عقدة الرياضيات ومسجد غير مكتمل.. حكايات عن الشهيد أحمد منسي في الذكرى السابعة لاستشهاده
61 ألف و368 ساعة بإجمالي ألفين و557 يومًا هي قوام 7 سنوات مرت على يوم لا ينساه التاريخ ولا تمحيه السنون؛ إذ تُصادف اليوم الذكرى السابعة لملحمة معركة البرث، التي واجهت خلالها الكتيبة 103 عناصر الإرهاب، لتصعد أرواح خيرة شباب مصر بقيادة البطل الشهيد أحمد منسي.
عقدة الرياضيات ومسجد غير مكتمل.. شقيق الشهيد أحمد منسي يروي حكايات جديدة عنه في الذكرى السابعة لوفاته
توأمي.. تعبير خرج صادقًا على لسان لم يجد صاحبه ما يعينه على فقدان إنسان لا تصفه أعذب الكلمات ولا يُمكن لكل العبارات المُرتبة أن تختذل مقداره في قلبه إلى يوم يُبعثون، ذاك حال المهندس محمد منسي الشقيق الأصغر للبطل الشهيد أحمد منسي قائد الكتيبة 103، في الذكرى السابعة لاستشهاده على يد الجماعات الإرهابية يوم الجمعة الموافق 7 من شهر يوليو من العام 2017.
سرد شقيق البطل تفاصيل ربما كانت المرة الأولى التي تخرج فيها إلى الإعلام؛ إذ تذكر - وهو الذي لا ينساه قط بحسب حديثه - كيف كانت امتحانات الثانوية العامة تُشكل ذكريات لكل يومٍ فيها على حده.
فاكر لما أحمد قطع كتاب الرياضيات على دماغي.. قالها المهندس محمد منسي مبتسمًا وهو يحكي ذكرى أعادته لوقتها حين كان وشقيقه الذي وصفه بـ توأمه يعيشون وأقرانهم من الجيران والأصدقاء وكأن مدينة العاشر من رمضان هي مدينتهم التي يعرفون أشخاصها فردًا فرد، قبل أن يشير إلى أن أحمد منسي لم يكن من هواة الرياضيات، بل كانت المادة بمثابة العقدة له رغم استذكاره ومراجعته فصولها لأجل تبسيطها عليه وقتذاك.
تفاصيل يوم استشهاد أحمد منسي
وعن تفاصيل يوم استشهاد أحمد منسي، يقول شقيقه خلال حديثه لـ القاهرة 24، إن ما جرى وقتها حين تلقى نبأ استشهاد شقيقه كان وكأن الزمن قد توقف كما لو كانت الأوصاف كلها تعجز عن وصف ما يذكره مما تعرض له من صدمة وقتها، فهو الذي اعتاد خفة دم شقيقه ومناغشتهما معًا يسمع النبأ ويُكذبه ويظل يُكذب حتى يتأكد في النهاية إنها النهاية.
عام واحد وبضعة أشهر كانت الفترة الفارقة ما بين استشهاد أحمد منسي، وبدء إنشاء مسجد يحمل اسمه في مدينة العاشر من رمضان بجهود ذاتية ساهم فيها شقيقا البطل وأصدقائه وجموع من محبيه، بيد أن ما تم توفيره لم يُسعف أن يتحقق الحلم ويُصلي الناس في المسجد حتى الآن؛ إذ توقفت الأعمال بعدما توقفت التبرعات وتغيرت معها الأحوال بارتفاع تكلفة ما تبقى على الرغم من عدم كثرته، ليظل الحلم حلمًا ينتظر تدخل الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الأوقاف، وأن يحظى المسجد الذي يحمل اسمًا عزيزًا على الوطن قرارًا ربما يُحقق ما عجزت الجهود عن إتمامه حتى الآن، في الوقت الذي اختتم شقيق منسي حديثه بتأكيد أن أمنيته وسائر أصدقاء شقيقه أن يتحقق حلم استكمال المسجد وتُفتح أبوابه للصلاة قبيل شهر رمضان من العام الجديد.
ووُلدّ أحمد صابر منسي يوم الأربعاء 4 أكتوبر عام 1978، فيما يوافق اليوم السبت الذكرى السابعة لاستشهاده في ملحة كمين البرث في أثناء التصدي لهجوم عناصر إرهابية يوم الجمعة 7 يوليو من العام 2017.