الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المحافظون الجدد

الثلاثاء 23/يوليو/2024 - 05:45 م

منذ تولي المحافظين الجدد مهام مناصبهم شهدت الساحة المصرية تغيرًا ملحوظًا حيث بدأنا ربما لأول مرة نرى تلك الحالة من النشاط الكبير، والتواجد الدائم في الشارع دون لافتات يقف أسفلها المنتفعين لاستقبال السيد المحافظ الذي تتزين لقدومه الشوارع، وتزرع الأشجار وتنشط حركة النظافة فقط في خط سيره المحدد والمعروف مسبقا. 

كل ذلك تغير ورأينا المحافظ بشكل مفاجئ ومنذ الصباح الباكر يقوم بجولاته الميدانية، ومن أجل إحقاق الحق بدأ ذلك اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية ثم بدأنا نراه من محافظين آخرين على مستوى الجمهورية. 

ما يجري الآن أحدث تغييرًا ملحوظًا بالفعل، حيث أصبح كل موظف يتوقع أن يجد المحافظ أمامه في أي وقت وبدأت حركة نشطة لرؤساء المدن والأحياء لم تكن موجودة قبل أيام قليلة من نفس الشخصيات مما يطرح تساؤلًا هامًا هل يحتاج من يتولى مسئولية كبيرة مثل رئاسة مدينة إلى رقابة مباشرة من المحافظ للقيام بعمله الذي هو السبب الوحيد لوجوده في المنصب، وإذا كانت الإمكانيات متاحة للتغيير كما رأينا فلماذا لم نكن نراها من قبل؟ 

كل مواطن صالح يتمنى الخير لهذا البلد لا يمكن أن يختلف على أهمية ما يحدث الآن من جولات مفاجئة ونشاط دائم للمحافظين، ولا يمكن أن يقف عند هفوات من أجل إحباط تلك الجولات التي حركت المياه الراكدة بعض الشيء ولا خلاف حول أن الفساد هو السوس الذي ينخر في عظام الوطن، والتصدي له أيا كان موقعه ومن يرتكبه ضرورة ملحة وأمان للوطن كله في ظروف صعبة نمر بها، ولم يعد محتمل قبول موظف أو مسئول مهمل يذهب للعمل فقط من أجل إثبات الحضور للحصول على الراتب، ولا يتردد في التغيب كلما وجد الفرصة سانحة دون عقاب، حتى وصل الأمر في بعض الأماكن إلى التناوب فيما بينهم بحيث يحضر عدد منهم في أيام معينة وآخرون يتغيبون ثم العكس. 

بكل أسف هناك من ألف فكرة التراخي التي يتم تهديدها الآن بفضل ما نراه من نشاط، وينتهزون الفرصة لانتقاد تصرف ما يصدر من أحد المحافظين تجاه موظف أو مواطن بالشارع بالفعل يكون مخالفا للقانون أو أهمل في عمله، ويحرك ذلك جهات خارجية قطعًا لا تتمنى النجاح للحكومة الجديدة والمحافظين، ولا للدولة بأكملها لأن ذلك يحبط مساعيهم ويهدد طموحاتهم.

هؤلاء لا ينتظرون إلا الفشل لأنه يشبع رغبتهم ويحقق أمانيهم السياسية دون اعتبار لمصلحة مواطن أو وطن ولأنهم كذلك فقد تزعجهم كل بوادر إصلاح، ويقفون لها بالمرصاد لتشويهها، وتوجيه الانتقادات ونجد بعض من لا يدركون خبث هذه النوايا ينساقون خلف ما يتم ترويجه عبر السوشيال ميديا، ومن أجل الخداع فإنها في بعض الأحيان تكون كلمات حق ولكن يراد بها باطل. 

أخيرًا لا بد من التأكيد على أن ما يشهده الشارع الآن من نشاط لحركة المحافظين أمر جيد، وهو ما كان يجب فعله منذ سنوات، ول ابد من تشجيعه واستمراره، وجعله أسلوب عمل دائم حتى نصل إلى الإصلاح المنشود في كافة القطاعات، ويشعر المواطن بتحسن الخدمة المقدمة إليه في كل مكان يقصده مما يصب في صالح الوطن كله.

تابع مواقعنا