الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا لا تستطيع أمريكا وبريطانيا هزيمة الحوثيين؟

عناصر الحوثي في اليمن
سياسة
عناصر الحوثي في اليمن
السبت 06/يوليو/2024 - 01:32 م

تسببت الهجمات الحوثية على السفن التجارية في جنوب البحر الأحمر وبحر العرب الأمر الذي أدى إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية جنوب البحر الأحمر بشكل خطير، في ارتفاعات متتالية لأسعار الشحن العالمي.

وفي تقرير لها أشارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إلى أنه على الرغم من جهود القوات البحرية الأمريكية والبريطانية والأوروبية التي كانت متواجدة على طول الساحل لكبح هجمات الحوثيين، إلا أنها باتت محاولات دون جدوى لتحييد التهديد اليمني واستعادة الأمن للشحن التجاري، مثيرة تساؤلات بشأن قدرة القوى البحرية الرائدة في العالم على إخضاع مليشيات الحوثي.

مواجهة الحوثيين والقوات الأمريكية البريطانية في البحر الأحمر

وتابعت المجلة الأمريكية أن مواجهة واشنطن وخلفا بريطانيا وأوروبا، البحرية، تثير تساؤلات مؤلمة حول جدوى القوة البحرية وكفاءة القوى البحرية الغربية التي يفترض أن تتحمل العبء في أي مواجهة مستقبلية مع منافس رئيسي مثل الصين، مشيرة  نقلا عن خبراء عسكريين أمريكيين وأوروبيين، أن الحوثيين أثبتوا كونهم قوة هائلة، وأنهم جهة فاعلة غير حكومية تمتلك ترسانة أكبر وهي قادرة حقًا على إحداث صداع للتحالف الغربي. 

وأوضحت أنه لم يكن من المتوقع أن تستمر هذه الاضطرابات طويلًا، وخاصة بعد وصول القوات البحرية الغربية إلى الساحة لاستعادة الأمن؛ فقد انخفضت (حينها) أقساط التأمين على شركات الشحن عندما تم الإعلان عن النشر المشترك بين الولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أنه بعد ثمانية أشهر، أصبح تعطيل الشحن فجأة أسوأ بكثير، بعدما تمكن الحوثيون في أواخر يونيو الماضي من إغراق ثاني السفن التجارية بعد مهاجمتها، منوهة أن رسالة البحرية الأمريكية تحولت إلى قرع طبول شبه يومي لتقارير عن سفن أمريكية تضرب طائرات بدون طيار وصواريخ وسفن سطحية غير مأهولة. 

وأشارت إلى أنه نتيجة استمرار الهجمات الحوثية ارتفعت تكاليف حاوية الشحن من نحو 1600 دولار في المتوسط ​​إلى ما يزيد على 5000 دولار، وفقا لمؤسسة ستاندرد آند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس، إذ أصبحت الأسعار أعلى مما كانت عليه في ذروة الذعر في البحر الأحمر.

وبينت أن السفن التي تتعرض بالفعل للاستهداف هي تلك المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو دول أخرى يُنظر إليها على أنها تدعم إسرائيل، في حين أن سفن الشحن المرتبطة بالصين وإيران وروسيا والهند أصبحت أقل استهدافًا من سابقتها، وأن جزء من المشكلة هو أن القوتين البحريتين  المتمثلتين في حارس الرخاء الأمريكي البريطاني، وأسبيدس  التابع للاتحاد الأوروبي، لديهما مهمتان مختلفتان، إذ تعكف القوة الأولى على اعتراض التهديدات وضرب مصدرها على الأرض؛ أما الأوروبيون فقد التزموا بمهمة مرافقة مباشرة لحماية السفن التجارية دون خوض المعركة مع الحوثيين، وأن كلاهما لم ينجحا في منع الاستهدافات.

وأرجأت المجلة الأمريكية حسب خبرائها العسكريين أسباب عد قدرة واشنطن في تحييد أو القضاء على الحوثيين باليمن، إلى عدم انتاج المصانع الأمريكية للقدر الكافي من الصواريخ الدفاعية التي تستخدمها سفن الحراسة الأمريكية في البحر الأحمر لإسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية، كما أن تكلفة هذه الصواريخ باهظة ما دفع أمريكا ورفقائها الأوروبيون للبحث عن بدائل أقدم وأرخص لاستخدامها ضد أسلحة الحوثيين منخفضة التقنية والتكلفة، وذلك بغية الاحتفاظ بالصواريخ المتطورة لاستخدامها في حرب مستقبلية محتملة مع الصين.

وأنه في ظل استمرار تواجد السفن الأمريكية وما تتحمله من تكاليف باهظة، تظل أقساط التأمين مرتفعة على الشحنات التجارية، وأن النهج الأميركي لم يحقق ما كان يهدف إليه، إلا أنها أشارت أيضًا إلى أن الفشل الواضح للمهمة الأميركية والأوروبية لتأمين البحر الأحمر لا يشكك بالضرورة في جدوى القوة البحرية في المهام رفيعة المستوى، مثل المعارك بين القوى العظمى، وأن الأمر يتعلق بعدم الترابط بين السياسة وكيفية استخدام القوة البحرية. 

تابع مواقعنا