نقيب الصحفيين الفلسطينيين: 7 أكتوبر رد فعل طبيعي.. والاحتلال ارتكب 10 آلاف جريمة في حق الصحفيين| حوار
أبرز تصريحات ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين في حواره مع القاهرة 24:-
- أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني شردوا من أرضهم منذ النكبة
- أكثر من مليون معتقل دخلوا سجون الاحتلال منذ 1948
- الاحتلال ارتكب 10 آلاف جريمة في حق الصحفيين وقتل وشرد الآلاف
- استشهد 152 صحفيا وأصيب أكثر من 160 منذ أحداث الـ 7 من أكتوبر
- الاحتلال دمر أكثر من 83 مؤسسة إعلامية وأكثر من 22 إذاعة محلية
- انتهينا من مذكرة بشأن جرائم الاحتلال بحق الصحفيين وسنقدمها للجنائية الدولية قريبًا
- جوائز المؤسسات الإعلامية والدولية اعتراف بحيادية وموضوعية صحفيي فلسطين
- الضغط يولد الانفجار وهجوم 7 أكتوبر رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال
دفعوا حياتهم ثمنا لنقلهم الحقيقة، ولم يحمهم السديري الأزرق المدون عليه “بريس” والواقي من الرصاص، ولا خوذات الرأس من الاغتيال والتنكيل وقتل عائلاتهم، في ظل مناخ غير إنساني للعمل.
هذا هو الواقع الذي يعيشه صحفيو فلسطين، مع تزايد الجرائم المرتكبة في حقهم من قتل وملاحقة وترهيب واعتقال في كثير من الأحيان، إذ لاقوا أكثر من 10 آلاف جريمة حتى يومنا هذا، وفق ما أوضحه ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين في حواره مع القاهرة 24.
كما كشف رأيه في التغطية الإعلامية التي حظيت بها القضية الفلسطينية في مصر والدول العربية وكذلك الغربية، كذا تحدث عن آليات منع الاحتلال لنقل الحقيقة، التي وصلت لقتل أسر الصحفيين الفلسطينيين وكذا الأجانب، وتحدث عن تقييمه لموقف الفصائل الفلسطينية.
وأكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين، أن النقابة ستتقدم بمذكرة للجنائية الدولية بشأن الجرائم المرتكبة في حق الصحفيين الفلسطينيين، خلال الفترة المقبلة.
وإلى نص الحوار:
- بعد 9 أشهر من القصف الغاشم.. ما تقييمك لموقف الفصائل الفلسطينية ومبادرتهم بهجوم 7 أكتوبر؟
الشعب الفلسطيني يتعرض لجرائم احتلالية منذ عام 1948، 76 سنة من الظلم والمجازر والاحتلال، زادت تلك المجازر والانتهاكات مع الاستعمار الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس، وفصائل المقاومة الفلسطينية موجودة منذ بدء الاحتلال لتقاومه، فالمقاومة الفلسطينية للاحتلال لم تتوقف لحظة واحدة، بدءًا من حرب بيروت وحروب ما قبل بيروت والانتفاضة الأولى والثانية، وقد ابتدع الشعب الفلسطيني كل أشكال النضال والكفاح لمواجهة الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال، وهذا نضال تراكمي.
واليوم هناك أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني مشرد من أرضه، فيما دخل سجون الاحتلال أكثر من مليون و100 ألف فلسطيني منذ عام 1967، ومئات آلاف الجرحى والبيوت التي دمرت خلال سنوات الاحتلال، رغم ذلك المقاومة لم تتوقف أبدًا.
وجاءت عملية السابع من أكتوبر رد فعل طبيعيا على جرائم الاحتلال، فالاحتلال يحاصر غزة منذ 17 عاما، وعزلها عن العالم الخارجي وعرضها للمجاعات، وهذا الضغط هو الذي ولد الانفجار، وأنا أؤمن أن ساعة النصر والفرج قريبة، فالاحتلال لن يدوم.
وهل كان 7 أكتوبر بداية الانتهاكات الصارخة في حق الصحفيين الفلسطينيين أم كان ذلك موجودا من قبل؟
نحن في نقابة الصحفيين الفلسطينية نستخدم لفظ جرائم وليس لفظ انتهاكات، الاحتلال يدرك أهمية الإعلام ويستخدمه للتزوير والتضليل والكذب، لنقل رواية مضللة للمجتمع والرأي العام الدولي، وبناء على هذا ارتكب الاحتلال كل أشكال الجرائم في حق الإعلام الفلسطيني والصحفيين.
منذ عام 1967 حتى قبل أحداث 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 150 صحفيا، ومنذ انطلاق الثورة الفلسطينية في مصر والأردن ولبنان وسوريا، تم تدمير كل مقرات إذاعة صوت فلسطين والثورة الفلسطينية في سوريا والأردن ولبنان، وكذلك دمرت معظم مقرات الإعلام الفلسطيني، وتم استهداف كبار رجال الإعلام الفلسطيني؛ مثل غسان كنفاني وماجد أبو شرار وقائمة طويلة أخرى، بجانب مسؤول الإعلام الفلسطيني في لبنان.
وما آليات رصد تلك الجرائم المرتكبة في حق الصحفيين؟
نقابة الصحفيين الفلسطينيين ترصد كل أشكال الجرائم في حق الصحفيين من خلال أجهزة ومؤسسات متخصصة، ولدينا إحصائيات دقيقة منذ عام 2012 بعدد ونوع الجرائم المرتكبة في حق الصحفيين الفلسطينينين، بواقع 9 آلاف جريمة منذ 2012 وحتى يوم 7 أكتوبر 2023، حيث قتل في تلك الفترة 56 صحفيا منهم 3 أجانب.
وخلال 9 أشهر الحرب ارتفع إجمالي عدد الجرائم إلى أكثر من 10 آلاف جريمة، واستشهاد أكثر من 152 صحفيا، وإصابة أكثر من 160، واعتقالات لأكثر من 108 صحفيين، من بينهم اثنان ما زال مصيرهم مجهولا وترفض سلطات الاحتلال الكشف عنهم.
بل ودمر الاحتلال مئات منازل وعائلات الصحفيين، ونزح أكثر من 1500 صحفي عن منازلهم في ظل استهداف وتهديد دائم، كما دمر الاحتلال أكثر من 83 مؤسسة إعلامية في فلسطين، وجميع المؤسسات في قطاع غزة، وأكثر من 22 إذاعة محلية في القطاع، ومنع الاحتلال العمل الإعلامي منذ بداية الحرب.
ولم يسلم الصحفيون الذين يغطون المقاومة الفلسطينية في لبنان والأردن من الاغتيال، بل ومنع الاحتلال الصحفيين الأجانب من دخول غزة، لكني أقول إن هذا القتل والتدمير والاستهداف، زاد الصحفيين الفلسطينية المزيد من التحدي والاستمرار في التغطية المهنية الوطنية لإيصال الرواية والرسالة والأوجاع، واستطاعت أن تنتصر على رواية الاحتلال منذ اللحظة الأولى للحرب.
وما تقييمك للتغطية الإعلامية المصرية والعربية والعالمية لما يحدث في غزة وللقضية الفلسطينية بشكل عام؟
نريد أن نكثف التغطية الإعلامية العربية والدولية بشكل كبير لأنها حركت الشارع والإعلام العربي والدولي، ورأينا ذلك في خروج مئات الملايين في مظاهرات في دول العالم الغربي، ثم اعترفت دول بحق الشعب الفلسطيني ودولته، حتى الانتخابات في بريطانيا وفرنسا تأثرت بما يجري ويحدث في فلسطين.
والتغطية الإعلامية في مصر للقضية الفلسطينية وما يحدث في غزة، قوية لخصوصية لعلاقة بين الدولتين، وجئت إلى مصر أكثر من 10 مرات خلال الحرب، وألاحظ اهتماما قويا من وسائل الإعلام المصرية بما يحدث في عموم فلسطين وخاصة في قطاع غزة، حتى ألاحظ ذلك في اللغة السياسية الداعمة للشعب الفلسطيني.
كذا توجد تغطية من وسائل الإعلام العربية، ولكن نريد أن تكون على مستوى التغطية في مصر؛ الشقيقة الأكبر في الوطن العربي، وندعو جميع الدول العربية إلى فتح مساحات أوسع للتغطية.
ولا نريد أن ينحاز الغرب لفلسطين، فقط نريد التغطية أن تكون بطريقة مهنية موضوعية حيادية تنقل الحقيقة، ولا أقول أننا راضون تمامًا عن هذه التغطية، لكن الحق الفلسطيني أجبر هذه المؤسسات على مزيد من التغطية التي تصل في كثير من الأحيان إلى الموضوعية.
وما أبرز الملفات التي تعمل عليها نقابة الصحفيين الآن؟
وكلت نقابة الصحفيين الفلسطينيين والاتحاد الدولي للصحفيين محامين في لندن بدعم من نقابة الصحفيين ببريطانيا، من أجل تقديم شكوى للمحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم في حق الصحفيين، وتقريبًا انتهينا من إعداد الملف من كل تفاصيله؛ والمحامون والشهود والفيديوهات والصور والإفادات جاهزة وستقدم قريبًا، بجانب أنه تم تقديم شكوتين قبل الحرب ضد دولة الاحتلال؛ واحدة في شأن قتل شيرين أبو عاقلة، والأخرى بشأن قتل ياسر مرتجي وأحمد أبو حسين.
ونحن توجهنا للقضاء الدولي وللبرلمانات الدولية وللمنظمات الدولية، بالتعاون مع اتحاد الصحفيين العرب والنقابات العربية، وفي مقدمتها نقابة الصحفيين المصريين، التي تقف مع الفلسطينين بشكل كبير وتدعم كل التوجهات والتحركات وتحاول توفير كل الإمكانيات اللازمة على المستوى السياسي والإعلامي.
كذا سيذهب وفد من النقابة لجولة بمقر البرلمان الأوروبي الذي انتخب منذ أيام للقاء الكتل البرلمانية وإطلاعها على ما يجري في فلسطين، وأيضا رفعنا قضية في المحكمة الفيدرالية الأمريكية ضد الاحتلال وجرائمة في حق الصحفيين، وبدأت تناقش في جلسات رسمية للمحكمة ونتابع مع نقابة الصحفيين الأمرييكة، ولن يوقفنا شيء إلا بتحقيق العدالة للصحفيين الفلسطينيين ومحاكمة مجرمي الحرب.