صلاة العيد وسط ركام القصف.. كيف احتفل أهالي غزة بعيد الأضحى؟|تقرير
يستقبل العالم العربي عيد الأضحى المبارك بالتهاني والمباركات وشراء الأضحية وذبحها، وينتظر الصغار العيد أملًا في الملابس والأحذية والألعاب الجديدة، ولا يستطيعون النوم من فرط حماسهم لصبيحة أول أيام العيد، وصلاة العيد مع أولاد عمومتهم، والزينة التي يتم توزيعها في جميع الأرجاء، ولكن هذا العام بالأخص لا يستطيع صغار غزة النوم لسبب آخر، لا يستطيع صغار غزة وضع رؤوسهم على وسادة ناعمة وانتظار تحقق أحلامهم عن العيد، فربما ليس هناك صباح تالٍ، وربما إذا ناموا لن يستيقظوا غدًا على هذا الجانب من العالم، ولكن الأكيد أن فرحة العيد ينقصها لبكثير ولن تكتمل أبدًا.
صغار غزة يرددون تكبيرات العيد
يحمل أهالي غزة قوة في قلوبهم تطغى على كل شيء آخر، فرغم القصف والحصار وعدد الشهداء الذي يتزايد يومًا بعد يوم بلا توقف، إلا أنهم لا زالوا يفعلون جميع ما بوسعهم لإدخال الفرحة على قلوب الأطفال، وعلى إثر ذلك نشر أحد مستخدمي السوشيال ميديا بقطاع غزة، عدة مقاطع فيديو، يجتمع فيها الأطفال من حوله وهم يرددون بحماس وصوت تخالطه الفرحة العارمة، تكبيرات عيد الأضحى المبارك، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
صلاة العيد وسط الركام
ورغم خطورة تمركزهم في نقطة واحدة، إلا أن أهالي غزة لم يعبئوا بالقصف الذي يتناثر حولهم في كل بقعة من أرضهم، وقرروا أن يجتمعوا لصلاة عيد الأضحى المبارك وسط الركام، والمباني المهدمة والأراضي المحطمة، ليكونوا جميعهم في حضرة المولى عز وجل في هذه الأيام المباركة، نظرًا لإيمانهم القوي الذي لا يهتز وعدم رغبتهم في الاستسلام مهما كلفهم الأمر.
صغار غزة يحتفلون بعيدهم مع الألعاب والمهرجين
ظهر صغار غزة في مقطع فيديو متداول وهم يهللون فرحًا ويتغنون في سعادة احتفالًا بعيد الأضحى المبارك، في وسط أجواء مبهجة ودافئة رغم برودة وقسوة العالم الذين يعيشون فيه إلا أن تمسكهم ببعضهم البعض وحبهم للسعادة يظهر على وجوههم البريئة المرتقبة لأي فرصة ترسم الابتسامة عليها، عيونهم كانت معلقة بانبهار للمهرجين الذين كانوا يلعبون معهم ويرقصون، وقلبهم يهتز فرحًا بالألعاب التي تم توزيعها عليهم من قبل منظمي هذا الاحتفال المتواضع.
فتاة تبكي في العيد بعد تذكر والدها الشهيد
ولكن مع حلول العيد في قطاع غزة، لا يسع أهالي غزة إلا أن يتذكروا أحبائهم التي سرقتها منهم الحرب المستمرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فقد ظهرت صغيرة فلسطينية كانت تجلس بين فتاتين أخرتين وتبكي بألم بعدما تذكرت أبيها الذي استشهد على إثر القصف المتوالي على فلسطين، بعد أن كانت سعيدة بقدوم العيد ولكنها أدركت أن أغلى من تملك لن يشاركها فرحتها به.