الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

البداية من ليبيا إلى غزة.. أبو سلطان فلسطيني نزح 13 مرة هربًا من الموت| خاص

الشاب الفلسطيني خالد
سياسة
الشاب الفلسطيني خالد أبو سلطان
الجمعة 21/يونيو/2024 - 03:34 م

أنا صار اسمي أنزوح وبحمد ربنا إني مخلفتش في غزة.. خالد أبو سلطان شاب فلسطيني بالعقد الرابع من عمره، يروي رحلته في النزوح رفقة زوجته لنحو 12 مرة منذ بداية الحرب في القطاع الفلسطيني المنكوب، حاملا ما استطاع من ملابس مترحلا في أطلال ركام منازل النازحين مثله والشهداء من رفقاء بني جلدته أسفل قنابل الإسرائيليين القادمة من واشنطن.

جيت إلى غزة نازحًا لأول مرة منذ 12 عامًا قادمًا من ليبيا بعدما دمار منزل والدي في بنغازي جراء التوترات التي شهدتها ليبيا منذ العام 2011، يضيف سلطان في روايته لـ القاهرة 24، أنه عاصر في القطاع منذ قدومه 5 حروب ونحو 150 تصعيدًا متفرقًا بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لكنه يؤكد أن الحرب الحالية فاقت قدرات البشر في التحمل.

إسرائيل دمرت منزلي ومشروعي بقيمة 90 ألف دولار

بدأت الحرب في السابع من أكتوبر العام الماضي، وسلطان يقطن رفقة زوجته في منطقة تعرف بأبراج المخابرات شمال غرب قطاع غزة، وهي ذات المنطقة التي كانت واحدة من أوائل أهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي ردًا على عملية طوفان الأقصى من قبل الفصائل الفلسطينية صباح السابع من أكتوبر، ما دفعه للنزوح من منزله عقب قصف عدد من المنازل القريبة منهم في ثالث أيام الحرب، على حد قوله.

الشاب الفلسطيني خالد أبوسلطان

يتابع الشاب الفلسطيني، أنه حاول رفقة زوجته العودة إلى منزله، إلا أنه فوجئ بتدمير منزله جراء استهدافه بصواريخ الطائرات الإسرائيلية، ليخسر خالد أبو سلطان منزله وعمله و(تحويشة العمر) التي يقول إنها تصل إلى 90 ألف دولار أمريكي، جراء عمله ورفيقة دربه في عدد من المشروعات التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي لعدة سنوات.

نمنا واقفين من التعب

وتابع، أنه رفض مغادرة شمال قطاع غزة متمسكًا بأمل وقف الحرب في وقت قريب إلا أنه جراء شدة القصف وعنف الهجمات الإسرائيلية مع بداية الحرب البرية، اضطر للنزوح إلى منزل خاله الذي مثل مأوى لعشرات النازحين من شمال القطاع، قبل أن يتم تهديدهم مرة أخرى من قبل جيش الاحتلال ويضطروا جميعًا للنزوح إلى منطقة الشيخ رضوان وسط القطاع.

تدمير موقع نزوح خالد أبوسلطان

مكثنا لساعات في الشيخ رضوان وتنفست زوجتي الصعداء أملا في النوم ليلة واحدة.. يردف أبو سلطان، أنه بوصولهم إلى منطقة الشيخ أبو رضوان راحت زوجته تبحث عن موطئ قدم لتتمكن من النوع ساعات معدودة على أن يواصل هو ليله متيقظًا حمايةً لها، قبل أن يفاجئوا بقصف جديد من قبل قوات الاحتلال لمحيط تواجدهما رفقة عشرات النازحين، ما دفعهم للخروج واستكمال مسلسل النزوح غير المنتهي منذ بداية الحرب.

قصف إسرائيل دفع الشاب الفلسطيني وزوجته للنزوح مجددًا إلى منطقة تل الهوا جنوب غزة قائلا: في تل الهوا شوفنا الويل أيام وليالي من ضرب إسرائيل ونوم في الشوارع ومراتي معايا مش عارفين مين هيصبح عايش ومين ميت، إذ لم يستطيعا البقاء كثيرًا بعيدًا عن قنابل الدبابات والطائرات الإسرائيلية، ما دفعهم للنزوح إلى مستشفى القدس والتي بدورها كانت مكتظة بالنازحين، وهو ما قال عنه أبو سلطان: نمت أنا ومراتي واقفين ساندين على بعض عشان بس نريح مخنا شوية والصبح رجعنا نزحنا تاني لتل الهوا من كتر الناس في المستشفى.. قبل أن أعود للمستشفى أخرى نازحًا مرة أخرى.

بحمد ربنا إني مخلفتش

وعقب قصف مستشفى القدس عقب أيام قليلة من وجودنا نازحين بها اضطرينا للنزوح مجددًا.. يستطرد خالد أبو سلطان روايته عن النزوح المتواصل داخل غزة، بأنه اضطر وزجته للتوجه إلى جنوب القطاع وتحديدًا منطقة دير البلح، وهل المنطقة التي وصفها بأنها مثلت بداية جديدة له.

خيمة سكن بها خالد أبوسلطان 

بوصوله إلى دير البلح لجأ أبو سلطان وزوجته إلى موقع يتواجد بها نحو 50 شخصًا لا يكفي لبقائهم به جالسين، إلا أنهم اضطروا للبقائ في ذلك الموقع لعدة أيام، أملا في الوصول إلى تهدئة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة، قائلا: "سهرنا الليل سامعين صوت القصف وبنستذكر منزلنا الهادئ الجميل ونستذكر لحظات لنا بداخله لعلها تسرق بسمات منا حال تذكرها.. قبل أن نصطدم بضرورة النزوح مجددًا والخروج من هذا المكان بسبب اقتراب القصف منا".

وأضاف أبو سلطان، أنه بنزوحهم جنوبًا مرة أخرى توجهوا إلى منزل جده لأمه في منطقة النصيرات، وأنه بوصولهم إلى المنزل تم قصف المنزل المجاور له من قبل قوات الاحتلال ما أجبرهم على الفرار مرة أخرى: كان بينا وبين الموت شعرة شوفنا أطفال ماتت وأهلهم مش عارفين يجمعوا جثامينهم وقتها حمدت ربنا إني مخلفتش في غزة.

استمر أبو سلطان وزوجته لأسابيع في منطقة النصيرات، والتي نزح فيها إلى أحد المنازل بمنطقة وصفت بالآمنة، قبل أن يطردهم جيش الاحتلال مجددًا وهددهم بقصف المنطقة خلال وقت قصير، ما دفعهم وعشرات آخرين للعودة مجددًا إلى دير البلح.

منزل خالد أبوسلطان قبل وبعد تدميره

لما فاض بيا الكيل طلعت على رفح أقصى جنوب غزة أشوف لي حتة فاضية أقعد فيها في أي خيمة أنا ومراتي لكن ملقتش وقعدنا يوم كامل نايمين في الشارع وهنا توقعنا الموت في أي وقت لو مش من القصف من الجوع والبهدلة وقلة المايا، يقول خالد أبو سلطان.

يستكمل أبو سلطان قصته أنه بوصوله إلى رفح بدأت درجات الحرارة في الارتفاع رويدًا رويدًا ودخول فصل الصيف، ليلجأ وزوجته إلى النصيرات مرة أخرى ليبقى السؤال إلى أين يتوجهوا لبقائهم على قيد الحياة، قائلا: "قعدنا فترة في النصيرات قبل ما يقصفوا البيت اللي قدامنا تاني.. وبعدها روحت البريج نازح أنا وزوجتي في انتظار النزوح للمرة الـ 13 داخل غزة والـ 14 في حياتي.

تابع مواقعنا