بعد هجوم الصحفيين على مختار جمعة.. الأوقاف تبحث قرار وقف تصوير الجنازات في المساجد من جديد
«الصحافة مش خطبة جمعة موحدة».. هكذا عبرت نقابة الصحفيين المصريين عن رفضها لقرار وزارة الأوقاف بمنع تصوير الجنازات في المساجد، قائلة: هذا أمر لا يليق بنا ولا بمكانتنا، فالصحافة سلاح الأوطان.
بدأت الأزمة بين الصحفيين ووزارة الأوقاف، عندما قرر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف منع تصور الجنازات في المساجد، في بيان أصدره نصه: نظرًا لما لوحظ في تصوير بعض الجنائز أثناء الصلاة عليها أو دخولها المسجد أو خروجها منه من تجاوز لا يليق بحرمة المسجد ولا بحرمة الميت، يمنع منعًا باتًا تصوير أي جنازة سواء حال دخولها أو خروجها أو الصلاة عليها بالمساجد.
أزمة بين الصحفيين والأوقاف بسبب منع تصوير الجنازات
وما إن صدر القرار حتى أدانت الصحفيين القرار الصادر عن وزارة الأوقاف بمنع تصوير الجنازات سواء داخل المساجد أو خارجها، مشددة على أنه ليس من حق أي جهة أو شخص أيًا كان موقعه حظر التصوير بقرار يخالف نصوص الدستور ومواد القانون، التي سمحت للصحفيين بممارسة واجبهم دون وصاية أو رقابة مسبقة.
وفي اجتماع عقدته الصحفيين، أمس السبت، قال خالد البلشي، نقيب الصحفيين، إن نقابة الصحفيين ترفض التعامل مع الصحافة باعتبارها خطبة جمعة موحدة، فهذا أمر لا يليق بها ولا بمكانتها، فالصحافة سلاح الأوطان، لا يمكن قبول معاملتها بهذا الشكل، مشددا أن قرار وزارة الأوقاف بشأن منع تصوير الجنازات مرفوض جملة وتفصيلا.
اتجاه لحل الأزمة
من جهتها كشفت مصادر مسؤولة داخل وزارة الأوقاف، لـ القاهرة 24، أن قيادات الوزارة ستجتمع خلال الساعات المقبلة لحل أزمة تصوير الجنازات في المساجد، بما يتوافق مع منح الصحفيين حريتهم في عملهم مع مراعاة عدم التعدي على حرمة الأموات.
وأوضحت المصادر، أن هناك اتجاه من قبل الوزارة لوضع ضوابط لتغطية الجنازات ستعلنها عقب تحديدها الساعات المقبلة بعد الاجتماع المقرر عقده خلال ساعات.
نقيب الصحفيين: ليس من حق الأوقاف الإعلان عن ضوابط تصوير الجنازات
وأوضح خالد البلشي نقيب الصحفيين، في كلمته بمؤتمر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، للرد على الأزمة، أن المؤتمر العام للنقابة والمقرر عقده يونيو المقبل، سيناقش تعديل عدد من المواد في القوانين التي تعطل عمل الصحفي.
ووجه نقيب الصحفيين حديثه لوزير الأوقاف: نحن نرفض انتهاك الحياة الشخصية، والنقابة كانت هي المبادِرة لوضع تشريعات لهذا الأمر، وقرارك كوزير الأوقاف بمنع تصوير الجنازات هو قرار مُقيد لحرية الصحافة، ويتجاوز الحدود ويعتدي على الدستور والقانون.
وأكد أنه ليس من حق وزارة الأوقاف الإعلان عن ضوابط تصوير الجنازات، مضيفا: شعبة المصورين بادرت بعدم تغطية جنازة والدة فنان شهير، لأننا نميز بين حياة الشخصيات العامة التي هي ملك للرأي العام ومحبيهم وتلاميذهم وجماهيرهم، وبين الأفراد من عموم الشعب.
محاسبة الإمام وإحالته للتحقيق.. عقوبة التصوير في المساجد وقت الجنازات
وكان مصدر بوزارة الأوقاف، كشف لـ القاهرة 24 في وقت سابق تفاصيل قرار منع تصوير الجنازات خلال دخولها وخروجها من المسجد، مشيرا إلى أن الإمام سيكون مسؤولا عن تنفيذ القرار وتطبيقه.
وأوضح المصدر أن الإمام إذا قصر في تنفيذ القرار ستتم محاسبته ومن الممكن أن يحول للتحقيق.
وأضاف المصدر أنه سيتم تعليق منشورات بقرار الوزارة الأخير والتنبيه على المواطنين بعدم تصوير الجنازات، مضيفا: المقصر من يعاقب لكن من نفذ وشدد على تنفيذ القرار وخالف ذلك أحد وشرع في التصوير ووجدنا فعلا - الإمام - ليس مقصرا، فغالبا لن يحاسب لأنه التزم بكل قرارات الوزارة.