تصريحات رئيس الوزراء عن تعطل حقل غاز إحدى دول الجوار.. ما القصة والتفاصيل؟
تصاعدت التهديدات من قبل حزب الله اللبناني تجاه الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية، الذي أكد في بيانات متتالية له قدرة ترسانته على الوصول إلى جميع الأهداف العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة وفي المياه الإقليمية لها، وذلك بنشره مقطع فيديو يظهر تصويرا جويا للداخل الإسرائيلي، ما أثار ذعر الحكومة الإسرائيلية، وفي مقدمتها وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي خرج معلنًا في تصريحات له، أن منشآت الطاقة الإسرائيلية بمختلف أنواعها مهددة بالتوقف حال اندلاع حرب واسعة مع حزب الله، مؤكدًا أن بلاده تعمل على حمايتها.
حزب الله يهدد إسرائيل وحقولها الغازية
وعقب تهديدات حزب الله الأخيرة أيضًا، خرج شاؤول جولدشتاين، مسؤول إسرائيلي كبير في قطاع الكهرباء، محذرًا أن الحرب مع حزب الله يمكن أن تعطل البنية التحتية للطاقة في إسرائيل، وأنه حال قرر حزب الله استهداف محطات الكهرباء وآبار الغاز، ستنقطع الكهرباء كليًا في إسرائيل في غضون 3 أيام، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا يمكنها التعهد بتوفير الكهرباء إذا كانت هناك حرب في الشمال مع حزب الله، وذلك حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل الإسرائيلية.
والتي نقلت أيضًا، تصريحات لـ ليورام لاريدو، مدير الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ، أكد فيها أن الأزمة تكمن في وجود البنية التحتية لشبكة الكهرباء الإسرائيلية، والحقول التي تديرها الهيئة الوطنية للنفط والغاز، داخل بنك أهداف حزب الله التي سيهاجهما حال اندلعت الحرب بينه وجيش الاحتلال الإسرائيلي، حسب ذات الصحيفة.
كما أن الصحيفة الإسرائيلية أضافت أيضًا، أنه في حالة الحرب، يمكن لحزب الله أن يتسبب في أضرار لخطوط الأنابيب والموانئ ومحطات الطاقة ومنصات الغاز البحرية التي تجعل إنتاج الطاقة غير ممكن في إسرائيل، منوهة بأنه يتم توفير الغاز المستخدم لمحطات الطاقة الإسرائيلية من خلال ثلاثة آبار رئيسية في البحر الأبيض المتوسط، ولكل منها منصة معالجة خاصة بها ومحطة استقبال الإمدادات الأرضية، أبرزها حقلا تمار، والذي توقف مؤقتًا أكتوبر الماضي بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، الأمر الذي تسبب في حالة من التوتر بأسواق الغاز حينها، إلى جانب حقل ليفياثان البحري الذي ينتج جزءًا كبيرًا من الغاز الطبيعي لإسرائيل.
حجم الغاز المستورد من إسرائيل إلى مصر
وتشير وزارة الطاقة الإسرائيلية في بيانات سابقة لها، إلى أن حقل ليفياثان البحريي، الذي تديره شركة شيفرون (CVX.N)، مع شريكين إسرائيليين أنتج 6.29 مليار متر مكعب لمصر و2.71 مليار متر مكعب للأردن، إلى جانب إنتاج حقل تمار الذي تديره أيضًا نحو 2.56 مليار متر مكعب، معظمها كان يذهب إلى مصر.
وفي فبراير الماضي، قالت وسائل إعلام إسرائيلي، إن وزارة الطاقة الإسرائيلية، وافقت على زيادة الإمدادات لمصر من الغاز الطبيعي بما قدره 4 مليارات متر مكعب إضافية سنويا، لمدة 11 عاما، وأنه من المتوقع أن تدخل هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في يوليو 2025، بعد استكمال العمل على توسيع الطاقة الإنتاجية ومد خط أنابيب ثالث من خزان تمار.
تخفيض الغاز الإسرائيلي لمصر في أغسطس
في ذات السياق، فيما يتعلق بصادرات الغاز القادمة من إسرائيل إلى مصر، أشارت CNN الاقتصادية، إلى أنه من المخطط انخفاض صادرات الغاز الإسرائيلي لمصر لما دون المليار قدم مكعبة من الغاز يوميا، في أغسطس المقبل، تزامنًا مع بدء شركات الغاز العاملة في مجال استخراج الغاز في إسرائيل لعمليات تطوير داخل حقل تمار.
وأضافت CNN الاقتصادية، نقلا عن مصادر لم تسمها، أنه تم الاتفاق بين الجانبين المصري والإسرائيلي على خفض كميات الغاز المصدرة إلى مصر لما دون المليار قدم مكعبة لمدة أربعة أيام خلال شهر أغسطس المقبل، على أن تعود الكميات وفقا للاتفاق مع الشركات العاملة في مجال استخراج الغاز في إسرائيل، والذي ستحصل بموجبه مصر على مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين.
ضوء أمريكي أخضر لتطوير حقل تمار للغاز
وحسب موقع قناة NBC الأمريكية أيضًا، أعطت شركة الطاقة الأمريكية العملاقة الضوء الأخضر لاستثمار بقيمة 24 مليون دولار، في فبراير الماضي، لتعزيز القدرة على إنتاج الغاز الطبيعي من حقل غاز تمار قبالة سواحل إسرائيل، حيث يعد هذا الاستثمار جزءًا من خطة الشركة المكونة من مرحلتين لتوسيع طاقة إنتاج الغاز الطبيعي من حقل تمار لتلبية احتياجات إسرائيل من الطاقة، مبينة أنه من المتوقع أن يصدر المشروع أيضًا الغاز إلى مصر.
زيادة ساعات قطع الكهرباء في مصر
وبالنظر إلى الداخل المصري، جاءت تهديدات حزب الله اللبناني لقطاعات الطاقة الإسرائيلية، وأنباء تخفيضات الغاز القادم من حقل تمار إلى مصر حسب CNN الاقتصادية، بالتزامن مع زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي لتخفيف الأحمال لمدة 3 ساعات بمختلف أنحاء الجمهورية حتى نهاية الشهر الجاري، جراء عطل في أحد الحقول الغازية بدولة مجاورة لمصر، حسبما أعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
وأضاف مدبولي، خلال مؤتمر صحفي له اليوم الثلاثاء، أن مصر توقفت عن تصدير الغاز في الصيف، بل وقامت بالاستيراد، موضحًا أن سبب زيادة فترة تخفيف الأحمال أمس يرجع إلى حدوث عطل وأزمة في أحد الحقول الخاصة بإحدى الدول المجاورة، ولمدة 12 ساعة، وتمت متابعة الأمر حتى عودة الحقل للعمل صباح اليوم.
كما أن مجلس الوزراء أوضح على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، في بيان سابق صادر عن وزارة البترول والثروة المعدنية، الشهر الحالي، تحديدًا في الخامس من يونيو الجاري، لإجراء مماثل، والذي جاء نصه كما يلي:
"بيان صادر عن وزارة البترول والثروة المعدنية:
أعلنت وزارتا الكهرباء والبترول الانتهاء من اجراء تخفيف الأحمال الكهربائية لساعة إضافية الذى اقتصر على يوم أمس فقط مثلما كان مقررًا له، في ضوء اعمال الصيانة الوقائية لجزء من شبكات تداول الغاز الإقليمية مع زيادة معدلات استهلاك الكهرباء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدة عودة الأمور إلى طبيعتها وفقا لنظام تخفيف الاحمال الذي كان ساريا من قبل حيث أن هذا الاجراء كان ضروريًا للحفاظ على الكفاءة التشغيلية للشبكة القومية لنقل الكهرباء والشبكة القومية للغازات الطبيعية.
وفيما يتعلق بضخ الغاز الطبيعي لمصانع الأسمدة يشار إلى أنه اعتبارا من الغد سيجرى العودة التدريجية لإمدادات الغاز لها عقب ما تم أمس من اجراء مؤقت لتخفيض الإمدادات وتوجيه حصتها من الغاز إلى محطات توليد الكهرباء في ضوء اعمال الصيانة الوقائية للشبكات".
