كيف يؤدي التدخين إلى الإصابة بسرطان الرئة؟
يعد سرطان الرئة واحد من أكثر أشكال السرطان فتكا، والتدخين هو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة به، والعلاقة بين التدخين وسرطان الرئة موثقة جيدا مع كون التدخين مسؤولا عن غالبية حالات سرطان الرئة في جميع أنحاء العالم، إذ يحتوي التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية، وكثير منها سام و70 مادة على الأقل تعرف باسم المواد المسرطنة.
وبحسب ما نشر في موقع تايمز أوف إنديا، هذه المواد تلحق الضرر بالخلايا المبطنة للرئتين، وعند استنشاقها، تدخل هذه المواد الكيميائية الرئتين وتسبب ضررا مباشرا لأنسجة الرئة، ويحدث هذا الضرر بطرق مختلفة، والتي نستعرضها فيما يلي.
تلف الحمض النووي المباشر
المواد المسرطنة مثل البنزو أبيرين والنيتروزامين تلحق ضررا مباشرا بالحمض النووي في خلايا الرئة، مما يؤدي إلى طفرة.
الالتهاب والإجهاد الخلوي
يؤدي التدخين إلى التهاب مزمن في الرئتين مما يؤدي إلى الإجهاد الخلوي والتلف بمرور الوقت، ويحاول الجسم في مثل هذه الحالات إصلاح الضرر الذي يمكن أن يؤدي إلى أخطاء في تكاثر الخلايا.
الإجهاد التأكسدي
يطلق التدخين الجذور الحرة في الرئتين مما يسبب الإجهاد التأكسدي ويضر بالهياكل الخلوية، بما في ذلك الحمض النووي والبروتينات والدهون.
آليات إصلاح الخلايا المعينة
يحتوي الجسم على آليات لإصلاح الحمض النووي التالف والقضاء على الخلايا التالفة للغاية بحيث لا يمكن إصلاحها.
ومع ذلك، فإن التدخين المزمن يعيق آليات الإصلاح هذه، ويعوق التعرض المستمر للمواد المسرطنة قدرة الجسم على إصلاح نفسه مما يؤدي إلى تراكم الطفرات الجينية، وبمرور الوقت، تؤدي هذه الطفرات إلى تطور الخلايا السرطانية.
نمو الورم وتطوره
تساعد الطفرات في الجينات الحرجة في تنظيم نمو الخلايا والانقسام والموت يمكن أن تؤدي إلى تكاثر الخلايا غير المنضبط.
ووفقًا لخبراء الصحة، تشمل الجينات الرئيسية التي غالبا ما تتحور في سرطان الرئة الجين المثبط للورم TP53 والجين الورمي KRAS، ومع تراكم هذه الطفرات، فإنها تتسبب في نمو الخلايا بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مما يشكل الأورام، ويمكن لهذه الأورام أن تلحق الضرر بالأنسجة القريبة وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
عوامل الخطر والقابلية للتأثر
مدة التدخين وشدته، يرتبط خطر الإصابة بسرطان الرئة ارتباطا مباشرا بمدة التدخين وشدته، وكلما كان المدخن أطول وأكثر ثقلا، زاد خطر الإصابة بسرطان الرئة، حتى المستويات المنخفضة من التدخين أو التعرض للتدخين السلبي يمكن أن تزيد من المخاطر.
الاستعداد الوراثي، فقد يكون لدى بعض الأفراد استعداد وراثي للإصابة بسرطان الرئة عند التعرض لدخان التبغ، وتتضمن الاختلافات في الجينات استقلاب المواد المسرطنة وإصلاح الحمض النووي ونمو الخلايا يمكن أن تؤثر على قابلية الفرد للآثار الضارة للتدخين.
العمر والجنس، إذ أن الأفراد الأكبر سنا والذكور معرضون بشكل عام لخطر الإصابة بسرطان الرئة بسبب التعرض التراكمي والعوامل البيولوجية، ومع ذلك أدى الانتشار المتزايد للتدخين بين النساء إلى ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الرئة في هذه الديموغرافية أيضا.