حكم من فاتته صلاة العيد.. متى ينتهي وقت قضائها في البيت؟

يتساءل العديد من المسلمين عن حكم من فاتته صلاة العيد، فهناك من يفوته موعد صلاة عيد الأضحى لعذر خارج عن إرادته، وفي هذه الحالة سيكون من الضروري معرفة كيفية قضاء صلاة العيد في البيت، ومتى ينتهي وقت صلاة العيد؟ وفي هذا التقرير يوضح لكم القاهرة 24، حكم من فاتته صلاة العيد وفقا لمجمع البحوث الإسلامية للأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.

حكم من فاتته صلاة العيد

لكل من يتساءل عن حكم من فاتته صلاة العيد، يجب التنويه بأن صلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا، ويبدأ وقت صلاة العيد من طلوع الشمس قيد رمح إلى انتهاء زوالها، ولذلك يجوز وفقا لجمهور العلماء أداء صلاة العيد منفردا في البيت بعد وقتها مع الإمام، شرط أدائها قبل موعد أذان الظهر.

ومن جانبها أوضحت الصفحة الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية الأزهر الشريف بموقع فيس بوك، أنه ثبت التشديد في أمر صلاة العيدين، فقد روى البخاري ومسلم عنْ أمّ عطيّة رضي اللّه عنها قالت: أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليْه وسلم أنْ نخْرجهنّ في الْفطْر والأضْحى الْعواتق والْحيّض وذوات الْخدور، فأمّا الْحيّض فيعْتزلْن الصّلاة ويشْهدْن الْخيْر ودعْوة الْمسْلمين. قلْت: يا رسول اللّه، إحْدانا لا يكون لها جلْبابٌ. قال: لتلْبسْها أخْتها منْ جلْبابها.

ولهذا فقد ذهب الحنفية، وهو رواية عند الحنابلة إلى أن صلاة العيدين واجبة على كل من تجب عليه صلاة الجمعة، لكن الراجح أنها سنة مؤكدة كما قال المالكية والشافعية، مستدلين بما رواه البخاري ومسلم من حديث طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجلٌ إلى رسول اللّه صلّى الله عليْه وسلّم، فإذا هو يسْأله عن الإسْلام، فقال رسول اللّه صلّى الله عليْه وسلّم «خمْس صلوات في اليوْم واللّيْلة»، فقال: هلْ عليّ غيْرها؟ قال: «لا، إلّا أنْ تطّوّع». قالوا: فلو كانت صلاة العيد واجبة لبينها له رسول اللّه -صلّى اللّه عليْه وسلّم.

ولهذا فلا ينبغي لمن وجبت عليه صلاة العيدين أن يتركها أو يتهاون في شأنها، فإن فاتته فعليه أن يصليها ركعتين، ويكبر فيهما التكبيرات الزوائد؛ سبعًا في الأولى، وخمسًا في الثانية، كم ثبت ذلك عن سيدنا أنس بن مالك.

قضاء صلاة العيد في البيت

ولمن فاتته موعد صلاة عيد الأضحى مع الإمام، له قضاء صلاة العيد في البيت قبل فوات وقتها، حيث تبدأ صلاة العيد من بعد شروق الشمس بثلث ساعة وتمتد إلى قبيل أذان الظهر بثلث ساعة، فإن دخل وقت الظهر لا ينبغي قضاء صلاة العيد لفوات وقتها، ووفقا للمذاهب الفقهي، يكون قضاء صلاة العيد في البيت كالتالي:

1. لا يجب قضاء صلاة العيد في البيت لمن فاتته موعد صلاة العيد في جماعة، لأنها صلاة خاصة لم تشرع إلا في وقت معين وبقيود خاصة، فلا بد من تكاملها جميعا ومنها الوقت، وهو قول الحنفية والمالكية.
2. وأما الشافعية، فقد أطلقوا القول بمشروعية قضائها في أي وقت شاء وكيفما كان منفردا أو جماعة استنادا إلى أن نوافل الصلاة كلها يشرع قضاؤها.
3. وأما الحنابلة فقالوا، لا تقضى صلاة العيد، فإن أحب قضاءها فهو مخير إن شاء صلاها أربعا، إما بسلام واحد، وإما بسلامين.

حكم من فاتته صلاة العيد دار الإفتاء

وعن حكم من فاتته صلاة العيد أيضًا، فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية في منشور سابق لها على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك، أن من فاتته صلاة العيد، يشرع له القضاء متى شاء في باقي اليوم أو في الغد وما بعده أو متى اتفق كسائر الرواتب، إن شاء صلاها وحدَهُ، أو في جماعة، وإن أدرك الإمام في التشهد جلس معه، فإذا سَلَّم الإمام قام فصلَّى ركعتين، يأتي فيهما بالتكبير؛ لأنه أدرك بعض الصلاة.

واستدلت الدار في فتواها بالإمامين مالك والشافعي رضي الله عنهما، لما رُوِيَ عن أنسٍ رضي الله عنه أنه كان إذا لم يشهد العيد مع الإمام بالبصرة جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فيصلي بهم ركعتين، يُكَبِّرُ فيهما؛ ولأنه قضاء صلاةٍ، فكان على صفتها كسائر الصلوات وهو مُخَيَّرٌ، إن شاء صلاها وحدَهُ، وإن شاء في جماعة، وإن شاء مضى إلى الْمُصَلَّى، وإن شاء حيثُ شاء.

ويجوزُ لمن فاتَتْهُ صلاةُ العيد أن يصلِّيَ أربعَ ركعاتٍ، كصلاة التطوع، وإن أحب فصل بسلامٍ بَيْنَ كُلِّ ركعتين، وذلك لما رُوِي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "مَنْ فَاتَهُ الْعِيدُ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا"، ورُوِيَ عن عَلِيِّ بن أبي طالِبٍ رضي الله عنه أنه "أَمَرَ رَجُلا أَنْ يُصَلِّيَ بِضَعَفَةِ النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ يَوْمَ أَضْحًى، وَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعًا"؛ ولأنه قضاء صلاةِ عيد، فكان أربعًا كصلاة الجمعة وإن شاء أن يصلي ركعتين كصلاة التطوع فلا بأس؛ لأن ذلك تطوُّع.