في ذكرى وفاة السندريلا.. خالد منتصر: سعاد حسني عاشت مكتئبة وماتت منتحرة
شارك الدكتور خالد منتصر أحد منشوراته على صفحته الرسمية عبر منصة فيس بوك، بالتزامن مع ذكرى وفاة الفنانة سعاد حسني، مؤكدًا أنها توفيت منتحرة وليست مقتولة.
فى ذكرى وفاة سعاد حسني.. الدكتور خالد منتصر يؤكد انتحارها
وقال الدكتور خالد منتصر خلال منشوره: في ذكرى وفاة سعاد حسني ما زال البعض يصرون على التأكيد أنها ماتت مقتولة، بل ومنهم من يصر على إعادة تشريح الجثة، وكأن انتحار المكتئب حدث نادر ومستحيل، ومع كامل الاحترام لوجهة نظرهم فإن سعاد حسنى عاشت مكتئبة وماتت منتحرة.
وأضاف الدكتور منتصر: يعنى المسألة في غاية البساطة والوضوح ولا تحتاج لكل هذا اللغط والضجيج، والعيش في الوهم وادعاء وجود مؤامرة سرية من صديقتها نادية يسري، أو جريمة قتل من الموساد.. إلخ، أو النكتة الكبرى أن هناك شخصيات كبيرة في مصر خايفة من كتابة مذكراتها وإفشاء أسرارهم، وكل ما سبق ينتمي إلى عالم الكوميديا ولا يصمد لأي مناقشة موضوعية.
وأشار إلى أن سببه الأساسي هو رفض المجتمع لقبول فكرة أن المكتئب المنتحر هو شخص مريض وليس بني آدم يائسًا كافرًا ملفوظًا من المجتمع ومدانًا من الناس وخارجًا عن الناموس والشرع ومطرودًا من الجنة، والسندريلا كان من المعروف أنها تعانى اكتئابًا شديدًا، فهى شخصية مهيأة لذلك.
الدكتور خالد منتصر: انتحار الفنانة سعاد حسني
وشارك، قائلًا: وجاءت الظروف الضاغطة كعامل مساعد لكى تفجر بركان الاكتئاب عندها وتوصلها إلى درجة الانتحار، ومفتاح فهم مشكلة السندريلا كان فى رسالة الأنسر ماشين التى تقول أنا زوزو..، وهى ما زالت تعيش نفسيًا فى مرحلة زوزو الرشيقة المتألقة معبودة الشباب، ولكنها جسديًا تعيش خريف المرض والبدانة والاختفاء عن العيون في ضباب لندن حيث الهروب من أعين المتطفلين الذين كانوا فى الماضى المعجبين.
وأضاف أن هذا الصراع القاسى بين النموذج والواقع، وتناقض صورة المجلات الفنية والأفيشات مع صور المرايا والأشعات، جعل السندريلا تعيش مرحلة قاسية لمريضة اكتئاب بعيدة عن بلدها ودفء أهلها، تحتضنها صديقة مهما كان عليها علامات استفهام إلا أنها فتحت بيتها لها فترة طويلة، فلماذا تفكر فى قتلها، ويكفى أن تطردها فقط، خاصة أنها لم تكن مليونيرة، تعانى من الجفوة والإنكار وسخرية الصحافة التى وصفتها فى مقالة شهيرة بالهمجية وهى التى كانت يومًا ما الملكة المتوجة على عرش قلوب شباب مصر المحروسة.
الدكتور خالد منتصر: هل مريض الاكتئاب الجسيم المنتحر كافر؟
وأوضح الدكتور منتصر أن ذلك كان فضلًا عن فقدانها لأبيها الروحى صلاح جاهين الذي انتحر هو الآخر، كل ما سبق ألا يؤدى بمريضة مكتئبة لا تواظب على الأدوية وليست تحت رعاية طبية كاملة إلى الإقدام على الانتحار، أعتقد أن المقدمات تؤدى بشكل شبه قدرى إغريقى إلى نتيجة واحدة؛ هي ما حدث من انتحار سعاد حسنى والذى انتهت إليه تحقيقات سكوتلانديارد والمحاكم الإنجليزية.
وتابع الدكتور منتصر: الفنانة سعاد حسني كانت وقتها قد حملت تساؤلاتى إلى د.أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى والرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسى، وطلبت منه إجابة مباشرة عن سؤال محدد: هل مريض الاكتئاب الجسيم المنتحر كافر؟
وأكد أن رد الدكتور عكاشة بحسم وبدون تردد: لا.. ليس كافرًا، وحكى لي د.عكاشة أنه كان فى ندوة مع شيخ الأزهر والبابا شنودة حول القتل الرحيم، وجاءت سيرة المكتئب المنتحر، واتضح أن فهم مرض الاكتئاب يشوبه بعض الغموض والخلط عند رجال الدين، وقال الدكتور عكاشة إنه وضح لهما أن مريض الاكتئاب المنتحر غير مستبصر وغير مدرك وغير مقدر لعواقب الأمور، إنه على حد تعبير دكتور عكاشة مريض فاقد الأهلية، فكيف نحاسبه على هذا التصرف ونكفّره بدعوى أنه يائس من رحمة الله.
