شيخ الأزهر: مكافحة الإسلاموفوبيا لن تثمر إلا إذا كانت مدفوعة برغبة حقيقية
أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، سعي الأزهر الدائم للتعريف بوسطية الإسلام؛ حيث عقد الأزهر ومجلس حكماء المسلمين جولات للحوار بين الشرق والغرب ومؤتمرات عالمية عن مكانة المرأة في الإسلام، ومؤتمرات أخرى تدعو لتفعيل استخدام مصطلح المواطنة بدلًا عن الأقليات، وما يحمله ذلك من تمكين ومساواة بين الجميع، دون نظر إلى دين أو عرق أو جنس أو لون.
وأضاف شيخ الأزهر، خلال زيارته إلى إندونسيا، حيث استقبله الدكتور معروف أمين، نائب رئيس جمهورية إندونيسيا، اليوم، أن الأزهر يتبنى مفهوم الاندماج الإيجابي بين جميع المواطنين في البلد الواحد، واستدللنا بالدولة الإسلامية الأولى التي أسسها نبي الرحمة، وكيف آخى بين المهاجرين والأنصار، كما وضع أول وثيقة تضمن حقوق الجميع وهي وثيقة المدينة، لتشكل موقفًا إسلاميًّا خالصًا في طبيعة العلاقة بين المسلم وغيره، وهي العلاقة المبنية على الاحترام والود والتعايش والاندماج.
وأوضح أن العالم الإسلامي يفتقد إلى تنسيق الجهود بين الدولة ومؤسساتها، والخروج بصوت إسلامي موحد ومعبر عن تحدياته وأزماته يشترك فيه صناع القرار السياسي وعلماء الدين والمفكرون، محذرًا من أن الجهود المبذولة لمكافحة الإسلاموفوبيا، مهما بلغت حجمها فإنها لن تكون مؤثرة إلا إذا دفعت برغبة حقيقية في التغيير، ولن يتأتى ذلك إلا بالتعاون والتنسيق الكامل بين الجميع، وأن إقصاء طرف لم ينتج عنه إلا مزيد من التشتت والفرقة، وفقدان بوصلة العودة بعالمنا الإسلامي إلى مسار التقدم والازدهار.
إلى ذلك، رحب الدكتور معروف أمين، بشيخ الأزهر، في بلده الثاني إندونيسيا، مؤكدًا أهمية الزيارة، لما يحمله الشعب الإندونيسي من ود ومحبة لشيخ الأزهر، واحترام كبير للأزهر الشريف الذي يحظى بثقة الإندونيسيين باعتباره مرجعيتهم الدينية والعلمية الأولى، وهو أحد أبرز العناصر المهمة التي شكلت العلاقة بين مصر وإندونيسيا.
وأكد سعي بلاده لرفع مستوى العلاقات العلمية مع الأزهر من خلال إنشاء مكتب تطوير تعليم الطلاب الوافدين في إندونيسيا، لتأهيل الطلاب الإندونيسيين قبل سفرهم للالتحاق بالدراسة بجامعة الأزهر، مؤكدًا أن إندونيسيا تُولي اهتمامًا كبيرًا بطلابها الدارسين في الأزهر، باعتبارهم نواة لعلماء المستقبل وقادة المجتمع.
وأعرب عن تقديره للجهود المبذولة في تنسيق التعاون بين بيت الزكاة والصدقات المصري -الذراع الخيري للأزهر- وبين هيئة الزكاة والصدقات الإندونيسية، خاصة فيما يتعلق بتجهيز قوافل المساعدات الإنسانية ومستلزمات الإغاثة وتسييرها إلى قطاع غزة، مؤكدًا موقف إندونيسيا الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما ترجمته من خلال التعريف بما يتعرض له الفلسطينيون في غزة من قمع وتهجير وظلم وقتل ومجازر وعرضها في مختلف المحافل الدولية.
شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين يلتقي نائب رئيس إندونيسيا ويناقشان سبل مواجهة تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا
وشدد على ضرورة مواصلة العمل مع الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، لبيان الصورة الصحيحة للدين الإسلامي عالميًّا، خاصة في هذا الوقت الذي يتهم فيه الإسلام زورًا بأنه دين يدعو للعنف والتطرف، والتعريف بوسطيته وسماحته، وبيان حقيقته للشباب الغربي، وتفنيد الادعاءات الكاذبة عنه، مؤكدًا خطورة تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الغربية، وما يشكله ذلك من تهديد على أمن الجاليات المسلمة واستقرارها.