الواد محروس!
بمناسبة كثرة الشائعات التي طالت أيقونة وزعيم السينما المصرية عادل إمام خلال الفترة الماضية وتلميحات ليلى عبد اللطيف الملقبة بسيدة التوقعات، ذلك الفنان الذي سطر تاريخ في الفن من ذهب أكثر من 50 عاما متربعا على عرش قلوب المصريين والعرب.
نسترجع معه واحدا من أجمل أفلامه الواد محروس بتاع الوزير سنة 99، للرائع الراحل نادر جلال وتأليف يوسف معاطي ومشاركة البطولة دنجوان السينما المصرية كمال الشناوي، والمقولة التي أصبحت تريند العصر في ذلك الوقت (الواد مسك المقص).
والتي تدور معها أحداث قصة الفيلم الشيقة حول الواد محروس تلك الشخصية الريفية من كفر ثعلب الوصولية الذي كانت أقصى أحلامه في الحصول علي الشهادة الابتدائية، وتتصادف الأقدار بعد تعيين شخصية مذكور أبو المجد للفنان كمال الشناوي بلديات محروس وزيرًا، وبعد توصيات من والد محروس لوالد الوزير تم ندب محروس للعمل مع الوزير، ونجح محروس في التقرب والتوغل في حياة الوزير بدهاء بكل الطرق حتى وإن وصل الأمر إلى مساعدة الوزير في ارتداء حذائه بعد الخروج من المسجد في مشهد روعة يجسد معاني الشخصية المنحرفة الوصولية صاحبة مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
ونجح محروس في معرفة كل أسرار الوزير والتدخل في كل الأمور، وروعة كتابة مشهد رشوة الوزير في شكل ساخر من خلال قبول رشوة من مقاول عمارات عبارة عن شقة في حي الزمالك بمبلغ 10 آلاف جنيه، فقط بحجة أن السوق يوم فوق ويوم تحت، وإقناعه أن ذلك هو ثمنها الحقيقي! وأصبح محروس هو الوزير الفعلي في حقيقة الأمر، وليس مذكور أبو المجد الذي تسبب بعد ذلك في فضح الوزير والوصول إلى منصب حساس غير مؤهل له لا علميا ولا نفسيا ولا أخلاقيا من خلال الهجوم وابتزاز من حوله بسبب منصبه، وتلك هي رسائل الفن الهادف في نقل صورة حية من تداعيات وصول أمثال الواد محروس من الإمعة والجهلة الفاسدة في المناصب واستغلالهم لمنصبهم في التربح.
تلك الشخصية المحروسية التي وجدناها تتحدث للعامة بالأكاذيب، وعن إنجازاتها الفنكوشية التي لا يعلمها غير سواها، وجسدتها عبارة (اضرب يا ولا) في مشهد كوميدي ساخر عن صد الرصاصة بإصبعه عن طريق الخطأ، وتدور أحداث الفيلم حول علامات الاستفهام والتعجب لتلك العلاقة المريبة بين الوزير ومحروس، والسر وراء سكوت الوزير على فساده البين أمام العامة!؟ وتأتي نهاية الفيلم بمشهد للريفي محروس في فيلا فارهة لا يعلم أحد مصدر أموالها متزوجا من ثلاثة نساء مطلقات من وزراء لضمان عدم المساس به وإلا فضح أسرارهم عن طريقهن.
الواد محروس، المنسي، فتحي نوفل وغيرهم، إنه عادل إمام رجل الشارع الذي برع في تجسيد العديد من الشخصيات، ورسم نبض الشارع والمواطن البسيط خلال حقب زمنية مختلفه على مدار 50 عاما من الإبداع، شكرا يا زعيم يا من عالجت وتناولت جميع قضايا المجتمع بالضحكة والكوميديا، ودمت أيقونة الفن المصري الذي نفتخر به ونتباهى، وأدام الله عليك الصحة.