الأربعاء 18 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عن “واكد وأبو النجا”: ماشي يا حبيبي.. بس فين مخّك؟!

القاهرة 24
الإثنين 01/أبريل/2019 - 06:47 م
  • احنا لازم يا خالد نعمل حاجة البلد بتضيع _ احنا نستعين بالأمريكان
  • اه والنبي فكرة حلوة يلا بينا

أعتقد ان هذا هو السيناريو الذي دار قبل القرار الذي اتخذاه الثنائي عمرو واكد، و خالد أبو النجا، قبل ذهابهم للكونجرس الأمريكي، الإثنين الماضي، لمناقشة الوضع الحقوقي فى مصر.

كنت أودّ لو كنت معهما لإعطائهما نصيحة لن يتقبّلونها: “إنتوا ممكن تنزلوا ميدان التحرير، وتقولوا الكلام دا، حتّى وإن كانت الضريبة هى الاعتقال فهو أفضل لجذب انتباه العالم للقضية”.

فمطالبة العالم بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، غير مطروح حتى فى الدول الأوروبية ولعل فرنسا هي خير مثال، حيث استدعت سفيرها لدى روما، بعدما التقى نائب رئيس الوزراء الإيطالي، لويجي دي مايو، محتجين من “السترات الصفراء” في فرنسا، إثر الأزمة الأخيرة، معتبرة ذلك تدخل سافر في شؤونها، ولنا أن نتخيل لو أن فنان أمريكي سافر لبلد آخر وناقش أزمات تخص بلاده، كيف ستتم مهاجمته في الإعلام، و سيتم استبعاده من المشاركة في الأعمال الفنية، وأكثر من ذلك من إقصاء و جراءات تنكيل شديدة!.

في الحقيقة، لا يسعني سوى الاختيار بين وصفين لهذا التصرّف، فإما هما عملاء، أو “وطنيين بغشامة” بالبلديشمامين كلة، حتى أن واكد، تأثر بشخصية عشري الذي قدمها في فيلم” إبراهيم الأبيض” الذي كان مغيبا طوال الوقت بفعل المخدرات، ليطالب بإلغاء نيابة أمن الدولة، و حل مجلس الشعب، الذي اختار الشعب أعضاءه بكامل رغبته_ حتى و إن اعتقد عمرو ان الشعب أخطأ في ذلك، فالقرار قرار الشعب أولا و أخيرا_، لنعيش في شبه دولة يحكمها البلطجة و الإرهاب، مرضاة له!.

شخصيا استبعد كونهما عملاء، لكن هما من وضعا نفسهما تحت طائلة التخوين، فهناك عدّة صفات للعميل قد ترسّخت فى الأذهان: له علاقات بالخارج وبيسافر كثير من الوقت، له سلوكيات غير تقليدية، متأثر فيها بالغرب، و يروج لسلوكيات غيرمرضى عنها مجتمعياً، يحصل على أموال من جهات أجنبية، محقق نجاح يمكن وصفه بغير المبررمن الكثيرين.

يتوافر فى الثنائي 90% تقريبا من هذة الشروط، والسؤال هو لماذا أضع نفسي تحت طائلة الشك و التخوين، لماذا أقدم على قرار “غبي” يمكن أن يستخدم ضدي، و يهزم قضيتي حتى إن كنت أظن أنى مصيب؟!

الموضوع أشبه بشخص يدعو للعلمانية مثلا، فيقوم بالسفر لإسرائيل، في أولى جولاته، ويقول:أصلي علماني، ماعنديش مشكلة مع إسرائيل”!.

ماشي يا حبيبي، عارض براحتك و قول لا.. بس فين مخك ؟ ازاي هتقنع الناس بقضيتك و انت في مكان تحوم حوله الشبهات و تتكاثر حوله الأقاويل؟!، ثم ماهو قدر الغباوة .. اللى يخليك تروح الكونجرس مع إخوان؟

ذهب الثنائي للقاء غير الرسمي بالكونجرس تحت مظلة كيان “المنبر المصري لحقوق الإنسان”، والذي تمّ تأسيسه قبل الاجتماع بأيّام، برفقة عدد ممّن ربطتهم علاقة وطيدة بجماعة الإخوان الإرهابية، و”ثقيل الظل” يوسف حسين مقدّم برنامج على اليوتيوب، النسخة البايخة من برنامج باسم يوسف، والذي لا يكف عن سبّ الرئيس و الرموز المصرية ليلا ونهارا، وهذا ثاني خطأ وقعا فيه عمرو، و خالد، فكانا عليهما اختيار الصحبة الآمنة.

صرّح خالد، بأنّ الشعب يريد فصل الدين عن الدولة، هذا ما يؤكّد أنّه بعيد كل البعد بل مغيّب عن ثقافة الشعب الذي يتكلّم بلسانه، من الواضح أنك لم تر الاحتفاء الجماهيري بجثمان الإرهابي عمر عبدالرحمن، سحل الشيعة، الاعتداء على الأقباط، خطابات التحريض على المثليين، و العابرين جنسيا، و الحشود التي أعلنت تظاهرات عندما أثيرت إشاعات حول المساس بالمادة الثانية من الدستور والتي تنص على الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، كما هوجمت الحكومة، لترميمها بعض الأماكن التاريخية الخاصة باليهود، و التي هى بالآخر جزء من تاريخ مصر، و تم اعتبار ذلك أنه محاولة لتهويد مصر!

إن لم تكن شهدت على مثل تلك الوقائع، أنصحك بقراءة تعلقيات المصريين على خبر قرار سلطان “بروناي” حسن بلقية، الخاص ببدء تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، على المسلمين فقط، في بلاده اعتبارا من الخميس الماضي، و نصه على أن العقوبة الجديدة للسرقة هي بتر اليد اليمنى لارتكاب جريمة أولى، والقدم اليسرى لجريمة ثانية، فيما تصبح عقوبة الزنا والمثلية الإعدام، لعلّك تدرك مدى رغبة المصريين في فصل الدين عن الدولة!

أثيرت بعض الشائعات على خالد بإنّه “مثلي الجنس”، وهذا يضايقني بشكل شخصي_ ليس لإنّه عيب، فأنا داعمة للحرية الجنسية _ بل لأنّ خالد فتى أحلامي منذ فيلم “في شقة مصر الجديدة”، و أريده أن يتخيّل نتيجة تصويت على استفتاء يخص حقوق المثليين كما يحدث فى الخارج.

كنت أودّ لو اتحدّث عن عدّة محاور أخرى ولكن لن أقوم بذلك للحفاظ على السلم العام، فالبلاد في مرحلة صعبة وتحارب على عدّة أصعدة، و انا فى انتظار منشورات السبّ و الاتهام بالتطبيل للنظام، لكنى سأقدّم خيارا آخر لمن يريد مهاجمتي، وهو أن هذا المقال عبارة عن “مشاعر انتقام” من الفنان عمرو واكد، لأنّه رفض انضمامي لورشة التمثيل التي نظّمها منذ عدّة سنوات.

تابع مواقعنا