اللهم تقبل.. فضل صيام عشر ذي الحجة.. وأعمال مستحبة لمن لا يستطيع الصوم
من المعلومات المعروفة عن فضل صيام عشر ذي الحجة، أنه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في المقام الأول، إضافة إلى تفرد ذي الحجة بما لا يوجد في غيره من الشهور، ولكن في ظل ارتفاع درجة الحرارة وطول ساعات النهار قد لا يستطيع كثيرون صيام التسع أيام كاملة من ذي الحجة، فما البدائل؟، هذا ما نناقشه عبر القاهرة 24 من خلال الحديث عن فضل صيام عشر ذي الحجة وأفضل الأعمال المستحبة فيه غير الصوم وأجرها كبير.
فضل صيام عشر ذي الحجة
حول فضل صيام عشر ذي الحجة، أوضح الشيخ عصام شاكر عضو لجنة الفتوى بالمركز العالمي للأزهر للفتوى الالكترونية أن فضل شهر ذي الحجة على باقي الشهور عظيم والصيام فيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم لما فيه من عبادات لا تتكرر في غيره وأيام فاضلة صيامها يكفر عامين من ذنوب الإنسان.
وعن فضل صيام تسع ذي الحجة، استدل الشيخ شاكر بما ورد عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عن الجميع قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أخرجه أبو داود.
وقال ﷺ عن صيام يوم عرفة يوم التاسع من ذي الحجة: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ، أخرجه مسلم.
فضل شهر ذي الحجة
وقال للقاهرة 24، إن فضل شهر ذي الحجة هو الشهر الثاني عشر في التقويم الهجري وآخر شهور العام الهجري، وهو أحد الأشهر الحرم التي نهى الله عن الظلم فيها تشريفًا لها، وهو الشهر الذي تؤدى فيه فريضة الحج.
وأضاف أن الشهر أيضًا يشتمل على أفضل الأيام؛ فالأيام العشرة الأولى أفضل أيام السنة، لاجتماع أمهات العبادات فيها، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يأتي ذلك في غيرها من أيام السنة؛ وقد أقسم اللهُ تعالى بهذه الليالي فقال: "وَالفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْر" وقد فسرها معظم الفقهاء بالعشر الأوائل من ذي الحجة.
واستدل شاكر بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَىٰ اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ".
وذكر عضو لجنة الفتوى أن العشر من ذي الحجة هي الأيام المعلومات المقصودة في سورة الحج في الآية الكريمة: "لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ…"؛ فهي أيام شهر ذي الحجة.
أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة
وعن أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة، قال الشيخ عصام شاكر، أن الجزاء في أيام ذي الحجة لا يتوقف على الصوم فقط بل هناك ما أخبر عنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل العمل الصالح فيها، فقال: "ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه" -يعني عشر ذي الحجة- قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: "ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ".
وأوضح أن اغتنام هذه الأيام بشغل أوقاتها بالطاعات والعبادات، مثل:
- كثرة الذكر: قال سيدنا رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه سبحانه: "أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"، متفق عليه.
- التوبة والاستغفار: قال سيدنا رسول الله ﷺ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ"، متفق عليه.
- السعي إلى صلاة الفريضة في المسجد، إذ قال سيدنا رسول الله ﷺ: "مَن غَدَا إلى المَسجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ"، متفق عليه.
- تلاوة القرآن: قال سيدنا رسول الله ﷺ: "مَنْ قرأَ حَرفًا مِن كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ: آلم حرفٌ؛ ولَكِن: ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرف"، أخرجه الترمذي.
- الدعاء: قال سيدنا رسول الله ﷺ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا" قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: "اللَّهُ أَكْثَرُ"، أخرجه أحمد.