ماذا حدث لـ روبرت وينيت؟
في منزل باتي ستونسيفر التي شغلت بشكل مؤقت منصب الرئيسة التنفيذية لصحيفة واشنطن بوست، في حي كليفلاند بارك الراقي في واشنطن، أقيم الحفل الوداعي لرئيسة التحرير السابقة سالي بوزبي التي فضلت الاستقالة من رئاسة التحرير ومغادرة الصحيفة على أن تتولى منصب آخر يتلخص في تقديم التصورات لتعظيم الإيرادات وهو التحدي الأهم بالنسبة لمالك الصحيفة ورجل الأعمال الأمريكي الشهير جيف بيزوس.
حضر الحفل كبار محرري الصحيفة وبعض المديرين التنفيذين فيها، ومن الواضح أيضًا أنها صدموا بخطة الهيكلة الأخيرة التي أعلنها ويل لويس الرئيس التنفيذي للصحيفة، وغادرت وفقًا لها سالي بوزبي المنصب الذي طالما افتخرت به وبالتأكيد لها ذلك فهي السيدة الوحيدة التي تولت رئاسة تحرير واشنطن بوست.
خطة لويس الذي عين في الأساس بالمنصب من أجل محاولة إنقاذ الصحيفة من أزمتها لا سيما أن خسائرها بلغت نحو 77 مليون دولار إلى جانب خسارة أخرى فادحة وهي نصف جمهورها منذ عام 2020، تضمنت إطلاق خدمة إخبارية جديدة غير نمطية يشرف عليها مات مواري رئيس تحرير وول ستريت جورنال السابق الذي كان من المفترض أن يشغل أيضًا منصب رئيس تحرير الصحيفة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، ويتولى بعد ذلك المنصب الصحفي البريطاني روبرت وينيت نائب رئيس تحرير صحيفة ذا ديلي تليجراف البريطانية.
قوبل الإعلان عن تولى روبرت وينيت منصب رئيس التحرير بحالة من الاستياء لدى محرري الصحيفة وعلى مدار الأيام الماضية كان الصحفي البريطاني هو الشخصية الأبرز في وسائل الإعلام الأمريكية والصحف هناك ملاحقًا باتهامات أخلاقية تتعلق بطريقة الحصول على الأخبار والتعامل مع المصادر للحصول على المعلومات بطرقًا غير مقبولة لم تطاله وحده، ولكن طالت ويل لويس أيضًا وزاد من حدة تلك الاتهامات أن الاثنان سبق لهما العمل سويًا لسنوات في الصحافة البريطانية.
على أثر ما تم الكشف عنه من معلومات تتعلق بالسجل الصحفي لروبرت تراجع عن قبول منصب رئيس تحرير واشنطن بوست ليبقى في صحيفة ديلي تلجراف، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني المرسلة يوم الجمعة إلى العاملين في الصحيفة البريطانية وإلى العاملين في صحيفة واشنطن بوست.
"يسعدني أن أبلغكم أن روبرت وينيت قرر البقاء معنا" هكذا وصف الأمر كريس إيفانز رئيس تحرير التليجراف بينما بلهجة محبطة أبلغ لويس الخبر لصحفيي واشنطن: "يؤسفني أن أشارككم خبر انسحاب روبرت وينيت من منصب محرر صحيفة واشنطن بوست يحظى باحترام كبير وهو محرر وصحفي موهوب بشكل لا يصدق".
روبرت وينيت كان هدفًا لصحفيي واشنطن بوست التي نشرت سجلًا أسود للرجل الذي كان من المفترض أن يشغل رئاسة التحرير بعد أسابيع بل وكانت مصدرًا للصحف الأخرى عندما كشفت عن تورط وينيت في استخدم وسائل غير أخلاقية وغير قانونية للحصول على معلومات وأخبار أثناء فترة عمله في بريطانيا، بما في ذلك محاولة لسرقة نسخة من مذكرات رئيس الوزراء السابق توني بلير، وكذلك تورط ويل لويس في دفع أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني لمصدر مقابل الحصول على معلومات بينما كان رئيس تحرير صحيفة ديلي تلجراف.
تتوارد المعلومات من داخل واشنطن عن حالة غضب من صحفييها والتي تعود وفقًا لعدد منهم إلى الأخلاقيات التي يتحلى بها الصحفيين البريطانيين وهو أمر يحرمهم من أي منصب قيادي في الصحيفة وبالتأكيد استمرار الوضع الحالي يعجل برحيل ويل لويس عن الصحيفة فعلى سبيل المثال كتب أحد محرر الصحيفة إلى بيزوس "لا أعرف شخصًا واحدًا في واشنطن بوست يعتقد أن الوضع الحالي مع الناشر والمحرر الجديد المفترض يمكن أن يستمر".
"لقد خسرت غرفة الأخبار ولن تستعيدها أبدا" هكذا أيضًا كتب صحفي آخر، وربما يعجل من الأمر التقارير التي نشرت حول خلاف نشب بين لويس وسالي بوزبي عندما أصرت الأخيرة على نشر تفاصيل قضية تتعلق بالتنصت على هواتف يتورط فيها لويس.