زمن الجوع.. DNA يكشف تناول البريطانيين للحوم الكلاب بسبب المجاعة
توصلت دراسة حديثة أجراها علماء الحفريات بالولايات المتحدة الأمريكية، ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز، إلى قيام سكان مستوطنة جيمستاون بتناول لحوم الكلاب، عندما حاصرها شعب بوهاتان عام 1609، حيث عانى السكان البريطانيون من فترة عرفت باسم زمن الجوع.
وظل علماء الآثار يحفرون لمدة 30 عامًا، في جيمستاون، أول مستوطنة بريطانية دائمة في أمريكا، حيث قدمت الأبواق وأحذية الأطفال والمسدسات وملايين الأشياء الأخرى المكتشفة أدلة جديدة عما كانت عليه الحياة في الحصن الذي بناه المستوطنون عام 1607 على نهر جيمس في فرجينيا.
دراسة تكشف تناول مواطنين بريطانيين للحوم الكلاب
وحسب التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، احتوت أقدم السجلات المكتوبة للمستعمرين الأوروبيين، إشارات عابرة للكلاب، والتي أظهرت الحفريات فيما بعد السبب وراء ذلك.
وفي سياق متصل، جلب المستكشفون الإسبان والبريطانيون كلاب الدرواس، وكلاب الصيد البوليسية، وأسبانيل الماء إلى العالم الجديد، على الرغم من أنها ربما لم تكن كحيوانات أليفة.
كما ساعدت بعض الكلاب الأوروبية في اصطياد الغزلان والطيور، بينما تم إرسال البعض الآخر إلى المعركة، عندما هاجمت قوات بوهاتان جيمستاون، ليقوم الجنود الإنجليز بإطلاق الكلاب في قرى بوهاتان.
وتشير السجلات أيضًا إلى أن الكلاب كانت تُستخدم أحيانًا كغذاء، عندما حاصر شعب بوهاتان المستوطنة في عام 1609، عانى السكان البريطانيون من شتاء أصبح يُعرف باسم زمن الجوع، حيث لجأ الأشخاص المحاصرون داخل جيمستاون إلى أكل الكلاب.
وكتب جورج بيرسي، رئيس مجلس جيمس تاون، في عام 1622: بعد أن تغذينا على الخيول والحيوانات الأخرى طوال فترة وجودها، كنا سعداء بالتحول مع الحشرات، مثل الكلاب والقطط والفئران.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أكد علماء الآثار هذه التقارير باكتشاف عظام ما لا يقل عن 16 كلبًا في جيمستاون، حيث تم دفن الكلاب في الآبار والأقبية والمخابز، ورصد علماء الآثار جروحا على العظام حيث استخدمت السكاكين لتقطيعها.
من جانبها، قالت ليا ستريكر، أمينة مشروع جيمستاون ريدسكفري الأثري الذي يقوم بالتنقيب عن القطع الأثرية في المستوطنة: كانت علامات الذبح على عظام الكلاب واضحة لنا على الفور،
وبعد الفحص الأولي، تم تخزين عظام الكلاب في متحف جيمستاون.
تفاصيل الدراسة
بدأت الدراسة عام 2019، عندما عزمت أريان توماس، والتي كانت حينها طالبة بالدراسات عليا في جامعة أيوا، علي دراسة العظام الحمض النووي من عظام الكلاب.
وأشار التقرير إلى أنه بعد أربعة قرون من دفنها في أرض جيمستاون، فقدت بقايا الكلب معظم مادتها الوراثية، ومع ذلك، لكن توماس تمكنت من الحصول على كمية كبيرة من الحمض النووي من 6 عظام، جميعها من هياكل داخل الخلايا المعروفة باسم الميتوكوندريا، والتي يتم توريثها فقط من الأمهات.
وقالت توماس إنها تدرس ربط الحمض النووي للميتوكوندريا بأصل الأمهات للكلاب بسلالة معينة، حيث كشف الحمض النووي أن الكلاب لم تكن أوروبية، بل كانت سلالات أمريكية أصلية.
وفي ذات السياق، افترض باحثو جيمستاون أن الكلاب تنتمي إلى سلالات من إنجلترا، وقال مايكل لافين، أحد الحافظين في مؤسسة جيمستاون ريدسكفري:لقد اتخذ الأمر منعطفا جامحا.
وتعود القصة إلى أنه عندما سافر أسلاف الأمريكيين الأصليين من سيبيريا إلى الأمريكيتين، أحضروا معهم الكلاب، حيث عثر علماء الآثار على بقايا كلاب في كندا يعود تاريخها إلى أكثر من 13 ألف عام، فيما اعتقد العلماء أن الأمريكيين الأصليين استخدموا السلالات المبكرة للصيد ونقل البضائع، حتى أن إحدى القبائل في شمال غرب المحيط الهادئ قامت بتربية الكلاب ذات الشعر الصوفي الذي حصدته من أجل المنسوجات.
كما عثر علماء الآثار أيضًا على بقايا كلاب في مواقع الدفن، بما في ذلك موقع في فرجينيا، ما قد يعكس الأهمية الروحية التي كانت لها بالنسبة للناس.