سيناريو 7 وإصابة 49.. خطة وزارتين لمنع تحويل المدارس لبؤرة انتشار “كورونا” في الموجة الثانية (تفاعلي)
في 14 من شهر مارس الماضي، ومع اكتشاف نحو 109 حالات إصابة فقط بفيروس كورونا المستجد ووفاة حالتين، قررت وزارة التربية والتعليم تعليق الدراسة بشكل رسمي، حينها كان عدد الإصابات بين الطلاب قد وصل حسب الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الفني، إلى 7 طلاب فقط في مناطق متفرقة، أحدهم في مدرسة بالزمالك تم الإعلان عنها، والباقي في مدارس أخرى، بناء على البلاغ الوارد من وزارة الصحة في هذا الشأن آنذاك.
حينها وبقرار مشترك مع مجلس الوزراء، أوضح الوزير أنه فيما يتعلق بالتحضير للامتحانات والتصحيح والتسجيل “online” للمواد التعليمية، وفيما يخص الإداريين فيتطلب وجودهم للقيام بأعمال الإصلاح للمنشآت التعليمية والتعامل مع الامتحانات.
وزير التعليم يكشف لـ”القاهرة 24″ حقيقة غلق المدارس بعد عزل سيتي الزمالك
شهور مضت تغير فيها الوضع الوبائي في مصر، حيث تخطى عدد الإصابات المعلنة رسميًا في مصر نحو 106 ألف على مستوى الجمهورية، بينما تخطى عدد الوفيات 6 آلاف شخص، وتم اتخاذ إجراءات وقائية مشددة جعلت مصر دولة ناجحة في مواجهة الوباء بالمقارنة مع عدة دول مجاورة خصيصًا مع عدد السكان، لكن ذلك طرح سؤالا حول إمكانية استمرار نفس نمط الدراسة مع ذلك الوضع الوبائي.
“الإصابات في المنشآت التعليمية على مستوى الجمهورية 49 فقط”، لأول مرة كشف الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بتلك الكلمات إصابات فيروس كورونا في المنشآت التعليمية، خلال أسبوع واحد من بداية العام الدراسي، الأمر الذي أفزع المواطنين وأولياء الأمور، الذين طالبوا بسرعة اتخاذ قرار بالغلق، حفاظًا على صحة الطلاب، خاصةً وأن ذلك يمثل أضعاف العدد الذي تم إعلانه في الموجة الأولى واتخذ قرار الغلق بعده.
بعد العديد من التصريحات الرسمية التي أكدت أن الأمور تسير بشكل طبيعي كما هو مخطط له، وأنه لا يوجد إصابات بين الطلاب، قال وزير التعليم، إنه وفقًا لتقرير وزارة الصحة فإن هناك 49 حالة في المنشآت التعليمية، التصريح الذي أثار تساؤلات عدة حول سيناريوهات غلق المدارس، إلا إن وزارتي “التعليم” و”الصحة”، حتى الآن تؤكدان على استمرار الدراسة، “فكم إصابة تدفع الوزارتين لاتخاذ قرار الغلق هذا العام؟!”، بناءً على تساؤلات أولياء الأمور.
خريطة الإصابات بالمنشآت التعليمية في مصر
وفقًا لتقرير وزارة الصحة، التي كشفت عنه الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، خلال اجتماع مجلس الوزراء، بشأن الإصابات في المنشآت التعليمية، فإن هناك 49 حالة إصابة بتلك المنشآت من مجموع 25 مليون شخصًا بالعملية التعليمية ما بين مدرسين وطلاب وعاملين بالوزارة.
التقرير يشير إلى أن هناك 14 محافظة لا يوجد بها أي إصابات، وأن أكثر محافظات مصر إصابةً هي القاهرة بإجمالي 19 حالة، فيما هناك 6 محافظات، وهي: المنيا، قنا، الغربية، بني سويف، بور سعيد والمنوفية، بها إصابات بمعدل حالة في كل محافظة، فيما توجد محافظات بها حالتين أو أكثر، مثل: كفر الشيخ والبحر الأحمر، لم تكشف عنها أيًا من وزارتي “الصحة أو التعليم” رغم محاولات عدة لمعرفة الخريطة مفصلة، وأعداد الطلاب المصابين بها والمدرسين.
هل يتسبب كورونا في إغلاق المدارس؟
ردًا على هذا التساؤل، كشف مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة حتى الآن لم تناقش أي شيء بخصوص الغلق، مشيرًا إلى أن هذه الأعداد ليست كبيرة مقارنة بـ25 مليون مواطن في التعليم، ما بين معلمين وطلاب وعاملين بالوزارة.
وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″، أن الإصابات لم تكن جميعها من المدارس، موضحًا أن هذا العدد بعد أسبوع واحد من بدء الدراسة، وأن أغلبية المصابين كانت نتيجة لعودة الطلاب من إجازة، وأن هناك سيناريوهات عديدة غير تعليق الدراسة سيتم تطبيقها.
وأوضح المصدر المطلع بالوزارة، أنه لا داعي لقلق أولياء الأمور، وأن الوزارة ستكتفي بغلق الفصول التي ظهر بها حالات، وإن استدعى الأمر وظهر بمدرسة أكثر من حالة سيتم غلقها لحين استقرار الأوضاع وتعود مرة أخرى، مستبعدًا فكرة الغلق وتعليق الدراسة على الأقل حتى الآن، خاصة وأن هناك سيناريوهات عدة لاستكمال العام الدراسي لا يوجد بها التعلق، وأنه حال اتخاذ أي قرار بشأن الغلق فهناك المنصات والقنوات التعليمية.
وأشار المصدر، إلى أن الوزارة شددت على المديريات التعليمية وجميع المدارس باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، والإبلاغ فور وجود حالات، والتعامل مع حالات الاشتباه وفقًا لبرتوكول وزارتي الصحة والتعليم، والذي ينظم بدوره عمليات الغلق كذلك.
مصدر مطلع في وزارة الصحة والسكان، أكد على نفس الأمر، حيث أشار إلى أن قرار الغلق مستبعد ولم يتم التوصية به حتى هذه اللحظة، حيث يتم التنبيه على تنفيذ الخطة الموضوعة من اللحظة الأولى للتعامل مع حالات الإصابة داخل المنشآت التعليمية.
المصدر أضاف لـ”القاهرة 24″ أن الفترة الجارية يتم تقييم الوضع الوبائي بشكل عام، حيث إن هناك تخوفًا من الموجة الثانية والتي يتم تدريب كافة الأطقم الطبية عليها، لكن لم يتم تأكيد الموقف في حال زيادة عدد الإصابات في المنشىت التعليمية، حيث يعد قرار دولة ولا يمكن لأي وزارة أن يصدر عنها مثل هذه القرارات التي تتعلق بالوضع العام.
ما هو برتوكول الصحة والتعليم للغلق؟
البرتوكول الذي حصل عليه “القاهرة 24” بخصوص الغلق، يشير إلى أن الغلق في حالة ظهور حالات كورونا، لا يزيد عن 28 يومًا بخصوص المدارس أو المنشآت التعليمية أو الفصول، وفقًا للحالات المصابة.
ففي حالة وجود حالة بأحد الفصول، يتم غلق الفصل لمدة 28 يومًا تبدأ من تاريخ بداية تنفيذ قرار الغلق، أما في حالة انتشر الفيروس في أكثر من فصل، يتم غلق المدرسة بالمدة ذاتها، وكذلك الأمر بالنسبة لظهوره في أكثر من مدرسة يتم غلق المجمع بأكمله، والقرار تتخذه الإدارة التعليمية والصحية بالمنطقة التي ظهر بها الحالات.