هل نحن فقراء؟
أزمة انقطاع التيار الكهربائي في ربوع الوطن، تركت جرحا غائرا لدى المصريين، الذين تحملوا كل إجراءات الإصلاح الاقتصادي طوال سنوات ماضية ومازالوا أملا فى تحسن الأوضاع.
فلا شك أننا في أزمة حقيقية عندما لا تراعي الحكومة النتائج العكسية من جراء انقطاع الكهرباء، والخسائر المالية والأثر النفسي على جموع الشعب.
فلقد أخفقت الحكومة كعادتها في كسب ثقة الشعب، وخرج رئيسها يلقي على مسامعنا كثير من المبررات، وليؤكد أننا لسنا على قائمة أولوياتها.
فهل نحن دولة فقيرة؟
مجرد سؤال يداعب ذهن كل مواطن، هل نحن فقراء إلى هذا الحد، أن يتم التعامل معنا بهذا الشكل الفج؟
أبناؤنا طلاب الثانوية العامة وأسرهم فى معاناة وتوتر، كبار السن والمستشفيات المصالح الحكومية التي تتوقف عن العمل (ذهبت زوجتي إلى مصلحة حكومية ووصلت الساعة 11 صباحا والكهرباء كانت مقطوعة فانتظرت حتى عودة الكهرباء ليقوم موظفو تلك المصلحة بعملهم)، المصانع التى تتوقف ماكيناتها، وكثير من الأشياء التى لو سردناها لا تكتفى سطور هذا المقال.
علمتمونا أننا بلد يمتلك كثيرا من حقول الغاز تكفى أجيالا وأجيالا ونصدر منها ولا نستطيع أن نوفر الغاز لمحطات توليد الكهرباء.
يا سيدى رئيس الحكومة، عليكم أن تعرفوا أننا بلد كبير، لديه من المقومات ما يجعله فى مقدمة الدول المتقدمة.
نحن نملك أعرق حضارة عرفتها البشرية، ولدينا إرث حضارى وتاريخى عظيم، نحن نطل على بحرين ولدينا شواطىء بمئات الكيلو مترات، وآثار إسلامية وقبطية وفرعونية ورومانية وإغريقية، جعلت من مصر كلها متحفا مفتوحا، لدينا محميات طبيعية وعيون كبريتية، وصحاري وجبال، ومسار العائلة المقدسة، يجعلنا أهم دولة سياحية بالعالم.
ناهيك عن المناخ الرائع، من لديه مدن مثل شرم الشيخ أو مرسى علم او العالمين وغيرها كثير تكفى دولة واحدة مدينة فقط من مدننا لتتباهى بها بين الأمم.
يا سيدى لقد تأثرت السياحة بفكرة أن هناك وطن بحجم مصر، تنقطع فيها الكهرباء بشكل يومى.
هل سألتم أصحاب المصانع نتائج انقطاع الكهرباء وتأثيرها على خطة إنتاجهم، فهل نحن جادين حقا للوصول إلى 100 مليار تصدير بتلك الكيفية؟
برغم أني متفق مع الحكومة في قرار غلق المحلات من العاشرة، برغم تأثير هذا القرار على بعض الفئات وخصوصا من يحاولون تحسين معيشتهم بأعمال إضافية.
يا سيدي نحن ذو موقع نحسد علية بين ثلاث قارات، فما فائدة موقعنا الجغرافي المتميز مالم نستفد منه ونكون مثلا مركزا عالميا للطيران.
ما وجه الاستفادة من قناة السويس، فهل هي لمرور السفن وفقط، برغم أنه يمر فيها ثلث حاويات العالم ولم تكن لدينا استراتيجة لتقديم اللوجيستيات أو تملك السفن وتكون منطقة قناة السويس منطقة تجارة عالمية، وللشحن والتفريغ والصيانة وتقديم كافة المساعدات.
علمونا في المدارس أن مصر أرض الخيرات، فأرضها خصبة، ومليئة بالثروات المعدنية، وأنها كانت مطمعا لكل الغزاة طمعا فى خيراتها، فأين ذهبت تلك الخيرات؟
يا سيدى نحن لم نكتشف مصر إلى الآن، لم نستفد من مناخها ولا موقعها ولا ثرواتها الطبيعية ولا البشرية، ولا حضارتها وتاريخها.
فنحن لا نعلم هل نحن دولة صناعية، ام دولة زراعية، ام دولة سياحية، مع اننا نمتلك كل المقومات لتجعلنا كل هؤلاء.
أتمنى أن نكف عن المؤتمرات والحوارات فقد مللنا الكلام والوعود، مللنا من سرد مشاكلنا ومن اقتراحات للعلاج والخروج من عنق الزجاجة، حوار وطن وتوصياتها حبيثة الأدراج، نعقد مؤتمر اقتصادى يليه مؤتمر اخر واخر ثم مؤتمر للبحث عن فرص الاستثمار مع اننا ليس لدينا حقيبة لوزارة الاستثمار، فهل آن الأوان أن نعمل ونعمل، وننفذ كل التوصيات والمخرجات لنخرج من تلك الدائرة الضيقة؟
أتمنى أن ندخل الى مرحلة جديدة، فكل ضارة نافعة، وان كبوتنا تكون انتهت، وان نلحق بالركب لأننا تأخرنا كثيرا عما كنا نسير بجوارهم.
علينا أن نبدأ بالتعليم فهو أساس كل تقدم، أن نحسن مناخ الاستثمار، ونقضى على الروتين والبيروقراطية، ان نهيأ انفسنا لنكون فاعلين وجادين، فى حل كل مشاكل القطاعات المختلفة فى الزراعة والصناعة والسياحة والإستثمار والصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وكل مجالات عملنا يجب أن تكون مهيأة للنمو والتطور.
ان نستفيد من طيورنا المهاجرة ومن أبنائنا في الخارج ونكسب ثقتهم، أن نخرج من نظرية الشبهية الى نظرية الحقيقة والأصل، ان نخرج من عباءة شبة الدولة الى الجمهورية الجديدة.
قد يهمس لى احد الأصدقاء لقد تجاهلت كثير من الإنجازات التي غيرت شكل مصر، يا صديقى نحن حلمنا اكبر، حلمنا يدفعنا لنكون فى الصدارة، يقويه ما نمتلكه من مقومات طبيعية وبشرية، إرثنا وتاريخنا يحفزنا لنكون دولة كبيرة بقدر ما نمتلكة، فهناك دول عديدة لا تمتلك جزء يسير مما لدينا لكنها مرت الى طريقها مسرعة ونحن مازلنا نتباطأ.
يا سيدى رئيس الحكومة عليكم ان تعلموا أننا شعب تحمل وسيتحمل الكثير من اجل رفعة وطنة، ولكنة لن يتحمل العشوائية فى اتخاذ القرارات التى تجرنا الى الخلف، لأننا لسنا فقراء نحن دولة غنية بمواطنيها وبخيرات أرضها.
أتمنى عليكم سرعة تشكيل الحكومة الجديدة، وان تكون طموحاتهم موازية لطموحات الشعب المصرى، وان تعلموا ان لا سياسة بدون اقتصاد ولا اقتصاد بدون سياسة، فافتحوا النوافذ لتسمعوا أصوات تستغيث، واصوات تصوب الأخطاء، وأصوات تقول الحق، وأصوات تنادى من بعيد بأفكار بناءة، فدعنا نبنى معان ونحلم معا، لنعود كسالف عهدنا مصر العظيمة.
وكما قال سيادة الرئيس السيسي هنبقى قد الدنيا، ونحن نريد أن نقول نحن قد الدنيا بما سنحققة جميعا معا.