الأحد 22 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وكيل الأزهر: الأعمال الدرامية والسينمائية تلعب دورًا مهمًا بنقل السيرة النبوية من النصوص إلى الصور المرئية

مؤتمر الأزهر الفتوى
أخبار
مؤتمر الأزهر الفتوى
الأربعاء 29/مايو/2024 - 07:31 م

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن موجات التشكيك طالت معجزات الرسل والأنبياء، فسمعنا إنكارًا للإسراء والمعراج، وإنكارًا لنبع الماء من بين أصابعه ﷺ، وغير ذلك، فهل لهذا الإنكار نصيب من العلم والمنطق، وتناسوا أن النبوة، أمر خارق للعادة، فمنطقي أن يكون دليلها من جنسها، فهي أمر خارق للعادة صالح للتحدي، جاء على وفق دعوى النبوة، سالمًا من المعارضة، فما العيب أو الخرافة في ذلك.

وأضاف: معجزات الأنبياء ممكنة في قانون العقل، مستحيلة بحسب عادة الناس، ثم إن إعجاز الإله للإنسان حاضر ومشاهد في كل ما نراه حولنا من تفاعلات أصغر الذرات إلى حركات أكبر المجرات، فما العيب في ذلك؟، لماذا كل هذا الصخب لإنكار معجزات الأنبياء بلا برهان، وتسويقها للجماهير كأنها أساطير الأولين.

وكيل الأزهر: الخطاب الحداثي تجاوز مقام النبوة وما يتعلق به من عصمة ونزاهة

وشدد خلال كلمته بالملتقى الفقهي الخامس لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية تحت عنوان: منهجية التعامل مع السيرة النبوية بين ضوابط التجديد وانحرافات التشكيك، على أنه لا برهان معتبر لإنكار معجزات الرسل، ولا فائدة مرجوة من هذا الضجيج، اللهم إلا أن يكون مرادهم إسقاط قدسية الأنبياء وعصمتهم، والطعن في القرآن الذي أثبت لهم هذه المعجزات والخوارق، وإن الأنبياء والرسل الكرام، يجمعون بين طبيعتين: الأولى: قدسية باعتبار كونهم رسلًا من عند الله يتلقون الوحي، ويبلغونه للناس بصدق وأمانة، وهم معصومون في ذلك لا يتطرق إليهم الزيغ أو الخيانة، والثانية: إنسانية، باعتبار كونهم بشرًا مثلنا، يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق، ويعتريهم ما يعتري البشر من الصحة والمرض، والحزن والفرح، والعاطفة والغريزة، والموت والحياة.

وأكد الدكتور الضويني أن مشكلة الخطاب الحداثي أنه تجاوز مقام النبوة، وما يتعلق به من عصمة ونزاهة، وراح يقدم خطابا يختزل فيه حال النبي ﷺ في مقامه البشري، حتى صار يحدث الجماهير عن صورة محمد الزوج، والتاجر والسياسي والعسكري، ويعني ذلك الإنسان الذي يعتريه ما يعتري البشر من حظوظ النفس والهوى، حتى غاب عن عقول الناس صورة محمد النبي المعصوم الأمين، ولذلك صرنا نرى الطرح الحداثي يكتب عن الأخطاء السياسية، والأطماع الاقتصادية والعلاقات الجنسية في مجتمع الرسول، وهو في كل ذلك لا ينطلق من قاعدة ثابتة، ومنهج معتبر، وإنما يبدأ متحيزا؛ بجمع كل ما صادف هواه من الضعيف والموضوع، والعجب؛ أنا نراه؛ حينا؛ يشكك في مصدر السير والمغازي لنفي كل فضيلة عن النبي الأكرم  ﷺ؛ وحينا آخر يوثق منها كل موضوع وهاو لإثبات كل رذيلة بسيرته العطرة وتاريخ صحبه الكرام!

وأوضح أن مناهج التشكيك في السيرة النبوية -بقصد أو غير قصد- تشوه صورة النبي الأكرم، وتقلل من قدره بوصفه قدوة وقائدا للمسلمين، وتزعزع الثقة في التراث الديني وتثير الانقسامات في المجتمع الواحد، ومن ثم فالتحدي كبير، والمسؤولية عظيمة.

وقدَّم وكيل الأزهر في ختام كلمته بعض الأفكار والمقترحات في منهجية التعامل مع السيرة النبوية بين ضوابط التجديد وانحرافات التشكيك وهي:

أولا: تعتبر السيرة مصدرًا غنيًا للإلهام وغرس الأخلاق والقيم، إلا أن هناك ميلًا نحو استخدامها كمادة للإثارة والتشويق من خلال القصص والأساطير الخرافية، وهذا التحريف يبتعد بنا عن الغايات النبيلة للسيرة، وهو ما حذر منه العلماء من خلال مواقفهم الصارمة ضد القصاصين.

ثانيا: تتباين قراءات حروب الرسول ومغازيه بين المتطرفين الذين يستخدمونها لتبرير العنف، والمتشككين الذين يتهمون السيرة بالترويج للحروب والصراعات، ومن ثم فهناك حاجة ماسة لتقديم قراءة متوازنة تبرز الجوانب الإنسانية والأخلاقية لهذه الأحداث، وتوضح سياقاتها التاريخية دون تحريف أو مغالاة.

وكيل الأزهر يطالب بتوظيف المناهج والعلوم الحديثة في دعم وتوثيق أحداث السيرة النبوية

ثالثا: من المهم تجاوز تلك القضايا التي تؤدي إلى الفتنة والانقسام، مثل استدعاء خلافات الصحابة بشكل تفصيلي، فالتركيز على ذلك يفسد الطرح الثقافي ويثير الفتن، بينما التركيز على التوافق والأخوة يعزز الأمن والسلام ووحدة الأمة.

رابعا: تلعب الأعمال الدرامية والسينمائية دورًا مهمًا في نقل السيرة النبوية من النصوص إلى الصور المرئية، وهذا التناول يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم العام للسيرة، شريطة أن يتم بحذر؛ لضمان دقة التمثيل واحترام قداسة الشخصيات، وتجنب تشويه الحقائق أو تبسيطها بشكل مخل.

خامسا: يمثل الإعلام أداة قوية لتسويق أحداث السيرة النبوية، لكنه يواجه تحديات كبيرة في التمييز بين ما هو مفيد من الأحداث التي تحمل قيمة أخلاقية، وبين ما يستخدم فقط لإثارة الجدل والتشكيك، فيجب أن يكون التركيز على نقل الدروس والعبر المفيدة، وتجنب التشويه والتشهير الذي يضر بالأخلاق والقيم.

سادسا: نؤكد أهمية توظيف المناهج والعلوم الحديثة، في دعم وتوثيق أحداث السيرة النبوية؛ حيث يتيح ذلك اكتشاف المواقع التاريخية المهمة، وتفسير العادات والتقاليد والثقافات التي سادت في زمن النبي ﷺ بما يعزز من صحة الروايات التقليدية ويقدم لنا رؤية شاملة لأحداث السيرة النبوية، ويوفر أساسا قويا للباحثين والأجيال القادمة لفهم تاريخ الإسلام بشكل أعمق وأكثر دقة.

تابع مواقعنا