بوليفيا.. قصة محاولة انقلاب رفضها الشعب رغم الأزمات الاقتصادية
نجحت السلطات في بوليفيا بشكل مفاجئ في إحباط محاولة الانقلاب التي شهدت سيطرة جنود على الميدان المركزي في لاباز واقتحام القصر الرئاسي بشاحنة مدرعة.
بدأت شرارة الانقلاب يوم أمس الأربعاء، عندما شنت وحدات عسكرية بقيادة الجنرال خوان خوسيه زونيجا هجومًا على الحكومة، لكنها انسحبت بعد أن أصبح واضحًا أنها لا تحظى بدعم كبير، وتم القبض على القائد السابق للقوات المسلحة على الهواء مباشرة.
سبب الانقلاب في بوليفيا
ولكن بينما أعلنت حكومة الرئيس اليساري لويس آرسي نجاحها في إخماد محاولة الانقلاب، فقد كشفت عن خطوط الصدع السياسية المتوترة في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية والغضب المتزايد من الاقتصاد المتدهور.
وفي تصريح صحفي نقلته وكالة رويترز، قال راؤول بيناراندا، المحلل السياسي البوليفي: لدينا رئيس ذو شعبية منخفضة، دون سيطرة تشريعية، ويعاني من مشاكل اقتصادية، كل هذا يجعل السيناريو صعبا ومعقدا للغاية.
انقسامات وفشل اقتصادي في بوليفيا قبل الانتخابات
ووفقا لـ التقارير تتجه البلاد التي يبلغ عدد سكانها حوالي 12 مليون نسمة إلى الانتخابات الرئاسية العام المقبل، وينقسم حزب MAS الاشتراكي التابع لـ الرئيس آرسي بين دعمه وبين دعم عضو الحزب الكبير والأيقونة إيفو موراليس، وهو حليف سابق لـ آرسي الذي يحاول الآن الإطاحة به.
وفي الشق الاقتصادي أوضح تقرير نشرته الصحف الغربية أن في هذه الأثناء يتعثر الاقتصاد، وقد جفت صادرات الغاز التي ساعدت في تحقيق المعجزة الاقتصادية للبلاد في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مما أدى إلى انخفاض خطير في الاحتياطيات الأجنبية التي تقترب من الصفر.
وتتصاعد الاحتجاجات، مع عدم قدرة الكثير من الناس على الحصول على الدولار، ويتزايد الضغط على العملة المستقرة منذ فترة طويلة.
رفض شعب بوليفيا للانقلاب
وعلى كافة الأصعدة، رفض البوليفيون محاولة الانقلاب، التي اعتبرها كثيرون بروح الدعابة السوداء بمثابة مهزلة، وقال بعض المحللين إن صورة آرسي في مواجهة محاولة الانقلاب يمكن أن تصب في صالحه قبل انتخابات 2025
وتم انتخاب آرسي في عام 2020 في إعادة انتخابات متنازع عليها قبل عام والتي انتهت بفرار عضو الحزب الكبير موراليس من البلاد وسط احتجاجات عنيفة، ثم عاد الزعيم اليساري الشهير الذي كان أول رئيس للبلاد من مجتمع الأغلبية من السكان الأصليين، من المنفى بعد عام بعد انتخاب آرسي.
ومنذ ذلك الحين، أصبح الزعيمان، اللذان أشرفا على فترة من الازدهار الذي غذته السلع الأساسية لأكثر من عقد من الزمان، متنافسين سياسيين، حيث يقود كل منهما فصيلًا من المؤيدين داخل حزب الحركة إلى الاشتراكية المهيمن ولكن المنقسم.