بإحدى دول الجوار.. ما هو حقل الغاز الذي تسبب في زيادة مدة انقطاع الكهرباء في مصر؟
أثارت تصريحات الحكومة عن أسباب زيادة مدة انقطاع الكهرباء أمس إلى 3 ساعات، تساؤلات العديد من المواطنين، والتي زادت بعد حديث الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء خلال مؤتمر صحفي منذ قليل، عن تعطل إنتاج أحد الحقول بإحدى مناطق الجوار لمدة 12 ساعة، ما أدى إلى لجوء الحكومة إلى زيادة مدة تخفيف الأحمال ساعة إضافية.
وبناءً على ذلك، زادت التساؤلات عن حقل الغاز الذي تعرض إلى أزمة لمدة 12 ساعة، والذي تحدث عنه رئيس الوزراء أنه يقع داخل إحدى مناطق الجوار دون ذكر اسمه أو ذكر المنطقة أو الشركة المشغلة للحقل.
استيراد مصر من الغاز لحل أزمة قطع الكهرباء
تلجأ الحكومة خلال الفترة الحالية إلى استيراد أكبر عدد من شحنات الغاز منذ سنوات، لحل أزمة انقطاع الكهرباء التي بدأت من العام الماضي، لذا لم تكتفِ الدولة بوقف تصدير الغاز منذ مايو الماضي، وقررت استيراد شحنات إضافية من الغاز والمازوت لسد احتياجات محطات الكهرباء من الوقود.
وتخطط الحكومة لزيادة حجم الاحتياطي من الوقود لمواجهة الأزمات، حيث تم التعاقد على 300 ألف طن مازوت إضافية بقيمة 180 مليون دولار لحل أزمة الكهرباء، وفقًا لتصريحات مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء اليوم.
كما أن الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية إيجاس، تعاقدت مع شركة هوج للغاز المسال النرويجية، لاستئجار الوحدة العائمة هوج جاليون للغاز الطبيعي المسال، وذلك لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز طبيعي صالح للاستخدام.
وتستورد مصر الغاز من إسرائيل لتلبية الاحتياجات المحلية، وتسييل الفائض عبر مصانع التسييل في أدكو ودمياط لتصديره إلى أوروبا، مما جعل مصر مركزًا إقليميا للطاقة.
وأفادت وسائل إعلام بأن إسرائيل صدرت نحو 5.8 مليار متر مكعب إلى مصر في عام 2022، وكان من المتوقع أن تزيد الصادرات إلى مصر قبل اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي.
ومع بداية العدوان على غزة في أكتوبر الماضي، تراجعت وارادات مصر من الغاز الطبيعي الإسرائيلي بنحو 19% إلى نحو 650 مليون قدم يوميًا من الغاز يوم 9 أكتوبر السابق، بدلا من 800 مليون قدم، حيث تلقت شركة شيفرون تعليمات من إسرائيل بإيقاف انتاج الغاز الطبيعي في حقل تمار بسبب الحرب.
ووفقًا لـ بلومبرج، بدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل عام 2020 في صفقة بلغت قيمتها 15 مليار دولار بين شركة نوبل إنرجي التي استحوذ عليها شيفرون في 2020 وديليك دريلينج وشركة دولفينوس القابضة المصرية.
ويساهم حقل تمار- من أكبر حقول إسرائيل- في تلبية جزء من الاحتياجات المحلية في إسرائيل والتي تقدر بنحو 85%، وتصدير الفائض إلى مصر والأردن.
وفي نوفمبر الماضي، عاد حقل الغاز تمار إلى العمل تدريجيًا بعد توقف دام إلى أكثر من شهر، وينتج نحو 10 مليارات ممتر مكعب من الغاز.
كانت وزارة الطاقة الإسرائيلية قالت في ديسمبر الماضي، إن الشركاء في حقل تمار البحري للغاز الإسرائيلي يمكنهم تصدير ما يصل إلى 500 مليون متر مكعب إضافية من الغاز سنويا إلى مصر، حسب ما ذكرت شبكة سي إن بي سي.
وكانت وزارة الطاقة الإسرائيلية أعلنت في أغسطس الماضي أنها سترفع حجم صادراتها من حقل تمار إلى مصر، لتصل إلى 3.5 مليار متر مكعب سنويا لمدة 11 عاما، أي بإجمالي يبلغ 38.7 مليار متر مكعب، مع إمكانية لزيادة هذه الكمية إلى 44 مليار متر مكعب.
حجم إنتاج حقل تمار
حقل تمار للغاز هو حقل غاز طبيعي يقع في البحر المتوسط، تم اكتشافه عام 2009، ويقع على بعد 80 كم تقريبا غرب حيفا على عمق 1700 متر تحت سطح البحر، وتبلغ الاحتياطات المحققة لحقل تمار نحو 200 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.
يضم الحقل 5 آبار متصلة بأنبوب مزدوج تحت الماء بطول 93 ميل لتوصيل الغاز لمنصة المعالجة على ساحل عسقلان، ضخ أول إنتاج من الغاز في 31 مارس 2013 بعد أربع سنوات من أعمال التطوير، إجمالي القدرة المبدئية للحقل 985 مليون م³ يوميًا أو 7.5 بليون م³ سنويا.
وفي عام 2022، وقعت مصر مذكرة تفاهم ثلاثية من قبل مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، تقضي بتصدير وإعادة تصدير الغاز من القاهرة وتل أبيب لدول الاتحاد.
أزمة الغاز تصل إلى مصانع الأسمدة
لم تؤدِّ أزمة تعطل أحد حقول الغاز بدول الجوار إلى زيادة مدة انقطاع الكهرباء ضمن خطة الدولة بتخفيف أحمال الكهرباء فقط، بل أدى إلى وقف بعض مصانع الأسمدة والبتروكيماويات بعد وقف إمدادات الغاز الطبيعي لها.
ووفقًا لبيان من شركة سيدي كرير للبتروكيماويات، وشركة أبو قير للأسمدة والصناعات الكمياوية تم إرسالهم إلى البورصة المصرية اليوم، فقد تم وقف الـ 3 مصانع لشركة أبو قير بعد توقف إمدادات الغاز الطبيعي، فضلًا عن إيقاف مصانع شركة سيدي كرير نظرًا لانقطاع غازات التغذية.