المئذنة المائلة في العالم.. المسجد العتيق تحفة معمارية إسلامية ينتظر إنقاذا عاجلا بالمنيا| صور وفيديو
شامخة على مر العصور، تقف مئذنة المسجد العتيق بسمالوط، شاهدة على عبق التاريخ وحضارة الإسلام العريقة، إلا أن تلك التحفة المعمارية الفريدة، والتي تُعدّ من أقدم مساجد محافظة المنيا وأحد المساجد الكبيرة في مصر، تواجه خطرًا حقيقيًا يهدد وجودها.
يقع المسجد العتيق على بعد 25 كيلومترًا شمال مدينة المنيا، وبين المنازل المحيطة، ترتفع مئذنة ضخمة يبلغ عمرها أكثر من 1000 عام، شيدت بأسلوب هندسي فريد أثار حيرة العديد من المهندسين.
تُعدّ مئذنة المسجد العتيق، التي تُعرف أيضًا باسم «المئذنة المائلة»، من أبرز معالم المسجد، حيث تُميّزها زخارفها النباتية والهندسية الدقيقة، ودرجة ميلها البالغة 21 درجة، متجاوزةً بذلك برج إيفل الشهير في فرنسا (19 درجة).
يعود تاريخ بناء المسجد العتيق إلى عام 368 هجريًا، في عهد الفاطميين، بعد دخولهم مصر، ويُطلق عليه أيضًا اسم «مسجد الجنيدي»، وقد شُيّد المسجد من الطوب اللبن، وهو ما يُضفي عليه قيمة تاريخية ومعمارية فريدة.
وقال رجب عبد الحميد طلبة، أحد الأهالي لـ القاهرة 24، أن المسجد العتيق تقام فيه جميع الصلوات وشعائر الجمعة، هذا اليوم الزي يشهد أقبال من المريدين لأخذ التباركات وهذه عادة موروثة منذ القدم بسبب وجود 3 من شهداء معركة البهنسا بالفتح الاسلامي أسفل المسجد.
وأضاف رجب، أن المسجد كان يتبع لهيئة الاثار في وقت سابق، ولكن خرج من جعبتهم دون معرفة الاسباب الحقيقية، ويحتاج المسجد الي اهتمام أكثر من المسؤولين لكونه من أهم المساجد الأثرية داخل محافظة المنيا، مشيرا أن المئذنة المائلة بالمسجد هي الوحيدة بالعالم لأنها صممت مائلة لمقاومة أتجاه الرياح.
وناشد أهالي سمالوط، وجميع محبي التراث الإسلامي، الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارتا الأوقاف والآثار، بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ هذا المسجد العتيق من الإهمال، وإعادة تأهيله وإحيائه كرمز ثقافي وتاريخي هام.
وقال الأهالي، إنّ إحياء المسجد العتيق لن يقتصر فقط على الحفاظ على تحفة معمارية نادرة، بل سيعمل أيضًا على تنشيط السياحة الثقافية في المنطقة، وجذب المزيد من الزائرين للاطلاع على هذا الإرث الحضاري العريق.