الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قصة قصيرة بعنوان يوم الغفران

الجمعة 05/يوليو/2024 - 05:15 م

لقد مررت من هنا يوما ما..
ربما فى أحلامى.. أمنية هناك عند غروب الشمس تكون القصة بأكملها قد انتهت.
مرت سنوات عمرى وأنا أنتظر تلك اللحظة.. بكيت طويلا فلم أكن أمتلك ثمنا يعادل خطيئتى.
ليال طويلة وأنا أقتسم نصف طعامى.
نصفا منعنى دوما شعور الشبع.
مرت المزيد من السنوات.. تبدل جسدى من حال لحال.
صار شعري كله بلون السحاب الذي أتمنى أن يظلل يوم الغفران.
يارب اجعله مقبولا.
كانت قد تركت تلك الرسالة ضمن أوراقها حين عثر عليها.
طريق طويل تمتد من خلاله الرمال الصفراء الساخنة، درجات الحرارة تقترب من جحيم مخاوفها، لقد اتخذت الشمس موضعا لها فوق رأسها، كم أنتِ قاسية أيتها الشمس، ساعديها كى تصل الجبل، ذنبها كبير.
وضعت أشياءها إلى جوارها والعرق الغزير يتصبب من أعلى رأسها ليملأ ملابسها ماءً حارقا ينزلق بين ثنيات جسدها الهزيل.
"يارب نجيني" هكذا رددت تلك الكلمات لتستعيد العزم.
نادى المؤذن فيهم بأن الظهر والعصر جمع وقصر.
حاولت النهوض فلم تستطع، قررت أن تصلي في مكانها.
العطش شديد، لكن الذنب كبير.

سجدت على الرمال الساخنة دون وضع سجادة، تردد فى داخلها "يارب اقبل".."يارب".
"كنت صغيرة".
"أنت أيها القلب لا تستحق الحياة"
“سبحانك ربي الأعلى، سبحانك ربى العظيم”، "يارب"، “يارب اقبل”، “يارب”.
"كنت صغيرة".
"ملعون أيها القلب"
"سبحانك ربي الأعلى. سبحانك ربى العظيم"."يارب أغفر ذنبي".
احترقت جبهتها من سخونة الرمال مما جعلها ترفع رأسها فجأة، لكنها أعادتها مرة أخرى وانهمر الدمع الساخن على وجهها ثم ازداد خفقان القلب.
"أنا إلى جوارك هنا" تقبل، انتظرت هذا اليوم كثيرا".
"أنا إلى جوارك هنا".
انتهت الصلوات، مالت برأسها جانبا ووضعت قطعة قماش على وجهها تراقب حركة الشمس فى السماء.
تذكرت حياتها كأنها ومضات تشتعل وتنطفئ.
تردد كلمات مسموعة وهمهمات. 
“ذنبي كان جوايا”، “كنت دايما خايفة أموت قبل ما أكفر عنه”.
“ولادى..آه ”، خفق قلبها بشدة وانهمر الدمع الساخن وغارت العين فى مائها، "أنا وحدى الآن".
حدثت نفسها بوجه مكفهر، كيف أشتاق لمخلوق وأنا بين يديه، أيها القلب كفاك عبثا بإمرأة عجوز لم يتبق لها الكثير.
"الذنب كبير".
تمتمت من جديد: "متى ترحلين أيتها الشمس!"
غابت بعدها مرات عن الوعى حاولت أن أعطيها بعض الماء كى تفطر لكن فمها لم يفتح.
ولمحت فى اللحظات الأخيرة طرف عينها يراقب آخر شعاع للشمس فابتسمت.
نظرت السيدة العجوز للرجل الذي كان يأخذ إفادتها عن وفاة السيدة ن م ا وختمت بقولها: “ربنا كرمها وماتت موتة كويسة وربنا يلحقنا بها”.

تابع مواقعنا