الإذاعية وفاء إبراهيم في أول حوار لها: كنت الصوت النسائي الثاني.. وقدمت طلائع الإيمان لمدة 35 عامًا| حوار
كنت الصوت النسائي الثاني بإذاعة القرآن الكريم
أول انطلاقة لي في 7 أبريل 1989
قدمت برنامج طلائع الإيمان على مدار 35 عامًا
من برامجي الموسوعة الإسلامية والحج معالم ومناسك
قدمت أيضًا في رحاب القبلتين ومن شرفات التاريخ
أتمنى الاستمرار في تقديم طلائع الإيمان
من اللحظات المهمة حواري مع الدكتور كمال بشر شيخ اللغويين
بلغت الإذاعية وفاء إبراهيم، كبير مقدمي برامج بإذاعة القرآن الكريم، أمس الخميس 6 يونيو 2024، سن المعاش بعد مسيرة حافلة من العطاء بإذاعة القرآن الكريم، امتدت لقرابة الـ35 عامًا.
ومنذ أن علم جمهور ومحبي إذاعة القرآن الكريم، بخبر وصول إبراهيم سن المعاش والحرمان من صوتها في الأيام المقبلة، سيطرت حالة من الحزن على مستمعي أعرق إذاعة بالعالم، إذ طالب الآلاف بالمد والسماح لها بالاستمرار في تقديم برنامجها طلائع الإيمان.
وخلال حوارها مع القاهرة 24، أعربت كبير مقدمي برامج بإذاعة القرآن الكريم، عن رغبتها وأملها في الاستمرار في تقديم طلائع الإيمان، كونها مرتبطة روحيا بذلك البرنامج الذي قدمته لسنوات طويلة.
وإلى نص الحوار
- كيف التحقت الإذاعية وفاء إبراهيم بإذاعة القرآن الكريم؟
في البداية، كنت الصوت النسائي الثاني بإذاعة القرآن الكريم، فلم يكن قبلي سوى الأستاذة القديرة فاطمة طاهر، إذ لم تكن القيادات تسمح بوجود الصوت النسائي، أو لم يكن الباب مفتوحًا للصوت النسائي، ومن ثم كانت الأستاذة فاطمة طاهر هي الصوت النسائي الوحيد على مدار 15 عاما تقريبا.
مع ظهور الأستاذة فاطمة عبر إذاعة القرآن الكريم، استنكر البعض ذلك؛ معللين هذا بأن صوت المرأة عورة.
بدأت في البرنامج الثقافي وكان ذلك لمدة شهرين، إذ رغبت في الالتحاق بشبكة متخصصة وهي إذاعة القرآن الكريم، لكن لم يتاح الأمر حينها، فدخلت الشبكة الثقافية، وقدمت برامج مع الأستاذ خيرت إسماعيل، والأستاذ إبراهيم عيسى، ببرنامج محيط العلوم.
بعد ذلك وبالتحديد في يناير 1989، نقلت إلى إذاعة القرآن الكريم، وبدأت في تقديم برنامج طلائع الإيمان والموسوعة الإسلامية، وخلال الأشهر الأولى حصلت على بعض التدريبات وحضرت مع كبار المذيعين في الاستديوهات، ثم جاءت أولى انطلاقاتي في 7 أبرايل 1989، مع برنامج طلائع الإيمان والموسوعىة الإسلامية.
- ما أبرز البرامج التي قدمتها الإذاعية وفاء إبراهيم على مدار 35 عامًا؟
الانطلاقة جاءت مع طلائع الإيمان والموسوعة الإسلامية، وأيضًا برنامج الحج معالم ومناسك، وفي رحاب القبلتين، ومن شرفات التاريخ، وبرنامج عيادة إذاعة القرآن الكريم.
- ماذا قدم برنامج طلائع الإيمان خلال هذه المسيرة الطويلة؟
بدأ برنامج طلائع الإيمان بدعم من الأستاذة فاطمة طاهر، إذ كانت تدعمني وتسدي إلي النصائح التي استفدت منها كثيرا، وللعلم هي من كانت تقدم البرنامج باسم براعم الإيمان، لكنها أثرتني عن نفسها وأعطتنا البرنامج، وقدمت هي برنامج قصة قصيرة.
كنت أقدم ذلك البرنامج في البداية مع الدكتور علي عبد الحليم، وفي عام 2000 انضمت لي الزميلتين: زينب يونس، وسمية إبراهيم.
البرنامج هدفه الأساسي تشجيع وعرض مواهب الأبناء من حفظة القرآن الكريم، سواء المواهب في مجال الإنشاد الديني أو الإلقاء أو الخطابة، أيضًا كنا نستضيف من يمتلك موهبة مثلا في الكمبيوتر ومن لهم ابتكارات علمية، واستضفنا أيضًا أوائل الثانوية العامة والأزهرية.
ومن خلال البرنامج قدمت للأولاد معلومات كثيرة، كما أجرينا زيارات للمراكز البحثية المختلفة في مصرنا الحبيبة، كما عرفنا الأولاد أن مصر من أوائل الدول التي أخذت بالعلم والمعرفة، وأنشأت المركز القومي للبحوث، وسجلنا حينها مع الدكتور سامي السباعي شلبي، وكلمنا عن المركز.
أيضًا زرنا علوم الفضاء والاستشعار وعرفنا الأولاد بعلوم الفضاء، وزورنا مراكز سوزان مبارك للعلوم، إذ كان بها علوم مجسمة للكرة الأرضية، ولجسم الإنسان وغيرها.
كذلك سجلنا مع المهندسة المسؤولة عن براءات الاختراع، وعرفنا الأولاد كيفية تسجيل براءة اختراع، كما سجلنا مع أطباء في تخصصات مختلفة من أجل تعريف الأولاد بإعجاز الخالق في خلق جسم الإنسان، وكيفية الحفاظ عليه وعلى النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، فالبرنامج مليء بالمحطات والأحداث التي لا يمكن حصرها امتدت لقرابة الـ35 عاما.
- ما فكرة برنامج عيادة إذاعة القرآن الكريم وماذا قدم للمستمعين؟
برنامج عيادة إذاعة القرآن الكريم قدمته مع الأستاذ ثابت نور الدين، والبرنامج قائم على استضافة عدد من الأطباء في التخصصات المختلفة، كما هدف لتقديم معلومة علمية مفيدة للمستمع، بجانب هذا حاولنا الاتفاق مع الأطباء الذين نستضيفهم لإرسال بعض الحالات لعلاجها.
معظم هؤلاء الأطباء يعملون في المستشفيات الجامعية، وأول من استضفتهم الدكتور إبراهيم بدران، ووقتها تقريبا كان يشغل منصب رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وسجلت حوار عن الكبد وكيف يقي الإنسان نفسه من الأمراض، وهذا البرنامج استمر دورتين أو 3 دروات برامجية.
من خلال برنامج عيادة إذاعة القرآن الكريم حضرنا بعض المؤتمرات العلمية، وسجلنا مع عدد من الأطباء.
- ما الشهادات التي حصلت عليها الإذاعية وفاء إبراهيم؟
أنا خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة، دفعة 1986، قسم الإذاعة والتليفزيون، وعقب التخرج لم تكن هناك فرصة عمل متاحة، فحصلت على السنة التمهيدية للماجستير سنة 87، وسجلت الرسالة لكن لم أكملها حيث وجدت فرصة العمل في الإذاعة وكان التعاقد وقتها بالقطعة إلى أن يأتي دور الدفعة في التعيين.
بعد ذلك دخلنا امتحان بعد الإعلان، وأكرمني الله، حيث الوالد رحمه الله عمل معلما للغة العربية، وكانت لغتي العربية جيدة، بجانب ذلك حصلنا على بعض التدريبات من خلال الإذاعة.
- أبرز اللحظات المؤثرة خلال مسيرتك بإذاعة القرآن الكريم؟
ربنا أنعم علي بنعمة الرضا، وإذا قابلت أي صعاب لا أعبأ لها وأكافح من أجل ذلك، وإذا أردت شيئًا أسعى إلى تحقيقه، لكن يمكن أن نقول أن اللقاء مع الدكتور كمال بشر شيخ اللغويين، والذي شغل وقتها منصب نائب رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، من اللحظات المهمة.
الحمد لله لم تكن هناك رهبة، ولكن تملكني الخوف بعض الوقت، نظرًا لقامة وقيمة الدكتور كما بشر فهو عالم كبير من علماء اللغة كبيرة، وكل سؤال أفكر في كيفية تقديمه ونطقه الصحيح.
ومن المواقف المبهرة والجميلة في أثناء التسجيل مع الأطفال، وحين وجهت سؤالا لأحد الأطفال حول الصعوبة التي واجهته خلال حفظ القرآن الكريم، فرد علي وقال إن الله قال: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ، وهذه الإجابة جاءت مبهرة لي، فلم يكن كبيرا وقتها.
- هل ترغبين في الاستمرار في تقديم طلائع الإيمان أو طالبتي بهذا الأمر؟
أتمنى من الله أن أستطيع تقديم البرنامج بعد بلوغي سن المعاش تطوعا لإذاعة القرآن الكريم، ولحبي ولاستمرار عطائي للإذاعة، ولمستمعينا الكرام ولنفسي؛ لأني أحب إذاعة القرآن الكريم، وأحب تقديم طلائع الإيمان والالتقاء بالأبناء المتميزين، وحدث ذلك مع الزميل شحاتة العرابي.
فأنا روحي في البرنامج وأقدمه منذ سنوات طويلة، بينما كانت البرامج الأخرى جانبيه.
هل هناك ما يمنع من استمرارك في تقديم برنامج طلائع الإيمان؟
أتمنى من الله أن يتم ذلك.