حلمها إعمار غزة| صغيرة فلسطينية تخطف أنظار المصريين بصناعة الأساور: بهرب من خوف القصف بالخرز
مجموعة من الخرز لصناعة الأساور البسيطة، أدخلت الفرحة إلى قلب صغيرة لا يتعدى عمرها الـ 7 أعوام، كانت تحاول إسعاد غيرها بصناعتها الخاصة ذات اللمسة العاشقة لمن تهديها إياها، لكن لتلك المجموعة دورًا بارزًا قامت به خلال حرب غزة، فكانت بمثابة علاج نفسي مهدئ لها خلال سماعها لدوي القصف الإسرائيلي المستمر، الذي لاحق منزلها وألعابها فساتينها الجذابة، التي كانت بمثابة ثروتها الطفولية.
خرز الأمل بيد صغيرة فلسطينية
نزحت الصغيرة مريم وحيد إلى رفح بعد قصف منزلها، فكانت تسكن في مدينة خان يونس، داخل منزل يملؤه البهجة والفرحة، فهي وحيدة والديها الصغيرة المدللة.
كنا في الجنوب من مدينة خان يونس في أول الحرب، كان هناك استهداف مكنش في اقتحام بري، لكن كنا بنسمع الأصوات الانفجارات.. كنا قاعدين بالمنزل مسلمين أمرنا لله، وفقًا لـ حديث مريم لـ القاهرة 24.
مخبأ مريم من القصف
في 4 ديسمبر الماضي، قصف الاحتلال الإسرائيلي منزل مريم، ومدينة خان يونس بالأحزمة النارية لمدة ساعة كاملة، ما اضطر الأسرة للنزوح إلى منزل أخر بمنطقة قريبة، ثم بعد 4 أيام تم النزوح إلى رفح نتيجة تعليمات الجيش الإسرائيلي لإخلاء مدينة خان يونس.
دخلت مريم مصر في 12 أبريل الماضي، بصحبة والدتها وجدها فقط، وذلك لعلاج الجد بالمستشفيات المصرية نظرًا لتدهور حالته الصحية، إلا أن باقي العائلة ظلت بغزة.
كانت مريم تعالج خوفها بصناعة الأساور بمجموعة من الخرز أهداها لها والداها، لكن بعد قصف منزلها فقدت الصغيرة المخبأ الوحيد لها من الحرب.
أساور مريم تخطف أنظار المصريين
بعد دخولها مصر، تعرفت والدتها على سيدات مصريات، فكانت الصغيرة تطلب منهن خرزا لصناعة الأساور، معقبة: أنا بعمل الأساور بحب ودعاء للي بديهله، عشان كده الأساور تحفظه وهعمل مشروع وأكسب فلوس منه.
هطلع مهندسة وأعمر غزة
أطلق الصغيرة صفحتها الخاصة عبر إنستجرام لصناعة الأساور، وسرعان ما خطفت أنظار المصريين من أساورها الخاصة، وبالفعل حققت حلمها ببيع تلك الأساور المصنوعة بكل حب من صغيرة عاشت آلالام الحرب.
تختم مريم حديثها قائلة: أنا نفسي أطلع مهندسة وهبني تاني غزة وأعمرها بالبيوت والحدائق.. هجيب فلوس من الأساور واشتري لنفسي فساتين وأي باد وحاجاتي الحلوة اللي راحت بالقصف.
فيما أكدت والدة الطفلة آلاء، أن جميع أوراق الصغيرة تدمرت من القصف، لذا لم نتمكن من التقديم على أي مدرسة، منوهة: مريم نفسها ترجع تاني تدخل مدرسة.