محاولة اغتيال دونالد ترامب.. هل يعود العنف السياسي للولايات المتحدة؟
في أحداث هزت الولايات المتحدة الأمريكية شهدت محاولة اغتيال دونالد ترامب، الذي يعتبر المرشح المحتمل للفوز بالانتخابات الرئاسية للحزب الجمهوري، فتح فصلًا جديدًا مظلمًا في تاريخ العنف السياسي الأمريكي، حيث وقعت الحادثة خلال فعالية انتخابية في بنسلفانيا، في الوقت الذي كان ترامب فيه على خشبة المسرح وجماهيره حوله كالمعتاد، يرتدون ملابسهم الشهيرة بشعار "MAGA".
محاولة اغتيال دونالد ترامب
محاولة اغتيال المرشح الأوفر حظًا للفوز بالرئاسة الأمريكية بدأت حينما دوت الطلقات أثناء وقوف ترامب، والذي تراجع وأمسك بجانب وجهه مع اختفائه وراء منصته، وسط صراخ الحاضرين والغرابة التي بدأت تتبلور حول ما يحدث.
وبعد ذلك، أكد الرئيس السابق أنه شعر برصاصة تمزق جلد أذنه، مما تسبب في نزيف وهو يسرع بالابتعاد عن موقع الحادث، فقد فرقت الرصاصات التي أطلقها مسلح من على سطح خارج الحدود الأمنية للفعالية بضع سنتيمترات من تحول الوضع لكارثة بالفعل.
وظهر ترامب وهو يعلو وجهه وأذنه مغطاة بالدماء، وهو يُسرع بعيدًا عن الموقع بواسطة عملاء الخدمة السرية، مع رفعه لقبضته وراءه العلم الأمريكي، أصبحت هذه الصورة فورًا رمزية، والتي قال عددا من المسؤولين والسياسيين الأمريكيين إنها ستحدد عصرًا سياسيًا مشحونًا.
ذاكرة أمريكيا للاغتيالات السياسية
الهجوم على ترامب، خلال حملته الانتخابية، يذكر باغتيال المرشح الديمقراطي روبرت كينيدي في عام 1968، والتي كانت سنة مظلمة شهدت أيضًا اغتيال الزعيم الحقوقي مارتن لوثر كينغ جونيور وأعمال عنف في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو.
ومع ذلك، لم تتوقف العنف السياسي منذ ذلك الحين، حيث تعرضت النائبة السابقة جابريل جيفوردز لأذى دماغي بعد أن أُطلقت النار عليها في عام 2011، وفي عام 2017، هاجم مسلح فريقًا للكونغرس الجمهوري في تمرينه بالبيسبول، مما أدى إلى إصابة ستيف سكاليس وثلاثة آخرين.
مؤشر على ثقافة السياسة السامة
وفي ظل التصاعد المستمر للتوتر السياسي، يُنظر إلى الهجوم على ترامب كمؤشر آخر على ما يمكن أن ينجم عن ثقافة سياسية سامة، والتي أكدت التقارير الأمريكية أن ترامب نفسه يشارك بحماس فيها، ومع هذا الخلف السياسي المتباين بشدة في الولايات المتحدة، من المحتمل أن يعقب الهجوم تداعيات سياسية خطيرة.
بمجرد الصدمة الأولية لمحاولة الاغتيال، وجه غالبية الزعماء والممثلين السياسيين من كلا الجانبين من الفرقة السياسية بضرورة الهدوء.
