خبراء يحذرون من انتشار فيروس جديد يتنقل من القوارض إلى البشر في أوروبا
حذر خبراء الصحة من انتشار فيروس يحتمل أن يكون مميتًا ولديه القدرة على القفز من القوارض إلى البشر، ويمكن أن يؤدي إلى نزيف يشبه الإيبولا في جميع أنحاء شمال أوروبا، حيث اكتشف الباحثون أن القوارض في السويد تحمل مسببات الأمراض التي يمكن أن تنتقل إلى البشر وتتحول إلى حمى نزفية.
وبحسب ما نشر في صحيفة ذا صن البريطانية، تم رصد حالات المرض على بعد مئات الأميال من المكان يرى فيه مسؤولو الصحة عادة هذا الفيروس، مما يثير القلق بين العلماء، حيث قام الأطباء في مقاطعة سكانيا جنوب السويد بتشخيص حالة اعتلال الكلية الوبائي، الناجم عن فيروس بومالا الذي يحمله فئران الحقل.
ظهور فيروس جديد ينتقل من القوارض إلى البشر
ويشار إلى اعتلال الكلية الوبائي أيضًا باسم حمى فأر الحقل، وهو مرض نادر لديه القدرة على التسبب في الحمى النزفية لدى البشر، والحمى النزفية هي مجموعة من الأمراض التي تسببها فيروسات مختلفة يمكن أن تكون شديدة ومهددة للحياة، وهي تشمل الحمى الصفراء وفيروس الإيبولا وحمى القرم والكونغو النزفية.
واكتشف الأطباء حالة من حمى فأر الحقل حتى الآن جنوب البلاد، على بعد أكثر من 500 كيلومتر جنوبًا من المكان الذي تم اكتشاف المرض فيه سابقًا، وفيما تم رصد حالة أخرى في عام 2020، أيضًا في مقاطعة سكانيا بالسويد، وفي كلتا الحالتين، لم يسافر المرضى وأصيبوا في منطقتهم الأصلية، وكانت أعراضهم نموذجية لأعراض الحمى النزفية المصحوبة بأعراض المتلازمة الكلوية، بما في ذلك الحمى والشعور بالضيق العام ونزيف في الأنف وضعف وظائف الكلى.
وقام العلماء من جامعة أوبسالا، بالبحث في سبب ظهور عدوى حمى فأر الحقل بعيدًا عن المكان الذي تظهر فيه عادةً، وأجروا اختبارات جينية لفئران الحقل في مقاطعة سكانيا، بحثًا عن أي ظهور لفيروس هانتا.
وفيروسات هانتا هي عائلة من الفيروسات توجد بشكل رئيسي في القوارض مثل الفئران والجرذان وفئران الحقل، ولديها القدرة على إصابة الأشخاص والتسبب في نوعين من الأمراض، وهما الحمى النزفية المصحوبة بمتلازمة الكلى ومتلازمة فيروس هانتا الرئوية.
وفقًا لعلماء جامعة أوبسالا، فإن هذين النوعين من الأمراض يجب الإبلاغ عنهما بموجب قانون الأمراض المعدية، حيث يمكن أن يسببا مشاكل خطيرة وحتى الوفاة، وفي شمال ووسط أوروبا، يتسبب نوع مختلف من الفيروس، يسمى فيروس Puumala Hantavirus، في شكل خفيف نسبيًا من HFRS.
وأظهرت الدراسات أن فيروس هانتا هذا يمكن أن يسبب أيضًا حالة شديدة جدًا من HRFS، والتي يمكن أن تكون قاتلة في أسوأ الحالات، وفي السويد، تتطلب حوالي 100-450 حالة من حالات حمى فأر الحقل رعاية في المستشفى كل عام، فقط في الجزء الشمالي من البلاد.
ووجد تحليل العلماء أن تسعة من أصل 74 فأر حقل تم اصطيادها في منطقة سكانيا الجنوبية تحمل جينات فيروس هانتا، وأن الفيروس الذي يصيب القوارض في هذه المنطقة لم يكن من نفس السلالة الموجودة في شمال السويد، وبطريقة أو بأخرى، ظهرت هذه السلالة من الفيروس المسبب للحمى النزفية.
وبينما تم التعرف على حالتين بشريتين فقط حتى الآن في جنوب السويد، أعرب العلماء عن قلقهم من أن هذه السلالة الفيروسية الناشئة قد تمثل تهديدًا للصحة العامة، حيث كتب الباحثون في دراسة نشرت في مجلة الأمراض المعدية الناشئة: سلالات فيروس Puumala الجديدة في منطقة جغرافية جديدة قد يكون لها تأثير كبير على صحة الإنسان.
وقالت إيلين إيكونومو لونديبيرج، مؤلفة الدراسة وطبيبة الأمراض المعدية في مستشفى كريستيانستاد المركزي، لقد فوجئنا بأن هذه النسبة العالية من فئران الحقل القليلة نسبيًا التي التقطناها كانت تحمل في الواقع فيروس هانتا الذي يصيب الناس بالمرض، وكان ذلك في منطقة تبعد أكثر من 500 كيلومتر جنوب النطاق المعروف سابقًا للفيروس.