الإذاعي الشهير السيد صالح: أصعب لحظة في حياتي كانت إبلاغي بإقالتي من رئاسة إذاعة القرآن.. وياسر رزق وعمرو أديب دفعتي| حوار
- أصعب لحظة في حياتي كانت إبلاغي بإقالتي من رئاسة إذاعة القرآن
- استمرار برنامجي قطوف والمجددون أمر أسعدني كثيرا
- كان من بين دفعتي ياسر رزق وعمرو أديب
- لم أحذف دعاء الشعراوي كما زعم البعض بل أخرته بعد الصلاة على النبي
- سأتفرغ لتأليف الكتب خلال الفترة المقبلة
- أرحب بالعمل في أي قناة فضائية
- والدتي هي من أشرفت على تربيتنا ووالدي كان تاجرا
- بدأت الخطابة منذ أن كان عمري 16 عامًا
- أشهر البرامج وأقربها لقلبي قطوف من حدائق الإيمان
- خلال رئاستي للإذاعة حدث تغير في شكل الإذاعة بشهادة المستمعين
- من المواقف الصعبة هو تأخري ذات مرة عن صلاة الفجر
- تشرفت بنقل العشاء والتراويح والتهجد لـ15 يوما من الروضة النبوية
صاحب حنجرة ذهبية، استطاع أن يحفر لاسمه مكانة وعلامة في أذهان محبي وعشاق إذاعة القرآن الكريم، كما صارت برامجه أشهر برامج إذاعة القرآن، لا سيما قطوف من حدائق الإيمان، والذي يقدمه منذ نحو 32 عامًا.
خلال الأيام الماضية، بلغ الإذاعي السيد صالح، أحد أشهر الأصوات في إذاعة القرآن الكريم، سن المعاش، ما أصاب محبي الإذاعة بحالة من الحزن خوفا من الحرمان من صوته، غير أنه صدر قرار باستمرار في تقديمه برنامجي قطوف في حدائق الإيمان والمجددون، لتعود الفرحة إلى جمهوره مرة أخرى.
القاهرة 24، أجرى أول حوار مع جبرتي إذاعة القرآن الكريم كما يصفه بعض زملائه، والذي كشف تفاصيل رحلته مع أعرق المحطات الإذاعية في العالم، وما قدمه خلال تلك الرحلة التي امتدت قرابة 32 عاما.
وإلى الحوار:
- خبر رحليك عن إذاعة القرآن ببلوغك المعاش أصاب محبي وعشاق الإذاعة بحالة حزن شديد.. فكيف رأيت تلك المحبة؟
أحمد الله وأشكره على هذا كله، كما أشكر جميع الأصدقاء وجميع المستمعين على محبتهم وعلى مظاهرة الحب التي عبروا من خلالها عن حبهم لي، وهذا إن دل فإنما يدل على شيء وهو مكانة إذاعة القرآن الكريم في نفوس المستمعين، وعلى مدى التأثير العميق التي تحدثه هذه الإذاعة.
وأريد أن أشير إلى أنه خلال عملي كان تأتيني اتصالات كثيرة من المتابعين حول العالم، فمثلا اتصل بي أحد المستمعين من المغرب وكان متابعا لبرنامج سهرة مع القرآن الكريم، والذي كنت أقدم فيه التلاوات النادرة وفوجئت أنه حافظ تواريخ الإذاعة وجميع التلاوات ربما أكثر مني شخصيا، فهذا شيء كان يسعدني.
وأحمد الله على استمرار البرامج بعد بلوغي المعاش وهذا أمر أسعدني كثيرا، وأشكر محمد نوار رئيس الإذاعة على ذلك الأمر.
- كيف قابلت القرار الصادر باستمرارك في تقديم قطوف من حدائق الإيمان والمجددون في الإسلام؟
قرار الاستمرار في تقديم البرامج قرار طيب للغاية، فالإعلامي أو المذيع ليس له سن تقاعد، بل على العكس هذا السن هو سن النضج؛ خاصة بعد هذا الرحلة الطويلة والتي تخطت الـ30 عامًا، حيث أصبحنا على دراية كاملة بما يقال وبما لا يقال وبكل تفاصيل العمل.
والإعلامي ليس له سن تقاعد طالما قادر صحيًا وذهنيًا على العطاء، وخير دليل على هذا الكلام الدكتورة هاجر سعد الدين والدكتور عبدالصمد دسوقي وجميع الإعلاميين الذين استمروا إلى هذه اللحظة.
- ما هي أصعب مكالمة تلقيتها خلال رحلتك مع إذاعة القرآن الكريم؟
ترأست إذاعة القرآن الكريم 100 يوم، وأصعب مكالمة كانت قرار إبلاغي بإقالتي من رئاسة إذاعة القرآن الكريم، فهي كانت أصعب لحظة في حياتي، خاصة الإقالة كانت ظلما وعدوانا، وكانت نتيجة شكاوى كيدية.
لكن الحمد لله، رفعت قضية وفي النهاية القضاء حكم لي بعودتي، لكن على درجة مدير عام، والتي كنت معينا عليها.
- ماذا سيفعل السيد صالح بعد خروجه على المعاش؟.. وهل هناك خطة معينة للفترة المقبلة؟
في البداية سأستمر في تقديم برنامجي قطوف من حدائق الإيمان والمجددون في الإسلام، كما سأستمر في الحفاظ على خطبة الجمعة أسبوعيا، والتي بدأت فيها منذ أن كان سني 16 عاما.
بجانب ذلك سأتفرغ لتأليف الكتب خلال الفترة المقبلة، فلي ولله الحمد بعض المؤلفات، كما لو أتيحت لي فرصة للعمل في القنوات الخاصة فأنا أرحب بالعمل في أي قناة فضائية.
- ما اسم المؤلفات التي قدمتها خلال الفترة الماضية؟
لي كتاب في السيرة النبوية وهو بعنوان: وإنك لعلى خلق عظيم، تناولت فيه أخلاق الرسول والشمائل المحمدية، كذلك قمت بتجميع ما كنت أقدمه في صلاتي الفجر والجمع، وسيصدر في كتاب قريبا، لا سيما أنه مكتوب بدقة وعناية ومراجعة دقيقة.
- احكِ لنا عن طفولتك والبيئة التي نشأت فيها؟
نشأت في قرية العلوية من قرى محافظة الشرقية ونشأت في ظل رعاية أبي حيث كان يعمل تاجرا، ووالدتي هي من أشرفت على تربيتنا وشملتنا بالرعاية؛ لأن الوالد كان مشغول في تجارته، وبفضل الله كان ميسور الحال، ما وفر لي سبل الراحة منذ الصغر، فتفرغت لحفظ القرآن الكريم، حيث كان المحفظ يأتي لي البيت، والحمد لله حفظت القرآن الكريم.
وكنت أمارس الخطابة في المسجد الذي بناه والدي، وبدأت الخطابة منذ أن كان عمري 16 عامًا، وهذا الأمر كان له دور في حياتي حيث عودني على مواجهة الجمهور منذ الصغر، وبالتالي عندما دخلت الإذاعة لم تكن لدي رهبة الميكروفون، كما أنها أكسبتني معلومات كثيرة، وبفضلها أستطيع الارتجال بسهولة في أي وقت.
وأنا تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وكانت دفعتي تضم نجوم الإعلام ومنهم: الإعلامي ياسر رزق رحمه الله، والإعلامي عمرو أديب، والإعلامي أنور الهواري، وغيرهم من نجوم الإعلام.
كان لدى رغبة في الالتحاق بإذاعة القرآن الكريم، ووفقني الله في الالتحاق بها وبدأت الرحلة مع إذاعة القرآن الكريم.
- أشهر البرامج التي قدمها الإذاعي السيد صالح على مدار رحلته بإذاعة القرآن الكريم؟
يعتبر برنامج قطوف من حدائق الأيمان أشهر البرامج التي قدمتها، حيث بدأت تقديمه منذ عام 1993، كما قدمت برنامج تفسير كامل للقرآن الكريم مع كمال النجار وكان مدير عام إذاعة القرآن الكريم، أيضًا قدمت برنامج ليس له مثيل في إذاعة القرآن وهو برنامج الإنسان والبيئة وهو أول برنامج متخصص يتحدث عن البيئة في إذاعة القرآن الكريم.
وقدمت برنامج علوم السنة حيث تناول كل ما يتعلق بالسنة وذلك على مدار 15 عاما، كذلك قدمت برنامج المجددون في الإسلام، كما قدمت برنامج مع الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر تحت عنوان بيان للناس، هذا بالإضافة للبرامج التي قدمتها في شهر رمضان، وهناك عدة برامج أخرى.
- ما هي أقرب تلك البرامج إلى قلبك؟
برنامج قطوف من حدائق الإيمان يعتبر أقرب البرامج إلى قلبي، حيث قدمته فوق الـ30 عامًا وسيتسمر إن شاء الله، وكذلك باعتباره أشهر برامج إذاعة القرآن الكريم فهو الأقرب لقلبي.
وأنا فوجئت أن هناك العديد من المستمعين قاموا بتسجيل آلاف الحلقات من البرنامج وتم تحميلها على صفحاتهم وقنواتهم، فهذا شيء أسعدني كثيرا، لا سيما أن بعضها منذ عشرين عامًا.
- ترأست الإذاعة 100 يوم تقريبا فما أبرز الإنجازات خلال تلك الفترة؟
أنا عاشق للإذاعة منذ الصغر، فالحمد لله كنت أعلم ما تريده الإذاعة، لذلك قمت بتغييرات في خريطة القرآن، واستحدثت مجموعة من البرامج الملائمة فقدمنا برنامج عن الإسلام والتنمية وبرنامج جديد عن نهر النيل، أيضًا قدمنا برنامجا عن الإعجاز في القرآن، وحدث تغير في شكل الإذاعة بشهادة المستمعين.
ولأول مرة قدمت الصلاة على النبي عقب الآذان، وكنت سألت مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام فقال لي لقد أحييت سنة كانت ميتة، والبعض قال إنني حذفت دعاء الشعراوي عقب الآذان وهذا لم يحدث بل أخرته بعد الصلاة على النبي.
- أصعب وأجمل موقف واجهته خلال تلك الفترة وأصعب موقف على الهواء؟
أصعب موقف كان إبلاغي بقرار إقالتي لكن الحمد لله الحق عاد لي بعد 7 سنوات في المحاكم.
من ضمن المواقف الصعبة، هو تأخري ذات مرة عن صلاة الفجر حيث كنت وحدي في المنزل واستيقظت متأخرا، وأيضًا من تلك المواقف أنه في إحدى المرات وأنا ذاهب كان الطريق واقف تماما ولم أتمكن من الذهاب فأبلغتهم بذلك فقام الزميل عبدالجواد هندي بنقل الصلاة على الهواء.
أما المواقف الجميلة فهي أنني تشرفت بنقل صلاة العشاء والتراويح والتهجد لمدة 15 يوما من الروضة النبوية في شهر رمضان وهذه كانت أسعد لحظات حياتي، وكان معي المذيع السعودي والذي كان ينقل للقناة السعودية باللغات الأجنبية: الإنجليزية والفرنسية، كما كان يجلس معي جميع مؤذنين الحرم.
- ما الجوائز التي حصلت عليها؟
تسلمت جائزة وزارة الأوقاف الكويتية لإذاعة القرآن الكريم باعتبارها أفضل جهة قرآنية وذلك من أمير دولة الكويت، وكان ذلك عام 2016.