أبو الكرامات وسليل البيت.. من هو الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني؟
منذ أن انتشر نبأ وفاة شيخ الطريقة الكتانية أمس الأحد، والسؤال البارز من هو الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني، ولماذا نالت وفاته اهتمامًا من قبل الأزهر الشريف وعدد من الجهات الدينية الأخرى؟، وما هي الطريقة الكتانية ولماذا يثير الشيخ جدلا في مصر؟. هذا ما نعرضه عبر القاهرة 24 في السطور التالية لنعرف من هو الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني، ولماذا يطلق عليه مولانا من مريديه؟.
من هو الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني؟
بدأ سؤال من هو الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني؟، يشغل اهتمامات الرأي العام منذ وفاته أمس الأحد 26 مايو 2024، عن عمر يناهز 78 عامًا، وقد اختلفت ردود الفعل حول وفاته نظرًا لآرائه الدينية التي أثارت الجدل.
ولد محمد إبراهيم عبد الباعث أحمد غنيم، في مدينة الإسكندرية في الأول من يوليو 1946، في أسرة مهتمة بالعلم الديني، إذ برع والده في الشعر والمحاضرات الدينية، حيث كان يلقي دروس علم في صحيح مسلم والبخاري، وقد توفي والده ودفن في ضريح داخل مسجده المشهور في الإسكندرية.
واهتمت والدة الشيخ محمد إبراهيم بتعليمه أصول السنة، فاشترت من مالها الخاص موسوعة صحيح مسلم والبخاري، والتي برع فيها الشيخ وحفظها بأسانيدها في سن مبكرة، واعتلى المنبر خطيبًا لأول مرة في عمره عندما بلغ عمر 16 عامًا بتشجيع من والده.
وأخذ الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث، الطريقة الكتانية من الشيخ عبد الرحمن الكتاني في حياة والده، وحفظها وبلغ بها وألف فيها العديد من المؤلفات، وأصبح شيخ الطريقة الكتانية في مصر والشرق الأوسط.
ويدعي محبو الشيخ ومريدوه أنه صاحب كرامات وعلم واسع، وله علاقات متشعبة داخل مصر وخارجها، وحصل على عضوية الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف في 2010. وقد نعاه شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، والمفتي السابق الدكتور علي جمعة وعدد من الشخصيات الدينية المعروفة.
وفي أحد اللقاءات، عرف الشيخ محمد إبراهيم نفسه بأنه سليل بيت النبوة إذ قال: ينتهي نسبي إلى سيد شباب أهل الجنة الإمام أبي عبد الله الحسين السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام من البضعة الزهراء فاطمة سيدة نساء العالمين بنت أشرف الخلق صفوة الملك الحق سيد الأولين والآخرين صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
ألقاب الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني
وتتعدد ألقاب الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني والذي يلصق مريديه باسمه قولهم رضي الله عنه، ومن ألقاب الشيخ المشهورة ما يلي:
- الشيخ العلامة المربي.
- شيخ الطريقة الكتانية.
- مولانا المحدث.
- شيخ الصوفية في مصر.
- سليل بيت النبوة.
الطريقة الكتانية بالإسكندرية
وأسس الطريقة الكتانية بالإسكندرية الشيخ محمد بن عبد الواحد الكتاني، بعدما نجح في ترسيخ مبادئها بالمغرب، إذ أسس الزاوية الكتانية الكبرى بحومة القطانين بمدينة فاس المغربية، وأطلق على الطريقة الكتانية في المغرب بعد وفاته "الطريقة المحمدية".
وتعد الطريقة الكتانية أحد الطرق المنسوبة للمذهب الصوفي، ولها طقوس وأوراد خاصة بها يتبعها المنتسبين إليها، إذ يخصصون لأنفسهم أوراد يومية تتمثل في الورد اللزومي، وورد السَّحر، وورد خاص بالنساء.
ويعد أكثر انتشار للطريقة الكتانية في مدينة فاس المغربية وضواحيها، وتستهدف تلك الطريقة نشر تعاليم خاصة بالسنة النبوية والقضاء على التعصب الديني وإماتة البدعة، ويتلخص منهج تجديد الطريقة الكتانية في مزج الظاهر بالباطن وكشف غوامض الحقائق الإلهية والأحمدية والمحمدية، بظواهر الكتاب والسنة.
ويعد الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني، شيخ الطريقة الكتانية في مصر، من أبرز علماء التصوف، ويطلق عليه مريدوه سيدنا ومولانا لامتداد نسبه حسب كلامه عن نفسه بـالإمام الحسين رضي الله عنه.
وقد أثار عدد من آراء الشيخ الجدل في مصر منها رأيه في إعفاء اللحية، فقد قال إن إعفاء اللحية من سنن الفطرة وسنن الفطرة المقصود منها أن يكون الإنسان حسن السمت فأنت إن تركتها كانت شيئا منفرا وشيئا مزعجا للناس. كما أن هذه السنن قائمة على الإزالة لا على الترك، إذ يقصد بإعفاء اللحية إزالتها لا تركها.
جنازة الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني
خرجت جنازة الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني من مسقط رأسه في الأسكندرية، وتحديدا من مسجد والده بمنطقة راغب وسط محافظة الإسكندرية، إذ شيعه الأهالي وسط حضور أسرته وأصدقائه والطرق الصوفية وتلاميذه من دول عربية إلى مقابر الأسرة مع ترديد الشهادتين.
وسبق أن تقدم الأزهر الشريف بنعي لوفاة شيخ الطريقة الكتانية في بيان رسمي قال فيه الأزهر الشريف بمزيدٍ من الرضا بقضاء الله وقدره، نعى الأزهر الشريف، الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني، الذي وافتْه المنية اليوم الأحد، بعد رحلة قضاها في نشر علوم القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وترك عددًا من الكتب والمؤلفات التي ستظل منهلا لطلاب العلم والباحثين.
كما كتب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على صفحته الرسمية بفيس بوك: انتقل إلى الرفيق الأعلى ملبيًا نداء ربه سليل بيت النبوة العلامة المربي المحدث معلم الناس حب النبي وآله فضيلة الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني.
ويعد الدكتور أسامة الأزهري من أكثر طلاب الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني، ويصفه تلاميذه بأنه "أبو البركات" وأحد أكبر علماء الحديث في مصر، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام.