خطبة عن فضل الحج للشيخ محمد سويدان.. دروس وعبر عن الركن الخامس
تتصدر خطبة عن فضل الحج مؤشرات بحث جوجل، بل واهتمام ملايين المسلمين في التوقيت الراهن، إذ يستعد الحجاج للانطلاق في مناسك الحج والوقوف على جبل عرفات في مشهد مهيب يتضرعون، وينيبون إلى ربهم رجاءً وتوسلًا، لطلب الرحمة والمغفرة والعتق من النيران.
ويشاهد مليارات المسلمين حول العالم الحجاج، من أمام شاشات التلفزيون، إذ القنوات التي تنقل البث المباشر لمناسك الحج لحظة بلحظة، وبهذه المناسبة التي بدأ العد التنازلي لها، ويقدم لكم القاهرة 24، خطبة عن فضل الحج، يمكن مشاركة بعض مقتطفاتها مع الأقارب والأصدقاء عبر فيس بوك بالبوستات الدينية القيمة.
خطبة عن فضل الحج
يجهز العديد من المشايخ والأئمة، خطبة عن فضل الحج، لتكون محور الحديث في الأيام المقبلة، حيث خطبة يوم الجمعة الذي يوافق يوم التروية، وخطبة عرفة لهذا العام، والتي تنطلق من مسجد نمرة بلسان الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام، وكذلك خطبة صلاة عيد الأضحى الموافق يوم الأحد 10 ذو الحجة 1445، وبالميلادي 16 يونيو 2024، ويمكنكم الاطلاع على موعد صلاة عيد الأضحى في جميع المحافظات من هنـــــــــــــــا.
وتتضمن خطبة عن فضل الحج، مقدمة تشويقية للفت الانتباه والاستماع لها، مع توضيح الخطيب للدروس المستفادة من الحج، وكذلك الأعمال اليسيرة التي يمكن أن يؤديها غير الحاج ليقترب بها من ثواب الحج، كما تستهدف أغلب الخطب عن فضل الحج، التذكير وإثارة الأشواق لحج بيت الله الحرام، والتذكير بالأعمال التي يعادل ثوابها أجر وثواب الحج، فيرتبط بها المؤمن؛ لتكون السنة كلها حج لله تعالى، وفي هذا الميقات الزماني المبارك، يقدم لكم القاهرة 24، خطبة عن فضل الحج للشيخ محمد عبد التواب سويدان.
خطبة مكتوبة عن الحج دروس وعبر
الحمد لله الولي الحميد الفعال لما يريد الذي خضعت له الرقاب وذلت له جميع العبيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند له، وأن محمدًا عبده ورسوله سيد الرسل اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه أولي الأخلاق والقول السديد وسلم تسليما كثيرا أما بعد، أيها الكرماء الأجلاء عباد الله دخل علينا شهر من الأشهر الحرم فماذا نعرف عن الأشهر الحرم وكم عدد الأشهر الحرم وما الواجب علينا تجاه هذه الأشهر؟
أيها المسلمون أما الأشهر الحرم، فقد بينها رسول الله في خطبة حجة الوداع، ففي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان"، هذا وقد سميت هذه الأشهر بالأشهر الحرم لأمرين، الأول لأن الله تعالى حرم فيها القتال بين الناس يقول الله عز وجل "يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير"، ودل ذلك على تحريم القتال في هذه الأشهر رحمة من الله بعباده حتى يسافروا فيها ويحجوا.
والثاني لتعظيم أجر الطاعات فيها، وكذلك تعظيم إثم انتهاك المحارم فيها بأشد من تعظيمه في غيرها، وقد ذكر ابن كثير في تفسيره، "وإنما أتت الأشهر المحرمة أربعة، ثلاثة سرد، وواحد فرد، لأجل أداء مناسك الحج والعمرة في أمن وأمان لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب ثم يعود إلى وطنه فيه أمنًا".
ولقد كانت العرب في الجاهلية تعظم الأشهر الحرم، وقد أخذت ذلك الإرث عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وكانوا يحرمون القتال فيها حتى لو لقى الرجل قتال أبيه أو أخيه لم يتعرض له، ولذلك جاء في البخاري، أن وفد عبد القيس قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قدموا عليه من البحرين، وهي الإحساء حاليا، قالوا يا رسول الله: إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر المحرم، لأنهم كانوا يأمنون على أنفسهم من قُطاع الطرق في هذه الأشهر، ولما جاء الإسلام أكد حرمة هذه الأشهر وعظمها فقال تعالى: " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ".
خطبة عن الحج
الحمد لله الذي أمر خليله ببناية البيت الحرام أحمده سبحانه وأشكره على نعمه وخيراته وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله أفضل من صلى وصام وطاف بالبيت الحرام صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه البررة الكرام..
في هذه الأيام تتوجه القلوب وترنو الأبصار وتتأجج الأشواق ويزداد الحنين إلى الأرض المقدسة، إلى البيت العتيق والبلد الأمين التي من أجلها تنفرط أكباد وسالت دموع طلبا لرضا الغفار ليؤدوا فريضة من فرائض الله تعالى، إنها فريضة الحج، فقد أوجبها الله في كتابه العزيز فقال: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا".
وفريضة الحج، إحدى الدعائم الخمس التي بني عليها الدين الحنيف، قال صلى الله عليه وسلم " بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان"، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه سئل عن الإسلام فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلًا.
ولم يوجب الله الحج في العمر إلا مرة واحدة فقط، رحمة بنا وتخفيفا علينا، حيث صح أن النبي وقف خطيبا في الناس فقال لهم " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكَلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ".
أيها المسلمون جعل الله الكعبة قبلة للمسلمين واختار الله لها البلد الأمين وشرفه بأن أقسم به في كتابه فقال تعالى: "وهذا البلد الأمين" وقال لا أقسم بهذا البلد"، وجعله حرمًا آمنًا لا يسفك فيه دم، ولا يروع فيه مسلم، ولا ينفر له صيد، ولا تلتقط لقطاته إلا للتعريف، قال تعالى: "جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس"
وجعل الله تعالى في الحج فضائل ومكارم في الدين والدنيا، والأولى والآخرة، لا يحصيها إلا الله عز وجل، ولم يعلم الناس منها إلى القليل قال تعالى " وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ".. أيها المسلمون ومن أعظم الفضائل والمكارم أن حج بيت الله عز وجل من أفضل الأعمال والقربات عند الله، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل؟ فقال إيمانا بالله ورسوله، قيل ثم ماذا، قال الجهاد في سبيل الله، قيل ثم ماذا، قال حج مبرور.
وعند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عملان هما من أفضل الأعمال إلا من عمل عملا بمثلهما حجة مبرورة، أو عمرة مبرورة"، ومن الفضائل أن الله سبحانه، جعل الحج من الجهاد في سبيله إذ صح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، ألَا نَغْزُو ونُجَاهِدُ معكُمْ؟ فَقالَ: لَكُنَّ أحْسَنَ الجِهَادِ وأَجْمَلَهُ الحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ، فَقالَتْ عَائِشَةُ فلا أدَعُ الحَجَّ بَعْدَ إذْ سَمِعْتُ هذا مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
ومن فضل الحج أيضا، إنه باب رحب، لحط الأوزار، فقال صلى الله عليه وسلم "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، وعند الترمذي من حج فلم يرفث ولم يفسق غفر له ما تقدم من ذنبه، والرفث هو الجماع في حال الإحرام ومقدماته من مباشرة النساء أو تقبيل أو نظر بشهوة يدخل فيه النطق بالفحش وقبيح الكلام، والفسوق يشمل المعاصي كلها، معاصي القلب ومعاصي اللسان، ومعاصي الجوارح من أيدي وأقدام وعيون وأذان وفروج، وغيرها.
وفي ختام خطبة عن فضل الحج، نذكركم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة"، وقال عمرو بن العاص: فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، أبايعه، فقلت: ابسط يمينك أبايعك يا رسول الله! فبسط يده، ثم إني قبضت يدي، فقال: مالك يا عمرو؟! فقلت: أردت أن أشترط! فقال: تشترط ماذا؟ فقلت: أشترط أن يغفر لي! فقال: أما علمت يا عمرو، أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله فقد رأيتني، ما من أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجل في عيني منه، ولو سئلت أن أنعته ما أطقت، لأني لم أكن أطيق، أن أملأ عيني منه، إجلالا له.