الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

موضة إنكار الأنبياء.. الأزهر: بأي منطق تمتهن سيرة النبي الأكرم؟

وكيل الأزهر الشريف
دين وفتوى
وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني
الخميس 30/مايو/2024 - 11:34 ص

استنكر وكيل الأزهر الشريف، الدكتور محمد الضويني، حديث المشككين في السيرة النبوية، قائلًا: بأي منطق تمتهن سيرة سيدنا النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بالرغم من أكثر نقل شفاهة بالأسانيد، في أمة تحتاط عبر تاريخها في النقل والرواية، فحفظوا لنا الأشعار والأنساب بدقة لم تبلغها أمة من الأمم.

الأزهر: بأي منطق تمتهن سيرة النبي الأكرم؟

وواصل في كلمته خلال الملتقى الفقهي الخامس لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: إن التاريخ العريق للمسلمين وما أنتجَهُ من علومٍ وحضارة، بدأ من تلك اللحظة التي وُلد فيها نبيُّنا الأكرمُ- صلى الله عليه وسلم- والذي كان بين ميلاده ووفاته سيرةٌ عجيبةٌ؛ غيَّرت وجهَ العالم. 

وقال الضويني، إن التشكيك في السيرة لم يقف عند حدود نفي مصادرها، وإنما تعداه لتقديم قراءات وتأويلات مشوهة لأحداثها، وكأن الهدف ليس التشكيك في المؤلفات، وإنما التشكيك فيما تحويه من أحداث ومواقف؛ تمهيدا للزج بتاريخ الإسلام في موضة إنكار الوجود التاريخي للأنبياء، لا سيما وأن سيرة رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم هي السيرة الوحيدة المكتملة لنبي من الأنبياء.

الملتقى الفقهي الخامس لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية 

جدير بالذكر، أن الملتقى الفقهي الخامس لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خرج بعدة مخرجات وتوصيات، جاء أبرزها كالتالي: 

1- يمتاز التراث الإسلامي من بين تراث كل الأديان والحضارات، بابتكار معايير منهجية لـ التوثيق والتثبت من صحة الأخبار والمرويات الشفهية ونقلها، ومن ثم نشأت علوم التخريج ودراسة الأسانيد، والعلل؛ لتكون قانونا نميز به بين المقبول والمردود، وبين الصحيح والحسن والضعيف والموضوع، وخضعت روايات السيرة النبوية في مرحلة متقدمة لهذا النقد الحديثي، وأسهم هذا النقد في تمحيص روايات السيرة وتنقيتها من كل شائبة يمكن أن تشوه صورة الإسلام الصحيحة.

2- أظهر التراث الإسلامي العريق، عناية فائقة بضبط الفهم الموضوعي النزيه للمسائل والقضايا والظواهر والمشكلات، فنشأت علوم أصول الفقه، واللغة، والمنطق؛ لتكون قانونا نميز به بين المعقول واللامعقول، وبين ما يدل عليه النص: قطعا أو ظنا، صراحة أو لزوما، وولجت روايات السيرة في مرحلة متقدمة وفق قوانين هذه العلوم.

3- وضع العلماء حدودا فاصلة بين النص الإلهي، والبشري، وميزوا بين مقامي الرسول: المقدس والإنساني وحفظوا لكل مقام حقه وقدره، واعتبروا ذلك من أهم المناهج العلمية المنضبطة في دراسة السيرة النبوية، وذلك بخلاف الطرح الحداثي الذي اختزل مقام الرسول في جانبه البشري، الذي يعتريه ما يعتري كل البشر من حظوظ النفس والهوى، لذا نعتبره بذلك يمتهن مقام النبوة، ويجعل دعاء الرسول بيننا كدعاء بعضنا بعضا، وهو ما نهى عنه القرآن الكريم وحذرنا منه.

تابع مواقعنا