البعد الآخر.. ستارمر ذو الوجهين
يبدو رئيس الوزراء البريطاني الجديد "ستارمر" ذا وجهين متناقضين، وقد يلجأ الرجل إلى الرقص على أكثر من حبل وأن يتكئ على أكثر من عكاز "ستارمر" لديه أطروحات مؤيدة لحل الدولتين ووقف الاستيطان الإسرائيلي، وفي نفس الوقت متزوج من سيدة يهودية وجزء من عائلتها لا يزال في إسرائيل.
لقد أبدى السير كير ستارمر موقفًا متوازنًا تجاه القضية الفلسطينية منذ أن تزعم حزب العمال والمعارضة وقبل توليه رئاسة الوزراء في بريطانيا.
"ستارمر" أكد التزام حكومته بحل الدولتين كأساس لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وإنه يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة إلى جانب إسرائيل.
وحتى الآن "ستارمر" يسعى إلى الحفاظ على علاقات وثيقة مع كلٍّ من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويؤكد أهمية الوساطة البريطانية في العملية، وزاد من حجم المساعدات البريطانية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك المساعدات الإغاثية والمشاريع التنموية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
في الوقت نفسه، فإنه لم يتردد في إدانة الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان الفلسطينية وسياسات الاستيطان، ويؤكد على ضرورة احترام القانون الدولي.
ورغم أن "ستارمر" لم يتبنَّ موقفًا متطرفًا تجاه هذه القضية الفلسطينية فإنه حاول اتخاذ موقف متوازن وبناء. هدفه بالمساهمة في إحراز تقدم نحو إيجاد حل عادل للنزاع.
زوجة "ستارمر"لورا ألكسندر، هي من أصول يهودية، وهذا قد يؤثر على موقفه تجاه إسرائيل بشكل ما.
ورغم أنه في الماضي، تم انتقاده بسبب اتهامات بمعاداة السامية خلال فترة قيادته لحزب العمال، فإن هذا الجانب من حياته الشخصية قد يكون له التأثير الأكبر في سياساته تجاه القضية الفلسطينية.
ومن المتوقع أن تؤثر الخلفية العائلية ليهودية زوجته على فهمه للقضية الفلسطينية وكيفية إدارته لها.
وقد يكون لديه وجهة نظر أكثر تعاطفًا تجاه إسرائيل، لكن من المرجح أنه سيحاول الحفاظ على توازن أكثر في سياسته.
بشكل عام، الخلفية اليهودية لزوجة ستارمر قد تكون ذات صلة بسياساته تجاه القضية الفلسطينية، ولكن من المتوقع أن يتعامل معها بحذر وموضوعية بقدر الإمكان، سيكون عليه إيجاد طريقة للموازنة بين هذه الاعتبارات الشخصية والالتزامات السياسية الأوسع.
