لماذا سمي يوم القر بهذا الاسم؟.. علي جمعة يوضح فضل يومي النحر والقر
يتساءل العديد من المسلمين، لماذا سمي يوم القر بهذا الاسم؟ حيث يكون موعد يوم القر ثاني أيام عيد الأضحى، وأول أيام التشريق، أي أن يوم القر يوافق اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، ولهذا اليوم العديد من الفضائل والمستحبات، فما زلنا في خير أيام الدنيا، ولمن فاته فضل يوم عرفة بإمكانه التعرض لنفحات يوم النحر ويوم القر.
لماذا سمي يوم القر بهذا الاسم؟
قبل التطرق لإجابة السؤال الذي يشغل ملايين المسلمين، لماذا سمي يوم القر بهذا الاسم؟ يجب التنويه بأن يوم القر هو أول أيام التشريق، ويتزامن موعده في موعد هجري ثابت من كل عام يوم 11 من شهر ذي الحجة، وأما موعده بالتاريخ الميلادي يوافق لهذا العام يوم الإثنين 17 يونيو 2024.
وعلى غرار يوم التروية اليوم الثامن من ذي الحجة، ويوم عرفة اليوم التاسع من ذي الحجة، ويوم النحر اليوم العاشر من ذي الحجة، هناك يوم القر اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، ولكل يوم سبب في التسمية الأصلية له وفقا للفقهاء، ولكل من يتساءل لماذا سمي يوم القر بهذا الاسم؟ فقد أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على صفحته الرسمية بموقع فيس بوك في منشور سابق له، أن يوم القر سُمي بذلك، لأن الناس يقرون أي يستقرون فيه بمنى بعد أن فرغوا من طواف الإفاضة والنحر واستراحوا، وينطق يوم القر، بفتح القاف وتشديد الراء.
ما هو يوم القر؟
بعدما تعرفنا لماذا سمي يوم القر بهذا الاسم؟ وجب التذكير مر ثانية بأن يوم القر هو ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، ولهذا اليوم فضل كبير، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ اْلأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ»
وكما يستجاب الدعاء في يوم عرفة ويوم النحر، يستجاب الدعاء أيضًا في يوم القر، فقد روي عن أبي موسى الأشعري، أنه قال في خطبته يوم النحر "هذا يوم الحج الأكبر، وهذه الأيام المعلومات التسعة التي ذكر الله في القرآن، لا يرد فيهن الدعاء، هذا يوم الحج الأكبر، وما بعده من الثلاثة اللائي ذكر الله الأيام المعدودات، لا يرد فيهن الدعاء؛ فارفعوا رغبتكم إلى الله عز وجل".
وأما حكم صيام يوم القر، فيحرم صيام الحادي عشر من ذي الحجة، كحرمة صيام يوم النحر وأيام التشريق جميعها، إلا للحاج الذي لم يجد الهدي، فيجوز له صيام يوم القر وفقا للمالكية والحنابلة، مستدلين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ"، بينما حرم الشافعية والحنفية صيام يوم القر حتى عمن لم يجد الهَدي.
أعمال الحجاج في يوم القر
يواصل الحجاج أعمالهم ضمن مناسك الحج في يوم القر، وهو أول أيام التشريق الثلاث، حيث يقوم الحجاج بـ رمي الجمرات الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى، وذلك اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يخرج الحاج في يوم القر بعد صلاة الظهر بعد الزوال ويرمي الجمار الثلاثة على الترتيب.
وترتيب رمي الجمرات في يوم القر وما بعده من أيام التشريق، الجمرة الأولى أو الصغرى وهي أقرب الجمرات إلى مسجد الخيف بمنى، ثم الجمرة الثانية أو الوسطى، ثم الثالثة الكبرى جمرة العقبة، ويرمي كل واحدة بسبع حصيات، فيرمي إحدى وعشرين في كل يوم من أيام التشريق، ويكون المجموع سبعين حصاة.
ما هو يوم النحر ويوم القر
وأجاب الدكتور علي جمعة على السؤال الأكثر أهمية في التوقيت الراهن، ما هو يوم النحر ويوم القر؟ وقال عبر صفحته الرسمية بموقع فيس بوك في منشور حديث له منذ ساعتين فقط، أن يوم النحر من أيام الله المشهودة، وهو العاشر من ذي الحجة، وقد سماه الله تعالى يوم الحج الأكبر، حيث قال: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}، وكذلك سماه الرسول الكريم ﷺ بهذا الاسم، فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الجَمَرَاتِ فِي حجة الوداع، وَقَالَ: «هَذَا يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ».
وأضاف جمعة، أن يوم النحر من أعظم الأيام عند الله تعالى، قال رسول الله ﷺ: «أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ والمراد بـ«يوم القَرِّ» هو: اليوم الذي يلي يوم النحر، وهي أيام عيد للمسلمين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «إِنَّ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ، هُنَّ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهُنَّ أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ».
وعن فضل يوم النحر ويوم القر، تابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الأمة الإسلامية تحيا موسم مبارك للتقرب إلى الله تعالى، وطلب مرضاته، حيث يمارس الحاج فيه أعمالًا كثيرة أثناء أداء فريضة الحج، كالصلاة والتكبير ونحر الهدى إلى غير ذلك من مناسك، كما أن غير الحاج يمارس فيه أعمالًا كثيرة أيضًا من صلاةٍ وذكرٍ وتكبيرٍ، وتقربٍ إلى الله تعالى بذبح الأضاحي.
يوم النفر
وأما يوم النفر الأول ويوم النفر الثاني، فهما من ضمن أيام الحج أيضا، وهما يومي الثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وهما آخر أيام التشريق، ويسمى يوم النفر بذلك الاسم لأن الحاج ينفر فيه من منى، سواء الحاج المتأخر الذي ينفر في الثالث عشر من ذي الحجة، أو الحاج المتعجل الذي ينفر في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة.