هل البلاد الفقيرة أولى بالأضحية من الوطن؟.. اعرف رأي الشرع
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها مفاده: ما حكم ذبح الأضحية في البلاد الفقيرة بدلًا من وطن المضحي؟ فأنا أريد عمل الأضحية في إحدى الدول الفقيرة من غير دولتي؛ حيث قد انتشرت مجموعات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تحث على ذلك؟.
وقالت الدار عبر موقعها الرسمي: الأولى أن يذبح المضحي أضحيته ويوزعها في بلده وسط أهله، فإن ضحى في غير بلده كما هو موضوع السؤال فقد أجزأه وهو خلاف الأولى، موضحة أن ذلك كله بشرط كفاية مساكين بلد المضحي ووطنه؛ وهذا لا يحصل إلا بالتعاون مع المؤسسات والجهات القائمة بذلك؛ لأنها المنوطة بالإفادة عن وجود فائض عن حاجة البلاد من عدمه.
الحكمة من مشروعية الأضحية
وأوضحت: شرعت الأضحية توسعة على المضحي وأهل بيته، وإكرامًا لجيرانه وأقاربه وأصدقائه، وطعمة لفقراء ومساكين بلدته، وقد جرت السنة على التوسعة على الأهل والأقارب والجيران في يوم الأضحى، ومما يدل على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَلْيُعِدْ» فقال رجل: هذا يومٌ يُشتَهى فيه اللحم، -وذكر هنَةً من جيرانه- فكأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عذَرَه، وعندي جَذَعةٌ خيرٌ من شاتين. فرخَّص له النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، فلا أدري بَلَغَتِ الرخصة أم لا، ثم انكفأ إلى كبشين، يعني فذبحهما، ثم انكفأ الناس إلى غُنَيْمَةٍ فذبحوها. أخرجه الشيخان.
قال القاضي عياض في «إكمال المعلم» (6/ 407، ط. دار الوفاء): ["وذكر هَنَةً من جيرانه": كذا لأكثر الرواة، أي حالةً وأمرًا وحاجةً... قيل: لأجل ما ذكر في الحديث من حاجة جيرانه، فإنَّه رخَّص له النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذبح الجذعة وخصَّه بها، إذ ذكر أنَّه ليس عنده سواها] اهـ.