يستبدلون أضحية العيد بأرواحهم.. حركة العلاهية في العراق تثير الرعب من جديد
أثارت حركة العلاهية جدلًا واسعًا بعد أن أقدم أحد أفرادها على التضحية بشخصين قربانًا لله، وفق معتقد أصحاب الفكر المتطرف المنتسب للشيعة في العراق، فما هي حركة العلاهية، ولماذا يتخذون من الانتحار قربانًا لله، وكيف يتم تصنيفها في دولة العراق، وما مستجدات الحادثة الأخيرة التي أودت بحياة بشريين؟، هذا ما نكشف تفاصيله عبر القاهرة 24.
حركة العلاهية
تعد حركة العلاهية المتطرفة، أخطر مذاهب الشيعة في العراق، وتبني منهجها على الانتحار قربانًا لله في عيد الأضحى عوضًا عما شرعه المولى عز وجل من أضحية العيد من الماشية والأغنام.
وفي واقعة أثارت جدلًا واسعًا في محافظة ذي قار العراقية، قتل أحد متطرفي حركة العلاهية، شخصين من الحركة نفسها ليقدمهما قربانًا لله بحسب اعتقادهم، إلا أن مديرية الاستخبارات في محافظة الديوانية، تمكنت من اعتقال المتهم في قضاء الحمزة الشرقي بعد أن كان في طريقه هاربًا إلى كربلاء.
وأوضحت الاستخبارات أن المتهم اعترف صراحة أنه قتل زميليه في الحركة نفسها ليقدمهما قربانًا لله حسب زعمه، وصدرت بحق المتهم أحكام قضائية وإحالته إلى المحكمة المختصة.
ما هي حركة العلاهية؟
ولمن لا يعرف ما هي حركة العلاهية، فقد صنفت العراق تلك الحركة على أنها حركة دينية متطرفة لأن فكرها يقوم على أساس التضحية بالنفس، مما يجعل الانتماء إليها محظورًا طبقًا للقوانين العراقية.
أسس حركة العلاهية متطرف إيراني يدعى عبد علي منعم الحسيني، ويدعونه أتباع تلك الحركة المتطرفة بالمولى أو المرجع الديني لهم، وبدأ أول تكوين للحركة من شباب مراهقين قليلين، فيما توسعت الحركة لتنتشر بعدد عناصرها في العراق وسوريا وبشكل كبير في تركيا.
يوجد في العراق نحو 3 آلاف متطرف منتم لحركة العلاهية، بينما في تركيا يمثلون 20% من السكان وتصل أعدادهم إلى 25 مليون متطرف بحسب إحصاءات منشورة.
ويتشدد متطرفي العلاهية في تشيعهم، حيث يتخذون شعارًا لهم "الله علي.. علي الله" لأنهم يعتقدون أن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه بمنزلة الإله بحسب زعمهم ويقدمون أنفسهم قربانًا له كل عام.
أضحية العيد لدى العلاهية
وفي الوقت الذي يضحي فيه المسلمون بأضحية العيد، تأخذ أضحية العيد لدى العلاهية منحنى خطير، إذ يرون أن المؤمن بعلي يجب أن يقدم نفسه قربانًا له بحسب زعمهم، وفي العام الماضي وتحديدًا 15 مايو 2023، انتحر أحد متطرفي العلاهية شنقًا في أحد مواكب شيعة الحسينية في ذي قار العراقية.
وكرر تلك الفعلة 3 شباب آخرون من عناصر حركة العلاهية، وفي عام 2022، وجدت جثة مراهق يبلغ من العمر 16 عامًا منتحرًا في قضاء الشويخ العراقي.
ووفقًا لمذهب أتباع الحركة، لا يختار المضحي نفسه، بل يجري أعضاء الحركة قرعة يختار منها الإمام علي من يريده التضحية بنفسه من أجله، بحسب زعمهم، فيكون لزامًا عليه إرهاق روحه انتحارًا.
ولا يخجل أتباع حركة العلاهية المتطرفة من أن يصرحوا علانية بأنهم يعبدون علي بن أبي طالب، وأنهم يتبعون التعاليم الصوفية الباطنية لعلي والأئمة الاثني عشر.