بعد ثبوت تسببها في أمراض القلب والسرطان.. قرار جديد من إدراة الغذاء والدواء الأمريكية بشأن الأطعمة المحفوظة
تتعمد بعض شركات الأغذية إلى وضع ما يمكن وصفه بالتحذيرات، على أغلفة منتجاتها، في تحذير للمستهلكين حال احتوت الأطعمة على كمية كبيرة من السكر أو الملح أو الدهون المشبعة أو السعرات الحرارية.
وطلبت اليوم الشركات الأغذية في أكثر من 12 دولة طباعة الملصقات الغذائية على مقدمة عبوات المواد الغذائية، مع تزايد معدل الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسمنة، في جميع أنحاء العالم.
ولفتت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها، أنه حتى الآن لا تخضع الولايات المتحدة إلى أي وضع ملصقات غذائية موجودة على مقدمة العبوات الغذائية، لكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، باتت تعمل حاليًا على وضع تلك الملصقات على مقدمة العبوة والتي يمكن أن تطلب من الشركات البدء في طباعتها في وقت مبكر من عام 2027.
وعلى الرغم من المعارضة الكبيرة من شركات الأغذية، التي يعتمد الكثير منها على قواعد اللعبة التي تمارسها شركات التبغ الكبرى، فإن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تقيم مختلف تصميمات الملصقات الإلزامية لتحديد ما هو الأكثر فعالية في إعلام المستهلكين، ولكنه أيضًا قانوني بموجب قوانين حرية التعبير للشركات الأمريكية.
علاقة وثيقة بين الأطعمة المحفوظة وأمراض القلب والسكر
وأثبتت أبحاث حديثة، وجود علاقة وثيقة بين المشكلات الصحية والأطعمة المحفوظة، من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني إلى سرطان القولون والمستقيم والاكتئاب.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه في سبعينات القرن العشرين، بدأت العديد من شركات الأغذية في طباعة الملصقات الغذائية طوعا على عبواتها، إذ بدأت إدارة الغذاء والدواء في اشتراط ذلك في عام 1993، ولكن معدلات الأمراض المرتبطة بالمواد الغذائية استمرت في الارتفاع.
وفي معلومات صادمة، لفت تقرير الجارديان إلى أن أكثر من مليون شخص، يموتون بسبب أمراض مرتبطة بالنظام الغذائي في الولايات المتحدة كل عام، ففي عام 2006، قدم مركز العلوم في المصلحة العامة، وهو هيئة مراقبة غير ربحية ومجموعة مناصرة للمستهلكين تركز على السياسة الغذائية، التماسًا إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إلزام شركات الأغذية بوضع ملصقات على الأطعمة الخاصة بها.
لكن لم تستجب إدارة الغذاء والدواء رسميًا لهذا الالتماس، بينما طلبت من معهد الطب الأكاديمية الوطنية للطب، دراسة الملصقات الغذائية المطبوعة على مقدمة العبوة، وفي عام 2010 ومرة أخرى في عام 2012، أصدر المعهد تقارير توصي بهذه التسميات، وفي خطوة يعتقد المدافعون عن وضع العلامات أنها مصممة لاستباق متطلبات وضع العلامات الإلزامية، طورت مجموعتان تجاريتان لصناعة الأغذية علامة طوعية على مقدمة العبوة تسمى Facts Up Front.
وتتضمن هذه الملصقات، التي تظهر الآن على المنتجات بدءًا من دوريتوس ومكرونة إندومي والجبن المعبأة، الجرام والنسبة المئوية لكل من العناصر الغذائية المثيرة للقلق، مثل السكر والملح.
ومع ظهور حقائق مقدما في الولايات المتحدة، كان المدافعون عن التغذية في أمريكا اللاتينية يطورون نظاما مختلفا لتصنيف المنتجات.
وفي السياق ذاته، عام 2016، قدمت تشيلي أول علامة تحذيرية غذائية في العالم، وهي علامة سوداء على شكل علامة توقف، وكان يتعين على الشركات إضافتها إذا تجاوز الغذاء نسبة عالية من السكر أو الملح أو الدهون المشبعة أو السعرات الحرارية.