تفكيك ثلاث دول في المنطقة على أسس طائفية وعرقية، وكان الجدال حول كيفية تفكيك مصر وهي خطة موضوعة تهدف إلى تقليم الأطراف وإشعال الجسد، وكيف يحدث هذا عن طريق انفصال الأطراف الحدودية وهي خطة وضعت منذ سبعينيات القرن الماضي، وهو محاولة ضرب الوحدة الترابية لأقدم دولة عرفها التاريخ، وهو إغراء عائلات وقبائل القرى والمدن الملاصقة للحدود بعدة إغراءات كالمال وكثير من المغريات، ثم محاولة اصطدام المجتمع معهم ولفظهم، وبث إتهامات لهم والتشكيك بوطنيتهم من خلال الذباب الإلكتروني الذي أصبح يقاتل بسلاحه الذي يفتك بعقولنا ويشكك في كل شيء ويسخر من وطنية الكثير منا ويصور الدفاع عن الوطن والجيش والمؤسسات بوصف ننأى بأنفسنا أن نذكره، وخيانة الوطن وسبه وقذفه، والسخرية منه والتشكيك في كل شيء هو الوطنية فأي خديعة نعيشها، العدو يجهز نفسه للقضاء علي وجودنا ونحن نعبث علي صفحات التواصل الاجتماعي يوجهنا العدو ويتحكم فينا وبآراءنا كيف شاء فأي هزيمة هذه التي نمكن اللقطاء من وطننا العظيم والنيل منا.
ولعلك تلاحظ عزيزي القاريء أن إعلام العدو الصهيوني وأعوانهم الذين يتحدثون بلسان عربي ويبثون من بلاد عربية وصفحاتهم وذبابهم الإلكتروني يلعبون دورًا أكثر من الدور العسكري وأشد فتكا وخطورة والذي يروج لأكاذيب رئيسية في العالم العربي ويتنقلها الخونة ويصدقها الجهلاء ولا يوجد من بيننا من يتصدي لسم الأفاعي الصهيونية وتغلغلهم في عقول الأمة ومفاصلها بدأ من الدراسة السياسية والاقتصادية مرورًا بحياتنا الاجتماعية ثم التاريخ والحضارة وكل شيء نمتلكه فلقد أصبح كل بيت وشخص ينشر جميع تفاصيل حياته بمواقع التواصل الاجتماعي لنسهل علي الأفاعي دخولهم منازلنا وعقولنا والسيطرة علي حياتنا، بعد أن كان يغدق ملايين الدولارات لاختراقنا ولكن الآن اصبحنا نقدم له أرواحنا وعقولنا وأسرارنا علي طبق من ذهب، بل ويحارب البعض معه وجودنا ونحن لا نشعر.
ولعلنا نحذر من وحدة التواصل الاجتماعي بوزارة خارجية العدو والتي يرأسها يوناتان جونين، وتساعده لورينا خطيب ليجلس الفريق ومعه عدة خرائط لبلادنا العربية، لتتركز مهمتهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإقناعنا بوجودهم وأحقيتهم في أرضنا، بالرغم من عدم وجود أي دليل تاريخي أو جيني لوجودهم بأرضينا العربية أو المصرية ويستخدم الفريق حيلة كبري من خلال التشكيك في جميع مفاصل وقادة الأوطان العربية، وبالأخص جيوشها لينجح الفريق منذ 2011 في إسقاط سوريا ليبيا اليمن السودان لبنان ومصر التي أحبط الشعب وجيشه العظيم خطتهم، ويقود الفريق حملتهم باللغة العربية عبر منصات فيسبوك وتويتر وأنستجرام في إطار مساعي بالقبول الشعبي أو خديعة الشعوب بالاستماع لهم ولأكاذيبهم وبالرغم من صعوبة المهمة في المنطقة التي تصدح بصوت التأييد لأشقائنا الفلسطينيين.
ولكن هناك خلية كالإخوان واعوانهم رأوا ان في الترويج لأكاذيبهم هو تصفية حسابات وتحقيق مكاسب مالية وسياسية على حساب وجود الوطن والأمة ليقول عنهم أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس وزراء العدو في 2018: أن أعداد متزايدة من العرب تري فيهم حليفا، وأن هناك من يبدي تأييده والترويج لهم علي الملأ بوسائل التواصل الاجتماعي بطرق عدة وبالرغم من كل هذه المساعي للعدو إلا أن التقرير الذي صدر عن وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية شهر أكتوبر من عام 2018 إلى أن 90% من التعليقات العربية بمواقع التواصل كانت سلبية ليحبط المصريين مخطط الأفاعي، لأن الهدف الأسمى للعدو هو السيطرة علي الشعوب وتطويعهم برغبة منهم أو بخداعهم عن طريق الإعلام أو السوشيال، فكان من أهم توصيات مؤتمر الحركة الصهيونية الأول بمدينة بازل السوسرية في عام 1897م ضمن البند الثاني لتأكيد دور الإعلام في التعبئة والتثقيف، حيث نص على ضرورة نشر الروح القومية والوعي بين اليهود في العالم من أجل خلق الدولة اليهودية بحضور 204 مندوب يهودي وممثلين عن روسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية والدول الإسكندنافية وبعض الأقطار العربية بالأخص دولة الجزائر، ليوجز هرتزل القصة بمقولته "نحن هنا نضع حجر الأساس للبيت الذي يسكنه اليهود في المستقبل " مع عدم النظر لأي اعتبارات تاريخه فهم الذين يحققون مطامع الأعداء الاستعمارية الاستدمارية ببلادنا العربية، ويعرفون حقيقتنا وقيمة وطاننا المقدس أكثر منا ليخدعوا العالم بالترويج لمشاريعهم الاستدمارية ببلادنا، ويحموا كل هذا بمشروع "العداء للسامية " ليقتل بموجبه أطفالنا نساءنا شيوخنا شبابنا بفلسطين ومصر ويشرد ملايين البشر من أصحاب الأرض ليسكنها مشردوا ومجرمي ولقطاء العالم تحت هذا البند الأكثر جرما.
ولكن الصورة الأكثر فجاجة وأكثر خطورة عزيزي القارئ وخاصة مع سطوة الفضائيات وانتشارها بشكل واسع خاصة مع الرؤية والسياسة التي تنتهجها بعض الدول العربية في النداء بالقضية الفلسطينية علنًا وجعل قنواتها بوقا للأفاعي الصهيونية تبث سمومها في عقول الأجيال التي يسيطر علي الكثير منها الروح الوطنية والعداء الحقيقي والفطري للعدو، ولكن كيف نجح هؤلاء في الحد من هذه الروح الوطنية والغريزة القومية من خلال التقليل من وطنية الجيوش العربية وقادتها وبالأخص الجيش المصري العظيم، جيش الدفاع عن الأمة والتوحيد لتفتح هذه القنوات ذراعيها ويخرج المتحدث الرسمي باسم حكومة العدو، ووزارة الخارجية وجيش الكيان المجرم عبر قنوات عربية ليطل علي الجمهور العربي ممثل عن العدو وسؤاله عن أحداث معينة يتحمل مسؤلياتها ليقول بنويت وليام الصهيوني أنه فيما يخص المقابلات التي تدور في صلب مناطق الصراع تم تطوير استراتيجية خطاب إعلامي تبدأ بالإنكار وتنتهي بالاعتذار، وما بينهما ممارسة أكاذيب وقد يلجأ المتحدث إلى أسلوب الخطابة الدفاعية والذي قد يلجأ لاستعمال العنف والتهديد خاصة مع الدول الضعيفة أو الكيانات التي أصبحت بدائل عن الدول، وتقوم بدور بارز في خديعة المشاهد بأنهم يبادرون بقتال العدو ولكنهم في الحقيقة يتم التنسيق مع الاعداء في كل لقاء أو تصريح أو قصف متبادل، ولكن الهدف هو خداع المشاهد العربي واللعب على المشاعر.
أما الاستراتيجية الأخطر التي أتاح الإعلام العربي للعدو الترويج لها؛ فهي توجيه التهم لجهة أخري كقصفهم لمعبر رفح في الأحداث الاخيرة وإغلاقهم له والحيلولة دون إيصال المساعدات لأشقائنا ليخرج العالم أجمع ويثبت هذا ويخرج العدو عبر السوشيال والذباب الإلكتروني وقنوات الإخوان وبعض القنوات العربية يروجون لأكذوبة أخري يصدقها الخونة والجهلاء، فظهور هذه الشخصيات علي الشاشات العربية وإطلالها علي المشاهدين ما هي إلا خيانة عظمى، ولطمة على وجه كل مشاهد وخذلان لقضايا الأمة وخديعة كبرى للأجيال العربية التي تبحث عن حقيقة وصدق الكلمة ولكن خداع الأفاعي وحلم دويلات أن تقود الأمة عن طريق إسقاط قلب الأمة ونبضها وحصن الدفاع عنها مهما كلفهم الأمر.
ولعل الانفتاح الذي نعيشه وعصر السوشيال ميديا الذي وفر على العدو تلريونات الدولارات والجواسيس في بلادنا، فلقد أتحنا له حياتنا ليصبح الأمر بالنسبة له تحليل البيانات المتاحة من خلال حجم المتعاملين بمواقع التواصل الاجتماعي من بلادنا، ولعل أهم الاحصائيات التي صدرت في السنوات الماضية، عن كلية دبي للإدارة الحكومية وتتحدث عن الإعلام الاجتماعي العربي، والتي حللت بيانات من 22 دولة عربية تم جمعها من فيس بوك وتويتر وانستجرام ولينكد ان بدأ من يناير 2016 حتي مطلع 2017، وتركزت الدراسة في تقسيمها الأول علي دور بيانات الإعلام الإجتماعي في صناعة السياسات العامة، وشمل القسم الثاني مسح شامل للأشكال والكيفية التي يستخدم بها المواطن بالدول العربية السوشيال لتشير النتائج الي أن وسائل الاعلام الإجتماعية في العالم العربي تكتسب أهمية متزايدة وتتغلغل في حياة جميع العرب لتشكل الشريحة التي يصعب السيطرة عليها البالغين من العمر 30 عاما بمصر وباقي البلدان العربية والتي تبلغ نسبتهم 64% وهم المستهدفين من العدو الصهيوني بمواقع التواصل الاجتماعي والموجه إليهم خطابات الكيان المحتل محاولة منه لخلق فجوة بينهم وبين مؤسساتهم والسيطرة عليهم، وتوجيه اندفاعهم لقتال العدو لهدم أوطانهم تحت أكاذيب عدة روجت كما ذكرنا في الاعلام أو مواقع التواصل.
ولقد بلغ عزيزي القارئ حجم إستخدام تويتر في نهاية الربع الثالث من عام 2016 ما يزيد على 317 مليون مستخدم فعال متفاعل شهريا، وخلال مارس 2017 بلغ عدد المستخدمين من بلادنا العربية 11 مليون ومئة ألف، وهو ما يزيد علي ثلاثة اضعاف عام 2014 ليقدر عدد حسابات تويتر العربية 16 مليون و300 ألف حساب في عام 2017 لتصل عدد التغريدات من العرب خلال شهر مارس 2016 849 مليون و100 الف تغريدة، لترتفع بنسبة 59% عن عام 2014 ليصبح المعدل اليومي 27مليون و400 ألف تغريدة، فهل تفرق عزيزي القاريء بين ما هو صادق أو مزيف وبالانتقال إلى الشبكة الأكثر رواجا في مجتمعنا فيسبوك لتشير الدراسات الي وجود أكثر من 156 مليون مستخدم فعال ومتفاعل.
أما إنستجرام الذي يزايد مستخدميه بصورة كبيرة والتي تستخدمها الأفاعي الصهيونية أيضا والتي وصل عدد المستخدمين لـ7.1مليون مستخدم في عام 2017، ليستغل العدو ويعمل الذباب الإلكتروني وعشرات الموظفين المدربين جيدا علي كتابة التعليقات وانفتاح العرب والقراءة للعدو عن طريق قسم الدبلوماسية الرقمية العربية والتي يرأسها "يوناتان جونين" والذي اختير ضمن 30 شخصية مؤثرة في إسرائيل، لنتابع حسن كعيبة المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية يقول فيها قبل 10سنوات عملت بسفارة إسراءيل بالقاهرة وتجولت المقاهي ورأينا كل الشباب يجلسون وبحوزتهم هواتفهم المحموله يتصفحون الإنترنت فأدركت أن هذه الطريقة التي يتواصل عبرها الشباب المصري اليوم مع الإعلام والعالم ليعكس خطورة وقوة منصات التواصل الإسرائلية الموجهة للعرب وبالأخص مصر.
ولعل الخطر الأكبر الذي نقع فيه عزيزي القاريء هو التعامل مع صفحات جيش العدو التي تهدف في الحقيقية إلى متابعتك واختراقك عندما تقرأ لها منها صفحة الخارجية والمتحدث باسم جيش الكيان ليعلن يوناتان جونين بعد زيارته للقاهرة بان مصر تمثل منبرا فكريًا وسياسيا هاما طالما درس عنه وعن أدباءه طوال حياته ليقول "حتي مع تخرجي وانخراطي في العمل لاتزال مصر وأدبها تمثل قبلة اتواصل معها يوميا" ليمثل له الجمهور المصري ركيزته الاساسية التي يسعي للوصول اليها عبر منصات التواصل الاجتماعي التي يشرف عليها ليحاول بذلك أن يخدع الشباب المصري ويبث سمه في عقولهم ليصل أعداد الشباب العربي والمصري الذين يستهدفهم في فيديوهاته الي أكثر من 100 ألف في بعض مقاطع الفيديو فهم يتحكمون في خوارزمية واستهداف الشباب المصري في كل ما يروجون له من أكاذيب ومحاولة الالتفاف فهم يحتفون بالرموز المصرية كالأديب نجيب محفوظ وأم كلثوم والكثير من الشخصيات التي قد ننخدع وندخل لفخهم المنصوب.
وتستمر الخديعة والاستقطاب عبر صفحة أفخاي أدرعي التي يديرها يوناتان جونين، رئيس قسم الدبلوماسية العربية بالخارجية، والتي اشترك بالصفحة مليون وثلاثة وثلاثون ألفًا حتي ديسمبر من عام 2017 فتستقطب كتاب عرب لنشر مقالاتهم وأفكارهم وترويجها عبر الصفحة، لينفي من خلالها جرائم العدو في حق اشقائنا بطريقة مبكره ومبتكرة لتسقط القنوات الإخوانية في بئر الخيانة والترويج لأكاذيب العدو، ومحاولة خداع المواطن العربي، وبالأخص المصري برواية العدو؛ الذي يتبني في حروبه معنا علي استراتيجية هندسة الوعي وصناعة صورة دعائية مخادعة خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي المصري، أو بالتأثير علي الرأي العام المصري، ومحاولة توجيهه لخدمة أكذوبة الكيان الصهيوني.
وختامًا عزيزي القارئ إننا نعيش مرحلة هي الأخطر في عمر وطننا العظيم وفي حياة الأمة المصرية العظيمة وإن لم تدرك حقيقتك العظيمة وحقيقة أن الشعب المصري هو حامل راية التوحيد والدفاع عن وطنه وعقيدته والحفاظ عليهم وبناء الأجيال، التي تحمل هذه الرسالة وتقاتل من أجلها ولا تنجرف وراء خديعة الأفاعي الصهيونية أو خدامهم الذين قد يحملون جنسيتنا المصرية والعربية، ويخاطبونك بلسانك، فهم يعلمون أن شعب الله المصري الذي اختاره الله لحمل هذه الرسالة العظيمة وقتاله مع جيشه الوطني العظيم الذي نشر التوحيد وخاض الحروب العظملا، لأجل رفعة الأمة فعندما ترى تكالب الأمم عليك وإشارة رئيس وزراء العدو الصهيوني إلى أرضك سيناء المصرية الحبيبة، فعليك أن تقاتل العالم أجمع من أجل كل حبة رمال تحمل أنوار الله، حملك الإله أمانة حمايتها بأعز ما تملك فمصر العظمي، هي معبد الكون وكعبة أسرارها التي يسكنها شعب الله المصري المختار.