آخر دقائق في حياة عازف الساكسفون داخل الأسانسير.. شاهدة العيان تروي تفاصيل إنقاذه لأطفالها | خاص
إكرامية وشهامة.. هكذا كانت اللحظات الأخيرة لعازف الساكسفون الذي لقي مصرعه إثر سقوطه في بئر مصعد بالإسكندرية، وتخلل الموقف كواليس إنسانية روتها الأم التي أخرج الضحية طفليها من المصعد قبل لحظات من مصرعه.
آخر دقائق في حياة عازف الساكسفون داخل الأسانسير
وروت الأم شاهدة العيان ما حدث لـ القاهرة 24 قائلة: «كنت طالعة الدور الـ11 ومعايا أولادي عبد الله 5 سنوات ومريم 7 سنوات، وحينها أتى محمد الذي توفي في الحادث واستأذن أن يستقل المصعد معنا، وكان معه أحد الأشخاص حاملا مستلزمات منزلية وخضراوات، فقدم له إكرامية وأغلق باب المصعد».
وأضافت الأم أنها في المسافة ما بين الطابقين التاسع والعاشر، فوجئوا بتعطل الأسانسير وانقطاع الكهرباء رغم وجود مولد، فاتصل محمد بحارس بـ حسن حارس العقار، ولكنه لم يجبه، وكرر الاتصال، وحاول أيضا الاتصال بفرد الأمن المسؤول عن تأمين العقار ولم يجبه أيضا، فيما اتصلت هي بشقيقتها شيماء التي تسكن في العقار وإبلاغها بحبسهم داخل المصعد، واتصل هو بزوجته الأجنبية وكان يطمئنها عليه.
«أول حاجة قالها لما الأسانسير عطل إننا هنفضل جواه لحد ما النور يجي مش هنطلع» أضافتها الأم شاهدة العيان، مضيفة أن بكاء ابنتها وخوفها وارتباك ابنها جعله يحاول مساعدتهم بالخروج، فعاود الاتصال بحارس العقار، مؤكدة أنه حاول خلال تلك الفترة تهدئة ابنتها والهزار معها لتخفيف حدة الموقف.
ولفتت شاهدة العيان، إلى أن شقيقتها أتت وجاء بعدها حارس العقار أتى وطلب منهم الخروج باستخدام كرسي خشبي كان معه، وقبل أن تفكر هي في الإجابة أخذ «محمد» ابنها وأخرجه للحارس من فتحه المصعد، وبعدها أخرج ابنتها، وطلب منها الخروج إلا أنها رفضت قائلة: أنا آسفة مش هقدر لأني لابسه عباية.
واستكملت الأم شاهدة العيان، أن محمد بادر بالخروج من فتحة المصعد، ولكنه ترك الكرسي الخشبي، مشيرة إلى أنه قبل خروجه سأل عن موعد عودة التيار الكهربائي وتأكد أن الانقطاع مستمر لقرابة 45 دقيقة أخرى، فخرج وهو مطمئن، ولكن بمجرد خروجه من فتحة المصعد فلتت قدمه وسقط من المصعد، قائلة: أنا مسمعتش أي حاجة غير صوت صويت وقعدت أصرخ وأقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وحسيت إن الأسانسير هيقع ودي آخر لحظات حياته، وطلبت من أختي تبعد ولادي عن المكان.
وأضافت أنها أدركت أنه سقط عندما صرخ حارس العقار قائلا: ده مات مات.. ده وقع.. ده مات" وعقب ذلك أصيبت بكتمة نفس داخل الأسانسير عند إدراكها الموقف، وظلت ساعة ونصف داخل كابينة الأسانسير لحين وصول قوات الحماية المدنية والشرطة والإسعاف.
وأوضحت أن أحد سكان العمارة ضابط شرطة هو من أنقذها بعد ذلك حيث حاول إفاقتها بالمياه ظنا منه أنها أصيبت بغيبوبة، وظل يهدئها ويقول لها اذكري الله حتى استطاعت أن تفيق، وحملها ضابط آخر وأخرجها من الأسانسير.
وأشارت إلى أنها لم تك تعرف المرحوم قبل ذلك اليوم، ولكن ابنتها أخبرتها أنه قبل ذلك قابلها وأعطى لها بعض الحلويات.