الفلسطيني صاحب فيديو يا أهل مصر هنرجع على بلدنا: ما توقعت حد يحبنا بالطريقة دي
يا أهل مصر هنرجع على بلدنا.. وخلي بلدكم إلكم من اللي بتعملوا فينا!.. عندما تشاهد وتسمع هذه الكلمات التي اختارها الشاب الفلسطيني سيف الدين إسماعيل صاحب الـ 23 عاما، في مستهل مقطع فيديو نشره عبر حسابه الشخصي على موقع تيك توك، وانتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي يتبادر إلى ذهنك أنه هجوم لاذع من موقف تعرض له خلال إقامته في مصر، والتي وصل إليها قادما من قطاع غزة؛ ليستقر مع من تبقى من أسرته في مدينة رأس البر بمحافظ دمياط على ساحل البحر المتوسط.
الفلسطيني صاحب فيديو يا أهل مصر هنرجع على بلدنا
لا تقع في هذا الفخ كما وقعت أنا فيه، لأنه بعد مرور الثواني العشر الأولى من الفيديو، ترى أن هذا الشاب الفلسطيني نجح بذكائه الفطري وأسلوبه الجاد الممزوج الهزل، في إجبارك على مشاهدة كامل الفيديو، والذي تحدث فيه عن كرم وشهامة الشعب المصري وتعاطفه مع أشقائه من قطاع غزة، ودعمه لمن وصل منهم إلى مصر للإقامة فيها.
ما كنتش أتوقع انتشاره بهذا الشكل.. يكشف الشاب الفلسطيني سيف الدين إسماعيل، للقاهرة 24، سبب تصويره ونشره للفيديو قائلا: منذ 8 أيام دعاني صديق لي فلسطيني مقيم بمدينة بورسعيد لتناول الغداء معه.. وبالفعل سافرت إليه وفي حال عودتي إلى مدينة رأس البر التي استقر فيها مع أسرتي.. استقليت سيارة ميكروباص وفجأة تحدث معي أحد الركاب وبعد قليل فوجئت بجميع الركاب يتحدثون معي.. كوني فلسطينيا مرحبا به في بلده مصر وبين أشقائه، معقبا: وجهي صار أحمر أحمر من الخجل ومن هذا الحب غير الطبيعي.
الفلسطيني صاحب فيديو هنرجع على بلدنا: الركاب بكوا خلال حديثهم معي
ويتابع حديثه قائلا: بعض الركاب بكوا في أثناء حديثهم معي وبعضهم قبّل رأسي.. لكن ما أثار تخوفي هو توقف السائق فجأة وبدون مقدمات على جانب الطريق ونزوله من السيارة، وهو ما دفعني أن أحدث نفسي قائلا: ربنا يستر.. إيش راح يصير!!!..؛ ولقيته بيسلم عليا وياخذني بالأحضان.. وقالي كلام كتير طيب ورفض ياخد أجرة.
ويقول الشاب الفلسطيني سيف الدين إسماعيل، إنه عاش بغزة طوال 23 عاما ولم يخرج منها إلا بعد استشهاد والده وشقيقه وتدمير منزلهم بمدينة خان يونس، بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع، مؤكدا أنه لم يتوقع أن يرى هذا الحب الذي يُكنه شعب لشعب آخر، وهو ما عايشه بنفسه من وفاء وحب ومكانة في قلوب الشعب المصري، قائلا: ما توقعت حدا يحب حدا بالطريقة دي.. والمصريين كلهم يتحطوا على الراس.
صدمة وسعادة كبيرة يعيشها الشاب سيف الدين إسماعيل في آن واحد منذ أمس الأحد، مع انتشار مقطع الفيديو بشكل كبير وتداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية، وهذا السيل الكبير من التعليقات من المتابعين، ليجلس ممسكا هاتفه حتى الصباح يقرأ ويتابع هذا التفاعل وتلك التعليقات.
ويضيف بأن هذا التفاعل غير المتوقع دفعه للتفكير في تصوير مقطع فيديو جديد عن المنتجات المصرية، ومن بينها المياه الغازية ورقائق البطاطس محلية الصنع، ويتحدث عن جودتها مقارنة بالأجنبية قائلا: لكل فلسطيني قاطعوا المنتجات المصرية.. أقسم بالله إدمان بيعطهولنا بالوريد.
صرت اتكلم بالمصري لما أروح أشتري عشان معاملة المصريين الحلوة.. هكذا يكشف سيف الدين، عن نهجه في الوقت الحالي خلال تسوقه بمدينة رأس البر، فالجود والكرم والشهامة من المصريين تجاهه وتجاه الفلسطينيين المقيمين بمصر يقابلها عفاف وحب ومسؤولية منهم، مشيرا إلى أنه منذ يومين ذهب لصيدالية لشراء بعض الأدوية، وفور أن علم الصيدلي أنه فلسطيني وقف له ليسلم عليه ويرفض الحصول على أي مقابل قائلا له: الله يسهل عليك.. أنتم شعب غزة حبيبنا وبنعشقوا.
ويختتم الشاب الفلسطيني سيف الدين إسماعيل، حديثه للقاهرة 24، عن تفكيره في نشر الكثير من الفيديوهات التي يتحدث فيها عن حب المصريين ومواقفهم الداعمة لفلسطين، خاصة في ظل الانتشار الكبير للفيديوهات، وكذلك التعليقات الإيجابية عليها، قائلا: ناوي أكمل فيديوهات لإن الناس حبتني بشكل كبير، ودا واضح من التعليقات.