هي أشياء لا تشترى.. ذكرى ميلاد الجنوبي أمل دنقل صاحب المسيرة الفريدة في الشعر والحياة
يوافق اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الكبير أمل دنقل، الذي ولد في مثل هذا اليوم 23 يونيو عام 1940 وأصبح واحدا من كبار الشعراء في القرن العشرين، على الرغم من حياته القصيرة، إذ توفي عن عمر يناهز 43 عاما.
ذكرى ميلاد الجنوبي أمل دنقل صاحب المسيرة الفريدة في الشعر والحياة
وأمل دنقل الذي جاء إلى الدنيا، ولد بمحافظة قنا وتحديدا بقرية القلعة بمركز قفط، كان والده من علماء الأزهر وصاحب مكتبة كبيرة، مما أثر على شخصية أمل الذي نشأ أمام هذه المكتبة ونهل من كتب التراث، ما انعكس على شعره، حيث استلهم التراث كثيرا وراوح ما بين الديني والتاريخي والأسطوري والشعبي.
واستثمر أمل دنقل التراث في التعبير عن قضايا الواقع واستشراف أزمات الجيل الذي عاصر أحلام العروبة والقومية، وانعكس ذلك في شعره، فقد شعر بالانكسار مثل كل المصريين عندما وقعت هزيمة 1967، وترجم ذلك شعرا في قصيدة شهيرة عنوانها البكاء بين يدي زرقاء اليمامة، يصور ما حدث من هزيمة وخسائر وانكسار عام 1967، ومما يقوله في هذه القصيدة:
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي.. تكلمي..
فها أنا على التراب سائلٌ دمي
وهو ظميء.. يطلب المزيدا
أسائل الصمتَ الذي يخنقني:
ما للجمال مشيُها وئيدا..؟!
أجندلًا يحملن أم حديدا..؟!
فمن تُرى يصدُقْني؟
أسائل الركَّع والسجودا
أسائل القيودا:
ما للجمال مشيُها وئيدا..؟!
ما للجمال مشيُها وئيدا..؟!
أيتها العَّرافة المقدسة..
ماذا تفيد الكلمات البائسة؟
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار!
وعندما انتصرت مصر في حرب أكتوبر، حذر أمل دنقل من التصالح مع إسرائيل، وعقد اتفاقية سلام معهم، فكتب قصيدته الشهيرة لا تصالح، والتي يقول فيها:
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى
جدير بالذكر أن الشاعر أمل دنقل توفي بعد صراع مع مرض السرطان في 31 مايو عام 1983، عن عمر يناهز 43 عاما.
