آيات الشفاء من القرآن للتداوي بها.. 7 آيات ورُقية للمريض
يرغب ملايين المسلمين في معرفة آيات الشفاء من القرآن، بحيث يتم التحصن بها وطلب الشفاء من الله عز وجل للأمراض العضوية والنفسية، وسائر الشرور التي يمكن أن تصيب الإنسان في حياته، فقال الله تعالى في كتابه الكريم "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ" وبهذه الآية تطمئن القلوب الصابرة والمحتسبة ألمها عند الله، إلا أن احتساب الألم لا يتعارض مع الدعاء وترديد آيات الشفاء من القرآن بهذه الآيات التي نرصدها في السطور التالية عبر القاهرة 24.
آيات الشفاء من القرآن
يحتاج العديد من المسلمين إلى آيات الشفاء من القرآن ليتم التداوي بها من الأمراض المستعصية بل ومن الأمراض البسيطة أيضا، فالالتجاء إلى الله عز وجل بالدعاء والذكر وتلاوة القرآن من أعظم الأمور المستحبة التي تجعل العبد في معية الله، وتجعله في أمان الله ورعايته، فلا يصيبه ضر ولا شر، وإن أصابه المرض فلن يجزع بل يكون راضيا ومحتسبا لنيل الثواب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".
ولا تقتصر آيات الشفاء من القرآن على ترديدها للنفس فقط، بل يمكن التداوي بها للزوج أو الأم أو الأبناء أو الأصدقاء أو سائر الأقارب والأحباب، وهو حق من حقوق المسلم على أخيه المسلم أن يتوسل له إلى الله بالشفاء وأن يكون له خير معين على تحمل الألم وعلى التحلي بالأمل في الشفاء، وقبل أن نرصد آيات الشفاء من القرآن، نذكركم بما ورد في صحيح مسلم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا أحس بمرض يضع يده على محل المرض ويقول: بسم الله ثلاثًا، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات.
ورد في القرآن الكريم 6 آيات ذُكرت فيها كلمة شفاء وما اشتق منها، وتُقرأ على المريض رجاء أن يشفيه الله تعالى، وتحتاج هذه الآيات من قارئها إلى الإخلاص وصدق النية وحضور القلب والرجاء وحسن الظن في الله القادر والقدير والمقتدر على إنزال شفائه ومعافاته على مرضاه.
- قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ {التوبة:14}.
- يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {يونس:57}.
- ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {النحل:69}.
- وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا {الإسراء:82}.
- وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ {الشعراء:79-80}.
- وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ {فصلت:44}.
آيات الشفاء السبع
وبالإضافة إلى آيات الشفاء الست المذكورة في الأعلى، هناك فاتحة الكتاب والتي قال عنها ابن القيم رحمه الله "لو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيرا عجيبا في الشفاء، ومكثت بمكة مدة تعتريني أدواء، ولا أجد طبيبا ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرا عجيبا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما، فكان كثير منهم يبرأ سريعا".
وفي كتاب زاد المعارف، يقول ابن القيم، فلم ينزل الله سبحانه من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع في إزالة الداء من القرآن، فمن لم يشفه القرآن، فلا شفاه الله، ومن لم يكفه فلا كفاه الله، ولذلك نهديكم آيات فاتحة الكتاب لتكون ضمن آيات الشفاء من القرآن، حيث يتم قراءتها للتداوي بها، أو قراءتها على الماء والشرب منه بنية الشفاء.
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (2) ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (3) مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (6) صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ (7)
سورة الشفاء من كل داء
السبع المثاني أو فاتحة الكتاب، هي سورة الشفاء من كل داء، وقال عنها ابن القيم في مدارج السالكين في بيان اشتمال الفاتحة على الشفاءين شفاء القلوب وشفاء الأبدان ما يلي:
"كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَسْمَعُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ يَقُولُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، تَدْفَعُ الرِّيَاءَ {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، تَدْفَعُ الْكِبْرِيَاء، فَإِذَا عُوفِيَ مِنْ مَرَضِ الرِّيَاءِ بِ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وَمِنْ مَرَضِ الْكِبْرِيَاءِ وَالْعُجْبِ بِ {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، وَمِنْ مَرَضِ الضَّلَالِ وَالْجَهْلِ بِ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} عُوفِيَ مِنْ أَمْرَاضِهِ وَأَسْقَامِهِ، وَرَفَلَ فِي أَثْوَابِ الْعَافِيَةِ، وَتَمَّتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ، وَكَانَ مِنَ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَهُمْ أَهْلُ فَسَادِ الْقَصْدِ، الَّذِينَ عَرَفُوا الْحَقَّ وَعَدَلُوا عَنْهُ، وَالضَّالِّينَ وَهُمْ أَهْلُ فَسَادِ الْعِلْمِ، الَّذِينَ جَهِلُوا الْحَقَّ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، وَحُقَّ لِسُورَةٍ تَشْتَمِلُ عَلَى هَذَيْنِ الْشِفَاءَيْنِ، أَنْ يُسْتَشْفَى بِهَا مِنْ كُلِّ مَرَضٍ، وَلِهَذَا لَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَى هَذَا الشِّفَاءِ الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ الْشِفَاءَيْنِ، كَانَ حُصُولُ الشِّفَاءِ الْأَدْنَى بِهَا أَوْلَى، كَمَا سَنُبَيِّنُهُ، فَلَا شَيْءَ أَشَفَى لِلْقُلُوبِ الَّتِي عَقَلَتْ عَنِ اللَّهِ وَكَلَامِهِ، وَفَهِمَتْ عَنْهُ فَهْمًا خَاصًّا، اخْتَصَّهَا بِهِ مِنْ مَعْنَى هَذِهِ السُّورَةِ."
رقية آيات الشفاء
أوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم، رقية آيات الشفاء، حيث ينفث على المريض على محل المرض، ويدعو له، وينفث عليه من ريقه، ويقرأ الفاتحة، ويكررها سبع مرات، ويقرأ آية الكرسي، ويقرأ ما تيسر من القرآن، ويقرأ: سورة الإخلاص، والمعوذتين يكررها ثلاثًا، وينفث معها ويدعو الله، اللهم أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا، ويردد، باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك.
- الفاتحة 7 مرات.
- آية الكرسي.
- سورة الإخلاص 3 مرات.
- المعوذتين 3 مرات.
- ترديد آيات الشفاء الست.
- ترديد دعوات الرقية للمريض.
وأخيرا وعن فضل آيات الشفاء من القرآن، يقول ابن القيم رحمه الله "القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق الاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وقول تام واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبدا".